الدكتور علي الوردي هو واحد من أهم علماء الاجتماع والمؤرخون الاجتماعيين في الوطن العربي ،عمل الوردي في بداية حياته كمدرس للمرحلة الإعدادية في وزارة المعارف العراقية ، وبعد ذلك قام بتدريس علم الاجتماع في كلية الأدب في جامعة بغداد ، وكان له باع كبير في مجال علم النفس والتأريخ الاجتماعي ، وكان اهتمامه الأول بدراسة وتحليل الشخصية العراقية.
وصدر له عدد كبير من الأبحاث التاريخية والكتب العلمية التي كانت عبارة عن دراسة وتحليل للأحداث التاريخية من خلال تعريفه للشخصية العراقية ، وكانت له عدد كبير من الأقوال المأثورة والحكم التي تركها لنا لنستقي من علمه حتى بعد وفاته .
أقوال الدكتور علي الوردي
– المرأة في الواقع هي المدرسة الأولى التي تتكون فيها شخصية الإنسان، والمجتمع الذي يترك أطفاله في أحضان امرأة جاهلة لا يمكنه أن ينتظر من أفراده خدمة صحيحة أو نظراً سديداً.
– هيئوا للأطفال ملاعب أو رياضاً حيث يتكيفون فيها للحياة الصالحة تحت إشراف مرشدين أكفاء .. علموهم بأن القوة التي تحكم العالم اليوم ليست هي قوة فرد إزاء فرد أو سيف إزاء سيف .. إنها قوة العلم والصناعة والنظام فمن فشل في هذه آن له أن يفشل في معترك الحياة رغم ادعائه بالحق و تظاهره بالمثل العليا.
– من طبيعة الإنسان أن يظلم إذا لم يجد ما يمنعه من الظلم جدياً .. إن الإنسان ليس ظالماً بطبعه كما يتصور البعض .. إنه في الواقع يحب العدل و لكنه لا يعرف مأتاه .. فهو يظلم ولا يدري أنه ظالم فكل عمل يقوم به يحسبه عدلاً ، و يصفق له الأتباع و الأعوان فيظن أنه ظل الله في الأرض.
– إن الأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية .. فالغربيون لم تتحسن أخلاقهم بمجرد أنهم أرادوا ذلك ، لقد تحسنت ظروفهم الحضارية والاقتصادية فتحسنت أخلاقهم تبعاً لذلك .. ومن الظلم أن نطلب من الكادح الذي يعيش في كوخ حقير أن يكون مهذباً أو نظيفاً أو صادقاً .. إنه مضطر أن يكذب وأن يدجي وأن يسرق لكي يداري معاشه العسير ، وليس بمستطاعه أن يكون نظيفاً لأن النظافة بين أبناء الأكواخ تعد دلالاً ليس له معنى.
– الفقير إذا غمز لامرأة في الطريق أقاموا الدنيا عليه وأقعدوها أما إذا اشترى الغني مئات الجواري وأشبعهنّ غمزا ولمزا كان ذلك عليه حلالاً طيباً.
– لو كان الواعظ ينفع أحداً لنفع أولئك الطغاة الذين كانوا يعبدون الله وينهبون عباد الله في أن واحد.
– إن الانسان قد يطلب الحقيقة أحيانا ولكنه لا يستطيع أن يعثر عليها وهو مضطر إذن أن يخلق بأوهامه حقيقة خاصة به تعينه على حل مشاكل الحياة.
– إن مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل أن تكون مشكلة الحق والباطل، وما كان الناس يحسبون أنه نزاع بين حق وباطل، هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر؛ فكلُّ متنازع في الغالب يعتقد أنه المحق وخصمه المبطل، ولو نظرت إلى الأمور من نفس الزاوية التي ينظر منها أي متنازع لوجدت شيئاً من الحق معه قليلاً أو كثيراً.
– وعاظ السلاطين يتركون الطغاة يفعلون ما يشاؤون و يصبون جُل اهتمامهم على الفقراء فيبحثون عن زلاتهم وينذرونهم بالويل والثبور.
– المجتمع البشري لا يمكن توحيده على رأي واحد حتى لو جاء جبرائيل نفسه يقوده ، فالتنازع البشري طبيعة اجتماعية لا مناص منها.
– من حسن حظ غاندي أنه لم يولد بين العرب فلو كان هذا الرجل القميء الذي يُشبه القرد يعيش بيننا لأشبعناه لوما و تقريعا .. دأبنا ان ذهاب المترفين ونحترم الجلاوزة الضخام وسوف لن نحصل في دنيانا على غير هؤلاء ما لم نغير هذه العادة الخبيثة.
– الإنسان لا يفهم الحقيقة إلا بمقدار ما تنفعه في كفاح الحياة وتنازع البقاء .. غيّر معيشة الإنسان يتغيّر تفكيره.
– يمنعونها من الخروج من المنزل والتعلم حتى تصبح جاهلة ثم يقولون عنها ناقصة عقل.
– إن الدين لا يردع الانسان عن عمل يشتهي أن يقوم به إلا بمقدار ضئيل .. فتعاليم الدين يفسرها الانسان ويتأولها حسب ما تشتهي نفسه.
– إذا خرج طاغية عن تعاليم الدين قالوا عنه إنه مجتهد، ومن أخطأ في اجتهاده فله حسنة .. أما إذا جاء الفقير برأي جديد قالوا عنه إنه زنديق .. وأمروا بصلبه على جذوع النخل.
– يحاول الوعاظ أن يصلحوا أخلاق الناس بالكلام والنصيحة المجردة، وما دروا أن الأخلاق هي نتيجة للظروف النفسية والاجتماعية .. إنهم يحسبون الأخلاق سبباً لتلك الظروف .. لا نتيجة لها.. ولذا نراهم يقولون: (غيروا أخلاقكم تتغير بذلك ظروفكم) .. ولو أنصفوا لقالوا عكس ذلك .. فلو غيّرنا ظروف الناس لتغيرت أخلاقهم طبعاً.