يحتاج بناء الموضوع أي كتابته إلى مهارات عديدة من أجل أن يخرج في صورة شيقة وممتعة للقارئين، حيث أن الكتابة هي حرفة أو مهنة تتم عن طريق كتابة الموضوعات المختلفة أو تأليف المقالات، وتكون لغة الكتابة معتمدة على طريقة إنشاء الكاتب لكتابة موضوعاته المختلفة بصورة شيقة وجاذبة للمتابعين، والكتابة هي العملية العقلية التي يتم فيها إنتاج عمل ما ابتكره الكاتب بأفكاره وصاغها ونظمها ليقوم بعرضها في صورة نهائية على الورق.

تعد الكتابة من العمليات المعقدة، ذلك لأنها تحتوي بداخلها على بيان قدرة الفرد وكفاءته في التعبير عن أفكار والتصوير الرائع لها باستخدام الحروف والكلمات وتركيب الجمل المفيدة والصحيحة من الناحية النحوية، ذلك لأن كفاءة الكتابة تظهر بصورة واضحة في قدرة الكاتب على التصوير الدقيق والترتيب الصحيح لعرض الأفكار بتسلسل بسيط وسهل يمكن القارئ من فهمه بصورة بسيطة وتحليله.

والكتابة أيضا هي عملية تمثيل الكلام البشري المألوف باستخدام عدد من الرموز المرئية والمحسوسة ولكن بشرط الاعتماد على قواعد اللغة وتنظيمها ليتم كتابتها بصورة صحيحة وإمكانية فهمها واستعادتها من قبل الأشخاص العاديين، مهما اختلفت الطبقات والأعمار بينهم.

مهارات بناء الموضوع

لكي يتم كتابة موضوع بطريقة صحيحة ويخرج في صورة إيجابية مشرفة لكاتبه فأنه لابد أن يسير على خطوات معينة يتبعها الكاتب وصولا إلى الصورة النهائية للموضوع وتلك الخطوات هي :

التخطيط للموضوع

وهو الخطوة الأولى لبناء أي موضوع، وتحتاج من الكتابة إلى استعمال العديد من الأساليب المتنوعة والمختلفة من أجل خلق أفكار جديدة تتعلق بالموضوع الذي يرغب في الكتابة عنه، والبدء في كتابة تلك الأساليب لديه وتنظيم أفكاره واختيار المناسب منها، والبدء في استكمال المسودة التي ستساعده بعد ذلك على الكتابة الفعلية للموضوع، وتعرف تلك المرحلة بمرحلة ما قبل الكتابة، وتتم تلك المرحلة عن طريق :

تحديد الهدف المرجو من الكتابة في هذا الموضوع، أي أن الكاتب عليه أن يسأل نفسه، هل يقوم بكتابة هذا الموضوع بهدف التسلية والمتعة فقط أم أنه يرغب في كتابة موضوع للتواصل من خلاله مع جهات رسمية أو غير رسمية أم أنه بغرض الكتابة لعدد معين من المتابعين والقراء بهدف توصيل معلومة معينة لهم، فكل طريقة تحتاج إلى أسلوب معين ومهارات معينة في الكتابة للوصول إلى الغرض الموضوعة من أجله، ويحتاج كل موضوع إلى الحجج والبراهين التي توصل إلى الإقناع.

اختيار عنوان الموضوع، وتأتي تلك الخطورة بعد التخطيط وتحديد الهدف من الكتابة فالموضوع، ويكون الكتابة ملزم باختيار اسم الموضوع وعنوانه والفكرة الرئيسية التي يقوم عليها الموضوع باعتبارها حجر الأساس في الموضوع، ويتم ذلك عن طريقة ميول الكاتب والمعلومات المتاحة لديه حول ما يريد الكتابة عنه، فيكون مسئول مسؤولية تامة عن الاختيار المناسب للموضوع ليساعده ذلك على الإبداع.

خلق الأفكار وتجميعها وتنظيمها، ويتم من خلال رسم فكرة معينة باستخدام رسومات الأطفال أو استعمال الخرائط الذهنية لمن هم أكبر سناً، أو من خلال المناقشات أو بالقراءة الكثيرة حول الموضوع، ومقابلة الأفراد الذين لديهم القدرة على توليد الأفكار والمشاركة في إنتاجها النهائي.

كتابة المُسًّودة

وهي خاصة بعملية التأليف للمقال أو الموضوع الذي تعمل عمل الأفكار له، مع مراعاة الحفاظ على تسلسلها بشكل منطقي، ويتم اختيار الكلمات المناسبة وبناء الجمل التي يتم من خلالها التعامل مع الموضوع ليخرج في صورة نهائية مناسبة، وهذا من شأنه أن يساعد على توسيع ذهن الكاتب وخلق أفكار أكثر للتنويع فيها، وأيضا تساعده في معرفة الأفكار الرئيسية من الأفكار الفرعية لتنظيم تلك الأفكار وعرضها في صورة مناسبة للموضوع والابتعاد عن الخروج عن المواضيع، فعندما يقرأ الكاتب المسودة الخاصة به يستطيع أن يفهم ما يريد كتابته ومراعاة أسلوب الكتابة للخروج بموضوع شيق يرضي أذواق كافة الجمهور.

مراجعة ما تم كتابته

وتعتبر من أهم مراحل بناء الموضوع وأقوى مهاراته، وفيها يتم التركيز على أمرين أولهما التركيز على مضمون النص والأفكار وطريقة بناء الجمل وتركيبها، وأيضا التركيز على الصور الفنية والتشبيهات، والأمر الثاني هو شكل النص، فلابد أن يكون النص محتوي على علامات الترقيم، وعلى الكاتب أن يراعي جيداً صحة الإملاء وحجم الخط وشكله.

ولا تتوقف مرحلة المراجعة على هذا فقط فلابد من مراجعة الأفكار ومراعاة مدى تسلسلها وتنظيمها، ومن الأفضل أن تكون عملية المراجعة مرافقة لكافة مراحل الكتابة، لأنها عملية شاملة تهدف إلى ضبط العمل بأكمله وخروجه في صورة شيقة، حيث أنها تساعد الكاتب على تصحيح الأخطاء أيا كان نوعها، وتمنحه الفرصة لتطوير المفردات المستخدمة، وتتم عن طريق قراءة النص وعمل التعديلات المناسبة.

مرحلة التحرير والتقييم

تأتي تلك المرحلة بعد أن يراجع الكاتب موضوعه ليخرجه في صورة نهائية استعداداً لنشره، ويجب أن يهتم الكاتب في تلك المرحلة بالمهارات الميكانيكية والشكلية، والاهتمام بمهارات النحو والترقيم، ومن أهم مهارات التحرير الابتعاد عن محتوى النص وأفكاره، لقراءة النص قراءة سريعة لاكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وتعتمد تلك المرحلة على معايير بناء القياس والتقويم.

مرحلة النشر

وهي المرحلة النهائية من مراحل بناء الموضوع الجيد، وتعني عرض الموضوع للقراء، وتتم عن طريق عرضه على الزملاء والأصدقاء أو نشره على المواقع المختلفة أو المجتمع لتحقيق الهدف من الموضوع، وأيضا نشر الموضوع على مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يقوم الكاتب بعرض الموضوع على كاتب أو مؤلف لمساعدته في تطوير الموضوع ونشره بطريقة أفضل.