الدكتورة والباحثة والعالمة ملاك عابد الثقفي، هي طبيبة شهيرة من مكة المكرمة، وصلت إلى مكانة علمية كبيرة رغم ميلادها بمرض جيني نادر، والذي يحدث لأربع أطفال فقط من كل 10 آلاف طفل في الوطن العربي يسمى بـ ” فرط التنسج الكظري ” .
الحياة العلمية للدكتورة والباحثة ملاك عابد الثقفي
الدكتورة ملاك عابد الثقفي هي طبيبة شهيرة حصلت على الثانوية العامة بنسبة 99.2 % وكانت الخامسة على منطقة مكة المكرمة، ثم تخرجت من كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بتقدير جيد جدا، وأكملت دراستها في مجال علم الأمراض الإكلينيكية والتشريحية والعصبية والجينية الجزيئية، وذلك في عدة جامعات بالولايات المتحدة الأمريكية مثل جامعة جورج تاون، جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، جامعة ستانفورد، جامعة هارفارد الشهيرة، والذي أدى إلى حصولها على 4 بوردات أمريكية، بالإضافة إلى حصولها على شهادة ماجستير في الأعمال والإدارة الطبية وذلك من جامعة جونز هوبكنز، وقد تفرغت بعد ذلك لعمل الزمالة البحثية لما بعد الدكتوراه، في تخصص بيولوجيا السرطان والأورام الطبية، وذلك في مركز دانا فاربر للأورام التابع لجامعة هارفارد .
الحياة المهنية للدكتورة ملاك الثقفي
تم تعيين الدكتورة ملاك بعد الزمالة كضعو هيئة تدريس محاضر في مركز دانا فاربر للأورام، وكذلك تعينت كباحثة وطبيبة استشارية بالمركز، وهي الآن طبيبة استشارية في تخصص دقيق بمدينة الملك فهد الطبية، وأستاذة بحث مساعدة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا، كما أنها تعمل في بوسطن بدوام جزئي، وفي كلية الطب بجامعة هارفارد، ومستشفى برجهام، ومستشفى النساء، وقد كانت سابقا تعمل كرئيسة للأطباء المقيمين في مستشفى جامعة جورج تاون بواشنطن دي سي، وقد ساعدت في نشر العديد من الأوراق العلمية والدراسات والأبحاث في المجلات العلمية المتخصصة، لكي يستفيد منها العالم، لاسيما في مجال الجينوم والأورام .
أهم الجوائز التي حصلت عليها الدكتورة ملاك
حصلت الدكتورة ملاك على العديد من الجوائز المحلية والدولية، والعديد من التكريمات أهمها بالنسبة إليها كانت مقابلة خادم الخرمين الشريفين عام 2010 أثناء استقباله لأطباء المملكة، وكذلك حصلت على خطاب شكر من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وحصلت على جائزة مكة للتميز العلمي، من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، بالإضافة إلى حصولها على جائزة الطالبة المتميزة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز، وجائزة لبحثها الذي كان ضمن أفضل عشرة بحوث بالجمعية الأميركية لعلم الأمراض الإكلينيكية في شيكاغو .
وكذلك حصلت على جائزة إنجازات الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة، ورشحت لجائزة الباحث الشاب بجمعية علم الأمراض الجزيئية، وفي عام 2014 كانت واحدة ضمن خمسون سيدة متميزة في قمة القيادات النسائية بالمملكة، وفي عام 2015 حصلت على جائزة العالم الشاب في العلوم والتكنولوجيا ” MIT-ASO “، وكذلك حصلت على جائزة السفر من جمعية أخصائي علم الأمراض العصبية، وغيرهم .
سبب تخصصها في علم الجينوم
علم الجينوم هو أحد فروع علم الوراثة، وهو يتعلق بدراسة المادة الوراثية كاملة عند مختلف الكائنات الحية، ويعد المجال من أصعب مجالات الطب حيث يتطلب معه تحديد تسلسل الحمض النووي بشكل كامل، ورسم الخرائط الدقيقة للجينوم، أما إذا تمت دراسة عدد محدود من الجينات وليس كلها، فإنه يطلق على هذا العلم اسم الأحياء الجزيئية، أو علم الوراثة الجزيئي، وقد اختارت الدكتورة ملاك هذا العلم والتخصص لأنها تؤمن بأن الطبيب الحقيقي هو الذي يفهم تشريح ووظيفة وكيميائية العضو المختص به، لكي يستفيد من هذا الأمر في علاج مريضه، وأكدت أنه في المستقبل القريب سيكون كل مريض بيده خريطته الجينية التي سيطلب علاجه على أساسها، وعندها لن تكون ممارسة الطب التقليدي مقبولة .
ميولها وهواياتها بعيدا عن الطب
إن الدكتورة والباحثة ملاك الثقفي بجانب حبها للطب والتخصصات الجينية والوراثة وما إلى ذلك، فإنها على المستوى الإنساني والشخصي لديها ميول وهوايات أخرى، فهي تحب القطط، وتهوى القراءة وتمارس الرياضة بصورة كبيرة، كما أنها تحب الأطفال وتهوى مخالطتهم واللعب معهم، وتتسم الدكتورة ملاك بأنها تميل إلى الوحدة والانطواء قليلا، لذا فإنها نادرا ما تحضر المناسبات العائلية والاجتماعية، حيث أن لديها عدد قليل فقط من الأصدقاء حولها، وكذلك فإن الدكتورة ملاك تحب مجال التوعية الاجتماعية سواء فيما يخص مجالها أو فيما يتعلق بالإدارة والقيادة، حيث أنها امرأة لا تهمها الشهرة بل يهمها تحقيق الإنجازات والوصول إليها، وهي تشجع نساء المملكة وتؤكد لهم أن مستقبلهم في مجالات العلوم والطب والتقنية كبير للغاية .