فلا حرج على المرأة في أن تصبر وتبقى في عصمة رجل عقيم، ولتجتهد في إعانته في البحث عن سبيل للإنجاب، ومن أهم الأسباب: الدعاء؛ فبه رُزق زكريا -عليه السلام- بالذرية بعد حصول الكبر، وعُقر الزوجة، واليأس من إنجاب الذرية، فالله على كل شيء قدير، قال تعالى: قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ {آل عمران:40}، ووُهب إبراهيم -عليه السلام- إسحاق رغم كبر سنه وسن زوجته، قال تعالى: قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ {هود73:72}.

كيفية التعامل مع الزوج العقيم
لا يملك الانسان أي شي في يده فهو من صنع الله، والعقم مرض ناتج عن عيب خلقي في الجهاز التناسلي، وهذا ما يجب مراعاته عند التعامل مع مريض العقم .

إذا فضلت البقاء مع زوجها على شعور الامومة
إذا كان الزوج يعامل زوجته بالمحبة والود ويتقي الله في علاقته معها فلا يهينها ولا يؤذيها بالقول أو بالفعل، وإذا كانت الزوجة تشعر بالحب تجاه زوجها، وتشعر أنها تريد الاستمرار معه رغم مرضه فيجب عليها أن تتبع النصائح التالية :

– يجب على الزوجة أن تتفهم وتستوعب حالة الزوج المرضية، والتي ستنعكس بدورها على حالته النفسية وستؤثر عليها تأثيراً كبيراً، كذلك يجب على الزوجة أن تحتوي زوجها وتتجنب الحديث معه في هذا الأمر، وأن تشعره بأهمية وجوده في حياتها .

– الرجل ما هو إلا طفل كبير يحتاج الى كثير من العطف والمحبة ،خاصة في لحظات ضعفه، لذلك يجب أن تشعريه بأن هذا الأمر لا ينقص من رجولته شيئا، وأنه لا يزال رب الأسرة وصاحب الأمر والنهي فيها، مع تجنب إظهار مشاعر الحزن والقلق أمامه .

– الاستعانة بالله والإيمان بقضائه وقدره فعندما يأتي الأمر من هذه الناحية يكون أكثر إقناعا ،يقول تعالى ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا “، والمداومة على قراءة ورد يومي من القرآن .

– الإكثار من الصدقات فإن لها مفعول السحر في ازالة الهم، والحزن من القلوب، والمداومة على الدعاء، فالدعاء يغير القدر فإنه لا يقنط من روح الله إلا القوم الكافرون، وعدم اليأس والاستمرار على متابعة الطبيب، فالعلم في تطور مستمر يوما بعد .

– الحرص على قيام الليل واتباع السنة النبوية ،والمداومة على الأذكار، والتفكير في كيفية بناء حياة زوجية سعيدة، وتوطيد العلاقة مع الزوج، والانغماس في محيط اجتماعي صالح يعين على الطاعات، ويزيد من الدعم النفسي والمعنوي .

إذا شعرت الزوجة بالرغبة في الانفصال
إذا شعرت الزوجة بعدم قدرتها على تحمل الحياة بمفردها ،ورغبتها في أن تكون أم فلا لوم عليها أبداً في هذه الحالة ولها الحق الكامل في الانفصال والبحث عن حياة جديدة لها، وإذا لم يرعاها الزوج وأساء معاملتها رغم تحملها لمرضه، وصبرها معه في كل ما يمر به، لا لوم عليها أيضاً في أن تطلب الطلاق .