كعب بن زهير بن أبي سلمى هو شاعر مخضرم أدرك عصرين مختلفين هما عصر الجاهلية وعصر صدر الإسلام. كان ممن اشتهر في الجاهلية ولما ظهر الإسلام هجا النبي محمد، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر دمه فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشد قصيدة "البردة" التي مدح فيها الرسول الكريم وطلب منه العفو، وتعد رائدة المديح النبوي.

نشأته:

ولد كعب بن زهير في عام 530 م في قبيلة مزينة، وهي قبيلة عربية تقع في الحجاز. كان والده زهير بن أبي سلمى شاعرًا مشهورًا من أصحاب المعلقات، وقد نشأ كعب في بيئة ثقافية غنية، وكان والده يشجعه على نظم الشعر منذ صغره.

حياته:

نشأ كعب بن زهير شاعرًا فحلًا، واشتهر في الجاهلية بشعره الغزلي والفخر. كان كعب شاعرًا فصيحًا، وقد تميز شعره بالبلاغة والجمال.

عندما ظهر الإسلام، هجا كعب النبي محمد، وأقام يشبب بنساء المسلمين، مما أدى إلى هدر دمه من قبل المسلمين.

في عام 628 م، أرسل النبي محمد رسالة إلى كعب بن زهير يدعوه إلى الإسلام، ووعد كعب بالعفو عنه إذا أسلم.

أسلم كعب بن زهير، وجاء إلى النبي محمد في مكة، وأنشد أمامه قصيدة "البردة" التي مدح فيها النبي الكريم، فقبل النبي محمد إسلامه، وعفو عنه.

بعد إسلامه، نظم كعب بن زهير العديد من القصائد في مدح النبي محمد، والدفاع عن الإسلام.

توفي كعب بن زهير في عام 646 م في المدينة المنورة.

شعر كعب بن زهير:

تميز شعر كعب بن زهير بالعديد من الخصائص، منها:

  • البلاغة والفصاحة: حيث تميز شعر كعب بن زهير بالبلاغة والفصاحة، حيث استخدم اللغة العربية بشكل مبدع وجميل.
  • التنوع: حيث تناول شعر كعب بن زهير العديد من الموضوعات، مثل:
    • الغزل: حيث كان كعب شاعرًا غزلًا بارعًا، ونظم العديد من القصائد التي تعبر عن مشاعره العاطفية تجاه المرأة.
    • الفخر: حيث كان كعب شاعرًا فخورًا بنفسه وبقبيلته، ونظم العديد من القصائد التي تعبر عن فخره.
    • الوصف: حيث وصف كعب الطبيعة والأماكن والأحداث بدقة وجمال.
    • المديح: حيث نظم كعب العديد من القصائد في مدح النبي محمد، والدفاع عن الإسلام.

مكانة كعب بن زهير في الشعر العربي:

يعد كعب بن زهير من أشهر شعراء العرب، وقد ساهم شعره في إثراء الثقافة العربية، حيث ساهم في نقل أفكار ومشاعر الناس في هذا العصر، وساهم في تطوير الشعر العربي وإضافة موضوعات جديدة إليه.

قصيدة البردة:

تعد قصيدة "البردة" من أشهر قصائد المديح النبوي في الشعر العربي. وقد نظمها كعب بن زهير في عام 628 م، بعد أن أسلم، وطلب من النبي محمد العفو عنه.

تبدأ القصيدة بوصف الرسول محمد، ثم تنتقل إلى مدحه، وتنتهي بوصف صفاته وفضائله.

تعتبر قصيدة "البردة" من أروع القصائد في الشعر العربي، وقد حظيت باهتمام كبير من قبل الشعراء والكتاب والنقاد.