أصدرت المحكمة العليا في دولة الإمارات العربية المتحدة ، حكما غيابيا على المواطن الكويتي “ مبارك الدويلة ” بالسجن خمسة سنوات كحكم نهائي غير قابل للطعن ، وإبعاده عن دولة الإمارات بعد تنفيذ العقوبة المفروضة عليه ، وجاء ذلك في جلسة النطق بالحكم الصادر بحقه يوم الإثنين الموافق 23/11/2015 . فمن هو مبارك الدويلة ؟ وما هي تفاصيل وحيثيات قضيته في الإمارات ؟ ولماذا أصدر هذا الحكم ضده ؟ .. إليكم التفاصيل .

من هو مبارك الدويلة ؟
مبارك فهد علي فهد الدويلة ، صحفي وسياسي كويتي ، ونائب سابق في مجلس الأمة الكويتي ، ولد في عام 1954 في منطقة الفروانية بالكويت .

حصل على شهادة الهندسة الميكانيكية من إحدى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ، كما أنه رئيسا لاتحاد المكاتب الهندسية في الكويت ، وعضوا في الأمانة العامة . كما أن له زاوية خاصة أسبوعية يكتب بها في صحيفة القبس الكويتي .

انتخابه في مجلس الأمة :
شارك مبارك الدويلة لأول مرة في انتخابات مجلس الأمة الكويتية لعام 1985 للدائرة 16 ، وحصل على أعلى نسبة تصويت في الانتخابات بمعدل 1106 صوت ، وشارك أيضا بانتخابات عام 1992 عن نفس الدائرة وحصل كذلك على المركز الأول لحصوله على أعلى عدد أصوات ناخبين حيث بلغ رصيده 2193 صوت ، وفي عام 1996 حصل على المركز الثاني بعدد أصوات 2098 عن نفس الدائرة ، أما في عام 1999 استعاد مكانته في المركز الأول ليحصل على أعلى نسبة تصويت برصيد 2584 ، ولكن تراجع عدد ناخبيه في عام 2003 ليحص على المركز الرابع إثر تصويت 1821 صوت فقط وخسر حينها الانتخابات .

انتمائه السياسي :
من المعروف عن مبارك الدويلة بانتمائه الكامل لفكر جماعة الإخوان المسلمين ، حيث كان من مؤسسي الحركة الدستورية الإسلامية وعضو الأمانة العامة لها ، ودائما ما يدعو في كتاباته إلى الوسطية والشمولية في الإسلام . والجدير بالذكر أن الدويلة من أشد رافضي النظام المصري الجديد الذي اعتبره انقلابا عسكريا ، وقد رفعت عليه السفارة المصرية في الكويت قضية تتهمه به بالإساءة للنظام المصري إثر تصريحاته هذه وآرائه في الملف المصري ، وقد تم استجوابه على خلفية القضية إلا أنه حصل على حكم قضائي بالبراءة من تهمة الإساءة للنظام المصري بتاريخ 16/11/2015 .

تفاصيل قضية الامارات :
كان مبارك الدويلة في وقت سابق قد استضيف في إحدى البرامج التلفزيونية على قناة المجلس الصادرة عن مجلس الأمة الكويتي ، وخلال اللقاء سأله المذيع حول رأيه من موقف دولة الإمارات اتجاه الإخوان المسلمين فكان رده مهاجما للشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي بأنه معاد للإسلام السني ، وهذا ما اعتبرته دولة الإمارات إساءة بالغة في شخص الشيخ محمد بن زايد وإمكانية الفرصة للمتطرفين السنيين بأن يهددوا حياة الشيخ محمد بن زايد . وعلى خلفية هذا اللقاء تم رفع قضية ضد الدويلة حيث وجهت له تهما عديدة مثل إثارة الفتنة والأضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي في الإمارات ، إذاعة الأخبار الكاذبة والشائعات ، بث دعاية مثيرة بادعائه كذبا بأن الإمارات معادية للإسلام السني ، واستغلال الدين في الترويج لأفكار تثير الفتنة .

وعليه ، فقد أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات بناءً على المقابلة التلفزيونية المعنية التي أساء بها إلى ولي عهد أبو ظبي في ديسمبر من العام الماضي 2014 ، فإنه تم الحكم غيابيا على مبارك الدويلة لمدة خمس سنوات وتسفيره من البلاد عقب انتهاء مدة الحكم .

الإنتربول :
صرح الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي لإحدى الصحف المحلية بأنه لا يحق للإمارات استدعاء الدويلة من قبل الكويت وذلك لأن القانون الكويتي لا يجيز تسليم أي مواطن محكوم في دولة أخرى ، كما أنه لا يمكن للإمارات أن تطلب تسليم الدويلة عبر الإنتربول في الدول الأخرى وذلك لأن الإنتربول عادة لا ينظر إلى القضايا ذات الطابع السياسي ولا يجيز تسليم المحكومين على خلفية القضايا السياسية .

رد فعل مبارك الدويلة :
تخلف الدويلة عن المثول أمام المحكمة في جلسة الاستماع التي عقدت في الأول من شهر نوفمبر 2015 ، وبعد صدور الحكم ضده أعلن بأنه لمن أراد أن يسأل عن تهمته فهي تهمة رأي سياسي لا أكثر من ذلك ، وأضاف أيضا بأنه منع من دخول الإمارات للترافع ولم يتمكن أيضا من توكيل محامي ليترافع عنه وقد اعتبر الحكم صدر من محكمة إماراتية فيما برأته محاكم الكويت في القضية نفسها . كما صرح في وقت سابق بأنه لم يسيء للشيخ محمد بن زايد بل كل ما قام به هو الإجابة على سؤال المذيع فرد عليه مستغربا من موقف الشيخ اتجاه التيار الإسلامي السني .