طريقة اهتمامكِ بطفلك عقب ولادته مباشرة وانتقاله من الرحم إلى الحياة الخارجية تؤثر عليه بشكل ملحوظ ، وفي معظم الثقافات يتم نقل الطفل وفصله بعيداً عن أمه من أجل الإجراءات الروتينية المتعلقة بالتنظيف وقياس الحجم والوزن ، ولكن معظم الأطفال فى تلك المرحلة إذا لم يلامسوا أمهاتهم عقب الولادة مباشرة فقد يؤثر ذلك عليهم على المدي القريب والبعيد لهم . وبما أن هذه الإجراءات ليست ضرورية للحفاظ علي أو تعزيز رفاهية الأم أو الطفل ، فلماذا لا يمكن تأجيلها إلى ما بعد ساعة الولادة الأولي الحرجة. ففى تلك الساعة يجب أن يتم التركيز علي الترابط بين الأم والطفل من خلال الرضاعة إلا إذا كانت الأم فى حاجة إلي الدعم الطبى والمساعدة ، ويجب بعد ولادة الطفل وضعه على بطن أمه أسفل المعدة على الفور ، مع وضع بطانية دافئة على كليهما للحفاظ على الأم دافئة ؛ هذا العمل يبطئ من إنتاج وإفراز هرمون الأدرينالين حتي لا يتداخل مع هرمون الأوكسيتوسين والبرولاكتين اللذان يفرزهما المخ في هذا الوقت من أجل تحفيز الرضاعة الطبيعية ومنح الطفل الأمان والأم الاسترخاء ، ففي هذا الوقت لا تحتاج الأم سوي الهدوء والدفء والأمان . ومن المهم هنا أن نذكر أن الأم تكون مازالت في حالة ولادة حتي خروج المشيمة والأغشية وعودة الرحم إلي مكانه الطبيعى ، وهناك عدة أسباب تجعلكِ ترغبين فى احتضان طفلكِ خلال الساعة الأولي من الولادة وعدم انفصاله عنكِ فور ولادته مباشرة ، تعرفي على فوائد هذا الأمر لكِ ولطفلكِ من خلال هذا المقال ، تابعي القراءة سيدتي .

شاهد : هذه أسباب سعادة الشعب السعودي

هذا الأمر يقود طفلك إلي الرضاعة الطبيعية ؛ فمن الشائع جداً أن يبدأ الطفل في الرضاعة الطبيعية عقب ولادته وخلال الساعة الأولي منها ، فالتغذية فى وقت مبكر من الولادة يعزز من الترابط بين الأم والطفل بشكل كبير ، كما أنه يساعد علي طرد المشيمة بسرعة وسهولة مما يقلل من خطر النزيف بعد عملية الولادة ، ومن الشائع أن يقوم مقدمي الرعاية الصحية بوضع الطفل فوراً علي حلمة الأم ، هذا الأمر الذى قد يكون لا لزوم له في معظم الحالات ، فعند عدم تعرض الطفل للأدوية ووضع الطفل ليلامس جلده جلد أمه ويستثيره للرضاعة ، قد تتعرض الأم لسرطان الثدي والتصاق الحلمة ، الأمر الذي لوحظ لأول مرة فى السويد عام 1980.

الأطفال الذين تم وضعهم ليلامسوا جلد أمهاتهم عقب الولادة فى غضون الساعة الأولي منها ، لوحظ أنهم أكثر قدرة علي تنظيم درجة حرارتهم والتنفس ، فالأطفال حديثي الولادة وكذلك الأطفال الأكبر سناً والبالغون لا يستطيعون التحكم فى تنظيم درجة حرارة الجسم أو ضبط مستويات الدهون ؛ فهؤلاء الأطفال قد أمضوا تسعة أشهر داخل الرحم في بيئة مضبوطة جيداً في درجة حرارتها ، ولكن عندما يرضع الطفل يفقد الكثير من درجة حرارة جسمه نظراً لاستهلاك الكثير من الطاقة والأوكسجين ، ويمكن تجنب هذا الأمر والحفاظ علي درجة حرارة جسم الطفل عند ملامسة جلده لجلد أمه خلال الساعة الأولي من الولادة فهذا أيضاً يخفض من مخاطر نقص السكر في الدم .

يعزز تأخير قطع الحبل السري للطفل فى حصوله علي المزيد من الأكسجين عن طريق المشيمة ، حتي يتم له التكيف مع البيئة الخارجية ويحصل علي الأكسجين اللازم له عن طريق الرئتين ، وكذلك فوضع الطفل ليلامس جلده جلد أمه يحقق للطفل الاستقرار في عملية التنفس ، وهذا يعني أن عدم قطع الحبل السري وتركه لفترة أطول يمنح الطفل فرصة أكبر للحصول علي المزيد من خلايا الدم الحمراء ويقلل من خطر إصابته بفقر الدم بسبب نقص الحديد ( يمكنكِ قراءة مقالنا السابق حول فوائد تأخير قطع الحبل السري) ، حتى إذا كنتِ قد لجأتِ إلى الولادة القيصرية فـ تأخير قطع الحبل السري قد يفيد طفلكِ أيضاً ، ولكن فى كل الأحوال يجب استشارة طبيبكِ الخاص لمعرفة رأيه الشخصى حول حالتكِ ومدي قبوله فكرة تأخير قطع الحبل السري ودعمه لها أو الرفض .

للاطلاع : قصة جنين الطائف الحي الذي ابلغهم المستشفى بأنه توفي !