البيت الحرام هو أقدس وأعظم مكان على وجه الأرض، فهو أول بيت وضع على الأرض لعبادة الله تعالى وذلك من عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام
مكانة الكعبة عند الله تعالى والمسلمين : للكعبة والمسجد الحرام مكانة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى، فأول بيت وضع للناس في الأرض هو المسجد الحرام، فأن الله سبحانه وتعالى شرفه وقد جعل منه حرما آمن في كل الأوقات، أيضا جعل الله تعالى الصلاة في المسجد الحرام مضاعفة عن باقي المساجد حول العالم، فالصلاة في المسجد الحرام تعادل 100 ألف صلاة، فالمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم، فلا يهم اختلاف لون وأعراق المسلمين فجميعهم يتوجهون للصلاة نحوه، وأيضا فرض الله على المسلمين الحج إلى البيت الحرام فيشد الملايين من المسلمين رحالهم إلى بيت الله الحرام، فتكون قلوبهم مملوءه بطلب الغفران والايمان، فيتجمعون جميعهم في المسجد الحرام لتأدية الشعائر ومناسك الحج في مشهد تقشعر له الأبدان.
قصة طير الأبابيل : قام الله تعالى بحماية بيته من جميع الأعداء، فأمل كل كافر ومشرك أن يغزو البيت الحرام لأنهم يعلمون أن جميع المسلمين يهفو قلوبهم لزيارة بيت الله الحرام، وقد بين لنا التاريخ أن هناك أحد ملوك الحبشة قد سيطر على اليمن فأصابه الغرور والعزة، فأراد هذا الملك أن يغزو بيت الله الحرام، فقام أبرهة بتجهيز جنوده وقاموا بإحضار الأفيال حتى تغزو الكعبة المشرفة ، فقصد هذا الجيش الكبير القوي الذي يغتر بجبروته وقوته حتى يعتدوا و يدمروا بيت الله الحرام، ولكنهم لا يعلمون أن الله تعالى سيبيدهم جميعهم وكان لهم بالمرصاد، وحين اقترب هذا الجيش الكبير القوي فأرسل الله تعالى عليهم أسراب من الطير تتابع وراء بعضها البعض وتحمل حجارة من الطين وكانت هذه الحجارة صلبة يابسة وأخذت تقذف على الجيش تلك الحجارة فأصبح حالهم مثل حال العصف المأكول، وهو ورق الشجر الذي يكون بعد الحصاد وأكلت منه الحيوانات، فعذابهم عبرة لمن لا يعتبر، ولكل ملك أو حاكم أراد أن يغزو الكعبة أو يصيبها أي سوء
وقد ذُكر الطير الأبابيل في القرآن مرة واحدة، والقصة كما ترويها كتب السير : أن قائد جيش الحبشة أبرهة الأشرم قد قام ببناء كنيسة عظيمة وقام بتسميتها ( القليس)، حتى يصرف إليها العرب للحج بها، وهناك رجل من كنانة تغوط فيها، فغضب أبرهة وأقسم أنه سيهدم الكعبة، وقام بتجهيز جيش عظيم وكان مصحوبا بالكثير من الفيلة، وسار أبرهة والجيش حتى وصلوا إلى (المغمس) وكانت تلك منطقة قريبة من مكة المكرمة، فأرسل أبرهة إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأتي لحربهم أنا آتي لهدم الكعبة ، فأرادوا العرب محاربة أبرهة هو وجيشه لكنهم رأوا أنهم لا طاقة لهم بأبرهه وجيشه العظيم
المقصود بطير أبابيل : أراد الله تعالى أن يهلك الجيش وقائدهم، فقام بإرسال جماعات من الطير ترميهم بحجارة من الحجر والطين، فتركت هذا الجيش مثل أوراق الشجر الجافة المتمزقة كما ذكر القرآن الكريم، وكانت هذه الهزيمة لها أثر كبير على العرب حيث ازداد تعظيمهم لبيت الله الحرام، وأيمانهم بمكانة الله، كلمة ( أبابيل) قد تشير إلى نوع من أنواع الطيور ولكن هذا بعيد عن الحقيقة و اللغة، فالثابت في كتب التفسير واللغة أن ( أبابيل) جماعات متتابعة وومتفرقة ، ولكن أختلف المفسرون في تحديد أشكالها وأحجام تلك الجماعات من الطيور.
وصف أسطوري للطير أبابيل : وهناك من قام بالتهويل والمبالغة في وصف طير الأبابيل فقالوا عنها أنها طيور سوداء لها خراطيم مثل خراطيم الفيل، ولها أكف مثل أكف الكلاب،وأنها تعيش بين الأرض والسماء، وقيل عنها أيضا: أنها كانت طيور خضراء، لها رؤوس مثل رأس السباع، وقد جاءت من البحر وهناك من تمادى في الوصف الأسطوري لها فقال عنها: أنها أجسام فضائية قد تحمل أسلحة نووية تمتلك تأثير حراري وإشعاعي، وقد ذهب آخرون إلى تضييق الأعجاز فقالوا: أن طير أبابيل ما هو سوى بعوض وذباب يحمل ميكروبات وأن موت الجيش وهلاكه بسبب وباء مرضي قد أصاب الجيش بمرض يشبه مرض الجدري، وهذا بعيد كل البعد عن سياق ما ذكر في القرآن .