تعد قصص الأطفال واحدة من القصص الشيقة التي ربما يميل الكبار إلى القراءة بها نظرا لأنها من القصص الممتعة، فأدب الأطفال هو واحد من فروع الأدب العالمي الذي زاد انتشاره في القرن التاسع عشر، وكان هذا الأمر عندما كان ينظر إلى أدب الطفل على أنه أدب التسلية والامتاع لكل من الصغار والكبار، كما أنه هناك البعض الذين يروا ان أدب الأطفال أيضا وسيلة للتعليم قبل التسلية، وبالتالي فهو طريقة للتقويم الأخلاقي للطفل، ومن أشهر القصص الخاصة بالأطفال هي قصة آثار أصابع القطة.

قصة آثار أصابع القطة

تبدأ القصة بالحكاية أنه كان هناك أم تقف وتغلي الحليب لأطفالها في المطبخ، وأثناء ما كانت تقوم بتلك الخطوة سمعت أجراس الباب تدق، فقامت برفع الحليب من النار وقامت بوضعه على الطاولة وذهبت لترى من الطارق، ولكن كان الحليب في اللحظات الأخيرة له قبل الغليان، فكانت رائحته بدأت في الانتشار وكانت بالفعل رائحة لذيذة، وهنا دخلت قطة بيضاء وسمينة إلى الحجرة، وكانت تشم الرائحة وبالفعل أعجبت بها وجذبتها بشكل كبير، فبدأت تتمطى وتتثاءب حيث كانت الرائحة قد جذبتها ولكنها كانت تصبر على جوعها.

وبعد فترة قصير بدأ الجوع يزداد ويزيدها ألما وبالفعل سارة حتى وصلت إلى الرائحة ووصلت إلى تلك النافذة المفتوحة، ثم أخذت تتلفت يمين ويسار لتتأكد أنه لا أحد يراها، وكانت الرائحة تزداد كلما اقتربت منها مما جعلها تزيد العزم في الدخول لشرب هذا الحليب .

وهنا قد وقفت القطة تنظر يمين للوعاء وكانت قطة سمينة، وأخذت تفكر في الطريقة التي من خلالها يمكنها لعق الحليب فكان الوعاء ساخن بشكل كبير وكانت تخشى الاقتراب منه. وبعد دقيقتين من التفكير قامت بالفعل بتحريك الوعاء من خلال جسدها وانقلب على الطاولة وأصدر صوتا مفزعا، كما أنه قام بتغطية جميع أجزاء أرض المطبخ وهنا قد خافت القطة بشكل فعلي من الصوت المفزع، وقامت بالاختباء خلف الثلاجة حتى لا يراها أحد.

ولكن لحسن حظها فكانت الأم مشغولة بشكل كبير ولم تنتبه لها وكان الأطفال أيضا منشغلين بشكل كبير وليس لهم أي صوت، وهنا خرجت القطة من خلف الثلاجة وتسللت نحو الحليب الذي كان بالفعل قد ملأ الأرض، وبدأت القطة في لعق الحليب بشكل سريع وهي جوعانة من أجل الحصول على أكبر قدر من الحليب قبل أن يراها أحد وبالفعل كانت قدميها فوق الحليب الذي بدأ أن يكون دافئ وذهبت الحرارة منه وكان طازج ولذيذ، وكانت بالفعل شديدة الجوع ولم تبالي أو تنظر إلى الحليب الذي قد سال على الأرض.

ثم ذهبت القطة تتسلق الطاولة وبدأت في لعق الحليب الذي كان على جسدها، وفي هذا الوقت بدأت في سماع أصوات أقدام قادمة لها، وكانت أقدام الأم، فقامت بالقفز سريعا من الطاولة وركضت بشكل سريع من النافذة إلى الحديقة بأقصى سرعة لديها، وكانت قد تركت خلفها الأصابع المبللة بالحليب.

وبعد دقائق قليلة دخلت الأم إلى المطبخ ووجدت بالفعل آثار الحليب على الأرض، وهنا صاحت بأعلى صوت لها لكي يأتي الأبناء ووقف الجميع مندهش من سقوط الحليب والوعاء من الطاولة، وأصبحوا يتساءلون من الذي قام بتلك العملية، وهنا أجابتهم الأم أنهم يجب عليهم أن يبحثوا بنفسهم ليصلوا إلى الفاعل.

بدأ الأطفال يجتمعون ويتساءلون ويجمعون المعلومات وعندما وجدوا آثار أصابع القطة على الأرض ثم على الطاولة استمروا في متابعة الآثار ووجدوا منها على النافذة، وعندما نظروا من النافذة وجدوا أيضا أصابعها المبتلة لها آثار فوق التراب وفوق حوض الأزهار. واستمروا في متابعتها حتى وصول إلى مكانها وهنا علم الأطفال أن القطة بالفعل قد دخلت إلى المطبخ عن طريق النافذة وهي التي أدت إلى سقوط الوعاء بالحليب وقامت بلعقة ولكنها تركت الآثار من أصابعها وأقدامها في كل مكان، وهنا قالت ليلي لأمها أن القطة هي التي تركت آثار أقدامها من أجل أن نعلم من الذي تسلل ودخل إلى مطبخنا.

وهنا طلبت الأم من الأولاد أن يقوموا بمساعدتها في مسح الحليب عن الأرض، بالإضافة إلى مسحه من الطاولة، ثم قامت بشراء كمية من الحليب بدلا من تلك التي شربتها القطة وقامت بوضعه على النار ثم أغلق النافذة حتى لا تعود القطة من جديد.

ومن تلك القصة هناك دروس مستفادة يمكننا أن نؤكدها وهي أن أي أمر نقوم به دائما ما يترك آثار، فيفضل أن نجعل تلك الآثار إيجابية ونبعد عن الآثار السلبية نظرا لأنه لا تأتي إلينا سوى بالمشاكل، وقامت قالت ليلى لوالدتها أن القطة قد تركت الأثر فجميع الأمور التي نقوم بها تترك آثر هي الأخرى، فقد تجد الحرامي قد ترك دليل يدل على أنه هو من سرق وتجد القاتل يجد دليل على قتله، وبالتالي فيجب أن نسير في الأرض بالأمور الإيجابية المختلفة حتى يتذكرنا الناس بكل خير.