قصة أصحاب الجنة قصة تحمل حكمة وعبرة لأولي الألباب وأولي الأبصار من المسلمين لما فيها من سوء صنيع أصحاب الجنة “وهو البستان الذي يشتمل على أنواع من الثمار” بأنفسهم وأخيهم بعدما رفضوا أن يقدموا الصدقة لأصحابها عن مالهم، فحرموا من خير جنتهم بذنبهم ونالوا عقاب الله وعذابه، فاعترفوا بخطيئتهم وتابوا بعد أن ندموا على فعلتهم، وعلموا أن عذاب الدنيا هو أهون على أنفسهم من عذاب الآخرة.

قصة أصحاب الجنة في السنة النبوية:
قال ابن عباس: أنه كان شيخ كانت له جنة وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه فلما قبض الشيخ ورثه بنوه وكان له خمسة من البنين فحملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملًا لم يكن حملته من قبل ذلك فراحوا الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر فأشرفوا على ثمرة ورزق فاضل لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم فلما نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا، وقال بعضهم لبعض إن أبانا كان شيخًا كبيرًا قد ذهب عقله وخرف، فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا أن لا نعطي أحد من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيء حتى نستغني وتكثر أموالنا ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة.

فرضى بذلك أربعة وسخط الخامس وهو الذي قال الله تعالى فيه: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ}، فقال لهم أوسطهم: اتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا فبطشوا به فضربوه ضربًا مبرحًا فلما أيقن الأخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارهاً لأمرهم غير طائع، فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله أن يصرموه إذا أصبحوا ولم يقولوا إن شاء الله فابتلاهم الله بذلك الذنب وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه.

الآيات القرآنية التي ذكرت القصة:
{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [سورة القلم: 17-33].

ما يستفاد من القصة:
1. الصدقة مرضاة للرب تطهر المال وتزكيه.
2. ما نقص مال من صدقة كما جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم.
3. مخالفة أمر الله تجلب المشقة والهلاك.
4. عقوبة الكافر بأنعم الله في الدنيا والآخرة.
5. كان أصحاب الجنة من أهل الكتاب من اليمن وقيل من الحبشة.

الوسوم
قصص