البراكين من أهم الظواهر الطبيعية على سطح الكرة الأرضية ، تتواجد البراكين في البر و البحر على حداً سواء ، و تعتبر من أكثر الظواهر الطبيعية خطورة على الكائنات الحية ، فعندما يثور البركان يقضي على كل ما حوله و يخرج منه حمم بركانية ذات درجات حرارة عالية تؤدي إلى حرق كافة الأشياء من حولها ، كما تسببت البراكين في العديد من الكوارث البشرية و قامت بتدمير مناطق و نقاط كثيرة في الكرة الأرضية ، و في هذا المقال سوف نعرض أخطر خمسة براكين على مر التاريخ.

أولاً بركان فيزوف في إيطاليا:
يعتبر بركان فيزوف من أخطر البراكين التي شهدتها إيطاليا ، اندلع البركان في عام ٧٩م و بالتحديد في مدينة بومبي الإيطالية ، و هي مدينة معروفة بتقلباتها و هزاتها الأرضية استمر انفجار البركان لمدة يومين ، و أدى هذا البركان إلى مقتل أكثر من نصف سكان هذه المدينة ، و أدت الحمم البركانية لدفن المدينة بأكملها.

البركان إلى مقتل تسعة آلاف شخص خلال انفجاره الأولي فقط و على مدى ثمانية أشهر قام البركان بالقضاء على أكثر من نصف الثورة الحيوانية و الزراعية في ايسلندا ، و ذلك نتيجة السحب السامة المركبة من ثاني أكسيد الكبريت و حمض الهيدروفلوريك ، و أدى هذا البركان إلى انخفاض في درجة الحرارة و تلف أغلب المحاصيل في أوروبا ، و في هذا الوقت عانت ايسلندا من مجاعة استمرت لفترة طويلة ، كما أدى البركان إلى موت ربع سكان ايسلندا.

بركان بيلي عام ١٩٠٢م في مدينة سان بيير ، و كان أسوء كارثة بركانية في القرن العشرين ، أدى هذا البركان إلى مقتل ثلاثين ألف شخص ، في غضون دقائق عدة من ثورانه و لم يبقى أي شخص على الجزيرة ، لم ينجو غير شخصين فقط ، أحدهما كان مسجون في زنزانة تحت الأرض سيئة التهوية ، أما الآخر فكان يعيش على طرف المدينة و هذا أصيب بحروق شديدة.

بركان كراكاتوا في أحد الجزر البركانية شديدة الانفجار تقع في اندونسيا ، اندلعت نيران هذا البركان عام ١٨٨٣م ، و كان أضخم بركان شهده التاريخ ، أدى هذا البركان إلى مقتل ٣٦ ألف شخص و استمر لعدة أشهر ، أشار العديد من المؤرخين إلى أن قوة هذا البركان فاقت قوة قنبلة هيروشيما النووية ثلاث مرات ، كما أدى الانفجار إلى تشكيل طبقة من الرماد البركاني حول العالم التي عملت بدورها على خفض أشعة الشمس الواصلة للأرض ، و ظهر تأثير انخفاض درجة الحرارة في العام الذي يلي انفجار البركان ، حيث انخفضت درجة الحرارة العالمية بمعدل ١.٢ درجة مئوية و لكنها عادت إلى طبيعتها بعد خمس سنوات.

بركان تامبورا عام ١٨١٥م ، و بمجرد انفجاره أدى إلى مقتل ١٠ آلاف شخص في الحال ، و لكن آثاره السلبية لم تتوقف عند مقتل الأشخاص فقط فقد أدى رماد البركان و السُحب المليئة بغازات الكبريت إلى دمار أغلب المحاصيل الزراعية ، و نشر مجاعة في مناطق عديدة ، كما تغيرت دورة الرياح في آسيا و انتشر وباء الكوليرا ، و وصل إجمالي عدد الضحايا الناجمين عن هذا البركان إلى أكثر من ٩٠ ألف شخص.