حرب البسوس هي احدى الحروب الكبيرة التي استمرت حوالي أربعين عام، وقد كانت بين قبيلتي تغلب وقبيلة بكر، وقد كان كبير قبيلة تغلب الملك كليب بن ربيعة واخوه الزير السالم المهلل بن ربيعة، اما قبيلة بكر فقد كان كبيرها هو جساس بن مرة وخالته البسوس بنت المنقذ، والجليلة اخت جساس وأيضا زوجة الملك كليب بن ربيعة.
ما هو مكان وقوع حرب البسوس
وقعت حرب البسوس في الجزيرة العربية اي في منطقة الحجاز بين قبيلتي تغلب وبكر، واستمرت تلك الحرب حوالي أربعين عام، وعلى حسب ما تم ذكره في كتب التاريخ انها كانت ما بين سنة 494م اي انها كانت قبل الإسلام اي انها في عصر الجاهلية.
ما هي احداث حرب البسوس
قد كان كليب بن ربيعة هو ملك العرب في تلك الفترة، وقد تم تتويجه ملك عندما استطاع ان يقود القبائل في حربه ضد قبائل اليمن، واستطاع ان ينتصر في حربه عليهم، وقد كان يتمتع كليب بشخصية قوية في حكمها على العرب، وقد كان شديد الغيرة، في ذلك الوقت قد كان جساس بن مرة قوي البنية أيضا شديد، وكانت له اخت وهي زوجة الملك كانت تتباهى كثيرا بجمالها، وقد كانت في تلك الفترة تعيش قبيلة بكر تحت حكم قبيلة تغلب، وقد كانت تتحكم كثيرا بالماء والمرعى تحت حكم الملك.
ما هي سبب الحرب
قد كانت البسوس تنزل عند الجساس في بني شيبان، وقد كان معهم جار لهم اسمه سعد بن شمس الجزمي، وقد كان ذلك الجار يملك ناقة اسمها سراب، وقد مرت من امام تلك الناقة وقتها سرب كبير من الإبل، وهي أبل تخص كليب، وقد استطاعت الناقة فور رؤية الإبل ان تفك رباطها وان تلحق بابل كليب، وقد اختلطت الناقة بالإبل، وعندما وصل الإبل الى كليب، رأى الناقة وقد نكرها وقام على الفور بأطلاق سهم على الناقة فقتلها على الفور، في ذلك الوقت واثناء ما تموت الناقة راها الجزمي صاحب الناقة على تلك الحالة الحزينة، وذهب على الفور واخبر البسوس والتي صاحت فور تلقي الخبر ، وأصبحت تقول واذلاه واجاراه.
وقد قالت انها لو كانت في دار منقذ لما ضيم سعد جارها، ولكنها أصبحت في دار غريبة يأتي اليها الذئاب، وقد سمعها الجساس وغضب غضب كبير، وقد ركب فرسه على الفور وانطلق يتحسس أثر كليب، ومن ورائه يتبعه عمرو بن الحارث الشيباني، وعند وصولهم الى كليب قام الجساس على الفور بضرب كليب فقطم صلبه، ثم اتى عمرو من بعده وقام بطعن كليب عدة طعنات من الخلف، ومن قوة الطعنات وقع كليب على الفور على الارض، ثم نظر للجساس وقال اغثني بشربة ماء، فقال له الجساس هيهات.
بعد ما تم قتل كليب قام بنو شيبة بالارتحال حتى استقروا في نزلوا بجانب ماء يسمى النهى، وقد كان من ضمنهم المهلهل الذي اعتزل الخمر والنساء وقد جمع قومه، وقد قاموا بأرسال مجموعة من الرجال الى مرة الشيباني وهو والد الجساس، وقالوا له “إنكم أتيتم عظيماً بقتلكم كليباً بنابٍ من الإبل، فقطعتم الرحم وانتهكتم الحرمة، وإنّا كرهنا العجلة عليكم دون الإعذار إليكم، ونحن نعرض عليكم خلالاً أربعاً لكم فيها مخرجٌ ولنا مقنعٌ “
فقال لهم وماذا تريدون، قالوا نريد ان نأخذ الجساس فنقتله او أحد من نسله او نقتلك انت، فرد مرّة عليهم قائلاً: ” أمّا إحيائي فهذا ما لا يكون، وأما جسّاس فإنه غلامٌ طعنَ طعنةً على عجلٍ ثم ركب فرسهُ فلا أدري أيُّ البلاد احتوى عليه، وأمّا همامٌ فإنّه أبو عشرة وأخو عشرة وعمُّ عشرةٍ كلّهم فرسان قومهم، فلن يسلموه لي فأدفعه إليكم ليقتلَ بجريرةِ غيره، وأمّا أنا فهل هو إلّا أن تجول الخيل جولةٌ غداً فأكونُ أوّل قتيلٍ بينها، فما أتعجّل من الموت ؟! ولكن لكم عندي خصلتان، أمّا إحداهما فهؤلاء بنيّ الباقون فعلقوا في عنق أيّهم شئتم نسعةً فانطلقوا به إلى رحالكم فاذبحوه ذبح الجزور، وإلّا فألفُ ناقةٍ سوداء المقل أُقيم لكم بها كفيلاً من بني وائل، وهنا غضب الرجال كثيرا من كلامه وقالوا له ان تلك إساءة كبيرة لهم، وبعدها قامت جليلة بنت مرة بالالتحاق باهلها.