يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة العنكبوت في الآية الرابع والخمسون: ” يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين ، وتعتبر سورة العنكبوت من السور المكية وعدد آياتها تسعة وستون، وسيتم عرض تفسير الآية في السطور القادمة.
تفسير قول الله تعالى” يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين “:
– تفسير الطبري: فسر الطبري قوله تعالى ( يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ )، أن الله تعالى يقول للرسول عليه الصلاة والسلام أن الكفار والمشركين يستعجلون بعذاب الله لهم، ويستعجلون بذهابهم إلى جهنم وبئس المصير، وأن يتم تركهم في النار وأن تحيطهم النار من كل مكان، وأن النار موجودة وهي من تنتظرهم، ويقال أن النار تشبه البحر، حيث قال عكرمة عن آية ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) أنه البحر، كما قال ذلك أيضا كل من ابن وكيع، وثنا غندر.
– تفسير القرطبي: فسر القرطبي الآية الكريمة أن الله يوجه الحديث إلى الرسول عليه السلام، أن المشركين يستعجلون العذاب، بينما الله أعد لها جهنم لتكون لهم مؤوى وستحيط بهم للأبد، وذلك الأمر سيأتي ولا يوجد داعى للاستعجال، ويقال أن هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبي أمية وبعض أصحابه من مشركين قريش، حيث أنه قال (أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا)، فنزلت فيه هذه الآية لتخبره أن العذاب قادم لا محالة.
– تفسير بن كثير: فسر بن كثير الآية أن الكفار يستعجلون الحصول على العذاب، على الرغم من أن الأمر سوف يأتي مهما تأخر، وقد فسر قوله تعالى (وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ( أنه البحر حيث قال ابن أبي حاتم عن الشعبي أنه سمع ابن عباس يقول أن جهنم هو هذا البحر الأخضر ، تنتثر الكواكب فيه ، وتكور فيه الشمس والقمر ، ثم يستوقد فيكون هو جهنم ، وقد قال الإمام أحمد عن صفوان بن يعلى عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (البحر هو جهنم ).
– تفسير السعدي: قام السعدي بتفسير الآية الكريمة أن الكافرون حتى لو لم معذبهم الله في الحياة الدنيا، سوف يعذبهم في الآخرة وفي الآخرة لن يستطيعوا أن يتخلصوا من هذا العذاب أبدا، فهذا العذاب لا يتخلص منه أحد، وفسر قوله تعالى (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ } أن الكفار سيدخلون جهنم وسوف تحيط بهم النار من كل اتجاه، وأن في جهنم لا يوجد فيها معدل ولا متصرف، حيث ستحيط به النار كما تحيط بهم الذنوب والسيئات بسبب كفرهم بالله وعدم تصديقهم بالآخرة ولا بعذاب الله، لذلك سيكون جزائهم جهنم وبئس المصير.
– تفسير بن عاشور: وقد فسر بن عاشور قوله تعالى ( يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)، أن الله تعالى يهدد الكفار والمشركين، الذين يستعجلون بالعذاب وهو لا يعرفون مقدار العذاب ولا يعرفون جهنم، التي سيواجهون العذاب ولن يستطيعوا الخلاص منه أبدا ولا الابتعاد من النار مهما حاولوا ذلك، وفسر الكافرين بأنهم الكفار الذين يتساءلون عن العذاب ويستعجلونه ويخبرهم أنهم سيحاطون بالعذاب من كل الجهات، وتم استخدام اسم الفاعل في المستقبل على الرغم من أنه يتم استخدامه في الزمن الحالي حتى يؤكد للكفار أن هذا العذاب حق وأنه لا يوجد خلاص منه ولا يوجد خلاف عليه.
تفسير البغوي: قام البغوي بتفسير قوله تعالى (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)، أن الذين يستعجلون العذاب سوف يعذبهم الله عذاب أليما وسوف تحيط بهم النار من كل الجهات، وأن جهنم سوف تجمعهم وأن لا يوجد أحد من هؤلاء الكفار خارج جهنم، وسوف تحيط بهم النار من كل الجهات.