الديوانية، وهي عبارة عن غرفة أو ساحة منفصلة عن باقي المنزل، يشتهر  بها البيوت في الكويت، وبها يتم استقبال الضيوف والالتقاء بالجيران والأصدقاء والأقارب لمناقشة الأحداث وتبادل الأحاديث في وقت الفراغ. تظل البوابات الرئيسية للديوانية مفتوحة طوال اليوم لاستقبال الضيوف.

وجدت الديوانية، التي انتقلت مع الأسر المهاجرة من قلب شبه الجزيرة العربية وقطاعها الشرقي إلى الكويت، صدى وعمقاً أكبر لدى المجتمع الكويتي. وربما كان لاعتماد البلاد على الغوص وتجارة اللؤلؤ أثر في ذلك. إذ يحتاج الناس لتحديد مكان يلتقون فيه للحديث عن المراكب القادمة والمغادرة، ومعرفة أخبار من غادر الكويت ومن قدم إليها من التجار براً أو بحراً، كما أن العائدين من رحلات الغوص بحاجة للجلوس مع أقاربهم وجيرانهم للاطمئنان على أحوالهم ومعرفة أخبارهم.

 أهم ما يميز الديوانية في المنزل الكويتي قديماً

أما عن أهم ما يميز هذه الغرفة أو الساحة ، فهي أنها منفصلة تماماً عن المنزل الكويتي، ونظراً لأن المجتمع الكويتي كان ومازال رمزاً لكرم الضيافة ، فعادة ما تظل البوابات الرئيسية لساحة الديوانية مفتوحة طوال اليوم من أجل استقبال الضيوف ، ويمتد على جانبي البوابات الخارجية للديوانية مجموعة من المقاعد التي تم تصميمها خصيصاً من أجل أن يستريح عليها المارة ، كما أن هناك بعض الديوانيات التي تطل على الساحل ، وذلك لكي يستمتع الضيوف بداخلها بنسيم البحر وخاصة في فصل الصيف .

وتحتوي بعض الديوانيات أحياناً على مكاناً مخصص للزوار الذين يريدون المبيت أو قضاء ليلة أو أكثر في البلاد، والجدير بالذكر أنه ما زال هناك بعض الديوانيات التي تنتشر على طول شارع الخليج في الكويت تقوم باستقبال الزوار كما كانت في الماضي .

وتضم الساحة الديوانية مجلساً رئيسياً يطلق عليه ” الديوان” ، كما تطل البوابات الخاصة بهذا المجلس على الساحة الداخلية ، ويحتوي الديوان على مجموع من الفرش المريح للزوار،  بالإضافة إلى استخدام عدد من الوسائد التي يتم استخدمها كمقاعد ومساند للأذرع للزوار ، كما يفرش على الأرضية مجموعة من السجاد الفارسي المعقود والمغزول .

ومن أبرز الأدوات التي تضمها الساحة الديوانية في المنزل الكويتي هي أدوات تحضير القهوة ، وعادة ما يتم تحضير القهوة على موقد مخصص لهذا الغرض ، وعادة ما توضع هذه الأدوات في جانب بعيد من الديوان أو في غرفة صغيرة ملحقة به ،وتتكون أدوات تحضير القهوة في الكويت من عدد من الأباريق المتدرجة الأحجام والمصنوعة  من النحاس ذات الأغطية والمقابض الطويلة معقوفة تسمى دلال وتقدم القهوة في أكواب صغيرة من الخزف.

والجدير بالذكر أنه ما زالت الديوانية تحتفظ بأهميتها في الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية في دولة الكويت، كما أصبحت الديوانية أحد أدوات المجتمع المدني في الحياة الديمقراطية والنيابية، يمكننا القول أن الديوانية تعد المؤشر المرجعي للكثير من القرارات ، كما يمكننا أن نوصف الجو العام للديوانية بأنه أقرب إلى أجواء النوادي الاجتماعية والمنتديات الثقافية والأدبية والصالونات السياسة، وتتميز بعض هذه الديوانيات بالعصرية والحداثة نتيجة تزويدها بشاشات تلفزيونية وأجهزة راديو ومحطات الفضائية وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات ،وبمرور الوقت أصبح هناك لبعضها أهداف محددة ومعلنه كالأهداف الرياضية، والاقتصادية، والسياسية ، بالإضافة الى الجداول والمواقيت التي تعلن بعض هذه الديوانيات من خلالها عن الموضوعات التي سوف يتم طرحها للنقاش قبل أيام من موعد الاستقبال.