تدور أحداث القصة حول عوف بن مالك الأشجعي الذي وقع أسيرًا في يد مجموعة من الكفار فلم يستعن على ما فيه إلا بقوله “لا حول ولا قوة إلا بالله” فكان له من النصر على أعدائه والغنيمة منهم.
حديث في فضل لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم:
قال محمد بن إسحاق: جاء مالك الأشجعي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فقال له: أسر ابني عوف فقال له رسول الله: «أرسل إليه أن رسول الله يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله» وكانوا قد شدوه بالقد فسقط القد عنه فخرج، فإذا هو بناقة لهم فركبها، وأقبل فإذا بسرح القوم الذين كانوا شدوه فصاح بهم فاتبع أولها آخرها، فلم يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب فقال أبوه: عوف ورب الكعبة، وقالت أمه: وسوأتاه وعوف كيف يقدم؟ -لما هو فيه من القد- فاستبقا الباب والخادم فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلًا فقص على أبيه أمره وأمر الإبل فقال أبوه: قفا حتى آتي رسول الله صل الله عليه وسلم فأخبره بخبر عوف وخبر الإبل فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم: «اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعًا بمالك» ونزل فيه قول الله تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق 2: 3]،
قصة عوف بن مالك الأشجعي:
جاء في الحديث أن عوف بن مالك الأشجعي ذهب إلى رسول الله صل الله عليه وسلم بعد أن علم بخبر وقوع ابنه عوف في الأسر لدى مجموعة من الكفار، فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم ابعث له برسالة تخبره بأن رسول الله يأمره بأن يكثر من ذكر قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وكان عوف بن مالك مقيدًا لدى من أسروه من الكفار بالسلاسل الحديدية -وهي “القد” المشار إليه في الحديث- وعندما وصلته الرسالة نفذ وصية رسول الله صل الله عليه وسلم وقام بذكر لا حول ولا قوة إلا بالله فما كان إلا ان سقطت عنه الأغلال فضل الله وحوله وقوته الذي استعان به عوف كما أمره الله فقام من مكانه وخرج فرأى ناقة مملوكة لهم فركبها ورأى قطيع من الإبل موجودة بالخارج لهؤلاء الكفار فساقها أمامه وعاد إلى أبيه وأمه.
كان مالك الأشجعي ينتظر في بيته هو وزوجته وصول أي نبأ عن ابنهم عوف بعد إرسال رسالة رسول الله له، وفجأة دق الباب فقال عن ثقة ويقين: إنه عوف ورب الكعبة إلا أن زوجته لم تكن على القدر الكافي من إدراك أن قوة الله وحوله فوق إدراك أو تخيل أي بشر، فحزنت وقالت: وكيف يكون من بالباب عوف وهو في الأسر مربوط بأغلال حديدية؟، ولكنها أسرعت مع زوجها هي والخادم لترى من بالباب لعله يكون رسول من ابنها.
كانت الصدمة قوية على مالك وزوجته إذ رأوا فناء البيت مملوء بالإبل وعوف يسوقها كأنه عاد منتصرًا فاستوقفه أبيه وقال له لن تدخل حتى استفتي رسول الله في أمر هذه الإبل فانتظر عوف حتى يأتي أبيه بالخبر من عند رسول الله، وانطلق مالك يخبر رسول الله بما حدث من خبر ابنه وخبر الإبل فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم اصنع بها ما تحب فهي حلال لك ورزق ساقه الله إليك ونزلت في عوف بن مالك آية قرآنية تدل على أنه من يتق الله في جميع أمور حياته يجعل الله له تعالى مخرج من أي ضيق ويرزقه السعادة والطمأنينة من حيث لا يحتسب.
ما يستفاد من القصة:
– فضل لا حول ولا قوة إلا بالله.
– التقوى لله تجلب الخير والرزق.
– يجب تنفيذ أوامر رسول الله حتى وإن كانت تتعارض مع العقل البشري المحدود فإنما أوامره جاءت من وحي السماء التي يعجز عن إدراكها العقل.