سيدنا داود عليه السلام من الرسل الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل، حيث آتاه الله الملك والنبوة، وهو من سِبط يهوذا بن يعقوب، وقد ذكره الله في القراّن الكريم ، حيث قال “وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا”
نسب داود عليه السلام
لقد أثبت أهل التوراة وأهل الإِنجيل نسبه أنه داود بن يسى بن عَوْبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عِمّيناداب بن إرَام، بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب إسرائيل عليه السلام.
حال بني إسرائيل قبل قيام ملك داود
بعد وفاة نبي الله هارون وموسى عليهما السلام ، قام بتولي أمور بني إسرائيل نبي الله يوشع بن نون عليه السلام ، حيث دخل بهم في بلاد فلسطين، وقسم لهم الأرضين ، وقد كان لهم تابوت يسمونه تابوت الميثاق ، وقد وُضع فيه ألواح موسى وعصاه ، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى ” وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ”
حكم القضاء
بعد وفاة نبي الله يوشع عليه السلام ، دبّ إلى بني إسرائيل التهاون الديني، فانتشرت المعاصي والفسق، و ضيعوا الشريعة، وانتشرت الوثنية، فسلَّط الله عليهم الأمم، فكانت قبائلهم عرضة لغزوات الأمم القريبة ، حيث كانوا إلى الخذلان أقرب منهم إلى النصر في كثير من مواقعهم مع عدوهم، حيث أن خصومهم كانوا يخرجونهم من ديارهم وأموالهم وأبنائهم ، وفي أواخر هذه الفترة سُرق تابوت العهد ، وقد كانوا في تلك الفترة في أواخر مدّة حكم القضاة .
وقد طلبوا من نبي الله صمويل أن يجعل لهم قائداً ، ويقول القراّن الكريم في ذلك “أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ” فجعل عليهم طالوت ملكاً وهو من نسل بينيامين بن يعقوب عليه السلام .
حكم طالوت
حين اجتمع طالوت ببني إسرائيل أخبرهم أنه سوف يمر بنهرٍ ، فلايجب أن يشربوا منه ، ولكن يجوز لهم أخذ القليل من الماء فقط ، ولكنهم لم يذعنوا لأمره وشربوا من النهر ، ولم يتبقى مع طالوت سوى فئة قليلة جداً وفي ذلك يقول الله تعالى ” لَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ”
داود عليه السلام
كان في صفوف بني إسرائيل فتى صغير من سِبط يهوذا يُدعى داود، ولكنه ذهب إلى الحرب بإذن أباه الذي أمره أن يذهب ليحضر أخبار إخوته في الحرب ، فلما برز جالوت ، قال طالوت من يقتل هذا الجبار الاّثم ، ففوجيء الجميع بأن دواود الفتى الصغير يطلب الإذن بمبارزة جالوت ، وحين أقبل داود على جالوت أخذ مقلاعه وزوَّده بحجرٍ من أحجاره، ورمى به فثبت الحجر في جبهة جالوت الجبار فطرحه أرضاً، ثم أقبل إليه وأخذ سيفه وفصل به رأسه .
وحين قُتل طالوت ، أصبح داود هو الملك ، وقد اتسعت مملكة بني إسرائيل على يد داود عليه السلام، وآتاه الله مع الملك النبوة، وجعله رسولاً إلى بني إسرائيل يحكم بالتوراة، وأنزل عليه الزبور ، وآتاه الله الحكمة وفصل الخطاب ، وقد دام ملكه 40سنة ثم توفي عليه السلام ، ودفن في بيت لحم بعد أن أوصى بالملك لابنه سليمان عليه السلام .