واقعة ذات أنواط تدور أحداث الواقعة بين مجموعة من الصحابة حديثي عهد الإسلام وبين رسول الله صل الله عليه وسلم في طريقهم للقاء الكفار والمشركين في غزوة حنين.
حديث واقعة ذات أنواط
عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله صل الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفرٍ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط، قال: فمررنا بالسدرة، فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «الله أكبر، إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} لتركبن سنن من كان قبلكم»
قصة واقعة ذات أنواط
يحكي أبو واقد الليثي لنا عن هذه القصة أنه كان مع رسول الله ومجموعة من الصحابة متوجهين إلى إحدى الغزوات الإسلامية وهي غزوة حنين، وكانوا حديثي عهد بالإيمان لا يعلمون منه إلا القليل وهذه هو السبب الذي علل عليه أبو واقد سؤالهم لرسول الله، فمروا جميعًا بشجرة يقال لها ذات أنواط كان المشركون يتبركون بهذه الشجرة ويلتفون حولها يضعون أسلحتهم عندها ظنًا منها أنها تجلب الفأل الحسن أو النصر وعندما مر صحابة رسول الله على هذه الشجرة طلبوا منه أن تكون لهم ذات أنواط مثل المشركين فاستنكر رسول الله صل الله عليه وسلم طلبهم لما فيه من التشبه بالمشركين والكفار وذكرهم ببني إسرائيل حينما طلبوا من موسى عليه السلام أن يصنع لهم إلهًا تشبهًا بالكافرين وآلهتهم قائلًا لهم: لتركبن سنن من كان قبلكم أي أنكم تفعلون ما فعله قوم موسى قبلكم.
ما يستفاد من قصة ذات انواط
كان الصحابة رضوان الله عليهم يلتمسون رضا الله عز وجل في جميع شؤون حياتهم لذلك كانوا كثيرًا ما يسألون رسول الله عن أي شيء قد يخطر ببالهم لمعرفة هل يوافق شرع الله أم يخالفه وهنا عندما طلب الصحابة أن تكون لهم ذات أنواط كانوا يقصدون التشبه بهذا الفعل نفسه وهو الشجرة عينها حتى ينوطوا بها أسلحتهم ويستمدون البركة والنصر من الله عندها وليس منها وليس رغبةً منهم في الشرك بالله والعياذ بالله كل ما أرادوه مجرد مشابهة في العمل وهو ما استنكره رسول الله صل الله عليه وسلم على صحابته، كيف لهم وأن يأتوا بفعل يشبه أفعال الكفار والمشركين ويتضمن في معناه الشرك فالمشركون يتبركون بذات أنواط فكيف لنا أن نصنع ذات أنواط لذلك شبههم ببني إسرائيل لما طلبوا من موسى أن يصنع لهم إله مثل الفراعنة لما رأوا عندهم الكثير من الآلهة فطلبوا أن يصنع لهم تمثال يعبدوه، والتشبيه هنا ليس تشبيه لهم بالكفر أو الشرك وإنما تشبيه لهو في القول والفعل، وهو ما يستنبط منه الدلالة على العذر بالجهل، فالصحابة هنا عبروا عن موقفهم بجهل منهم وليس عن تعمد.