قال الله تعالى في كتابه الكريم من سورة لقمان ” وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ” صدق الله العظيم .
نسمع عن الكثير من الجرائم يوميا في صفحات الصحف الورقية أو على المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ، ونستغرب من قصص الجرائم التي تحصل للأقارب ، فقد أصبح مألوفا قتل الشخص لابن عمه أو بنت عمه ، أو قتل الشخص لعمه كما سمعنا منذ أسابيع حول الشاب الذي قتل عمته وزوجها وابن عمه ، وقد نسمع أيضا أن أخ قتل أخاه ، ولكن ، الغير مألوف والذي لا يصدقه لا عقل ولا منطق هو قتل الابن لوالده أو والدته !! فجرائم القتل من هذا النوع تفوق كل التصورات فلا أحد يمكن أن يغفر لأي شخص مهما كانت أسبابه بأن يتجرأ ويتجرد من إنسانيته إلى هذا الحد ويقتل أعز الناس على قلب كل إنسان وهي الأم ، فما أعظم هذه الكلمة لمجرد أن نرددها بلساننا تقشعر أبداننا وتخفق قلوبنا حبا وعطفا وحنانا لتلك الأم التي تضحي بكل حواسها وما تملك لإسعاد أبنائها وتربيتهم التربية الصحيحة علها تشفع لها في كبرها وتجد سند لها يبرها ويحترمها .
اللا معقول والغريب بالأمس ، يبدو أنه أصبح مألوفا اليوم ! فبتنا نسمع بين الحين والآخر عن شباب يقتلون إما والدهم أو والدتهم لأجل أمور تافهة لا تستحق حتى التفكير بها ، ولا تسوى ألم الأم إذا بقيت على قيد الحياة حين تصحو فتجد أن قاتلها هو ابنها ! فيصبح ألم جسدها سطحيا وإن كان في أكثر الأماكن خطورة ، مقابل ألم النفس الذي سيظل يلازمها بقية حياتها للأبد ، فلا والله لا بارك الله بكل ابن عاق يفكر لمجرد التفكير بأن يؤذي والديه ولو بكلمة .. أستغرب وبشدة هؤلاء البشر ألا بشر الذين لا يعرفون قيمة الأم والأب ويجهلون أو يتجاهلون منزلة الأم عند الله ورسوله عليه صلاة والسلام ، ويبدو أنهم لا يكترثون للأشخاص الذين يعانون فقدان الأم وحنانها ويتمنون أن يكون لهم أم تحنو عليهم وتسهر لراحتهم ، بينما الآخرين اللا إنسانيين يقتلون بيدهم أمهاتهم دون أن ترف لهم عين ! هؤلاء العاق ستلاحقهم لعنة الشيطان طوال حياتهم وفي كل خطوة يخطوها وفي كل نفس يتنفسونه ، فلعنة الله عليهم في الدنيا والآخرة .
تفاصيل القصة :
ضجت وسائل الإعلام صباح اليوم حول شاب من محافظة الطائف ، يبلغ من العمر التاسعة عشر ، قد طعن والدته البالغة من العمر أربعين عام ضربا بالسكين ولاذ بالفرار ، وقد تم نقل الوالدة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم ولكنها في حالة حرجة .
إلقاء القبض على الشاب :
أعلن الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة مكة المكرمة العقيد الدكتور عاطي بن عطية القرشي ، أنه تلقى بلاغا يوم الخميس 5/11/2015 من قبل مركز الحوية بشرطة محافظة الطائف يتهم الشاب وهو سعودي الجنسي ، بطعن والدته ، وفور تلقي البلاغ ، باشرت السلطات الأمنية في شرطة مكة المكرمة بالبحث عن الجاني وعمل التحريات اللازمة لإلقاء القبض عليه ، وبالفعل فقد تم الإمساك به بفترة قصيرة وجاري التحقيق معه وإحالته إلى الجهات المختصة ، وحتى تاريخ مقالنا هذا لم يعرف بعد عن الأسباب التي دعته لهذا الفعل المشين .
مواقع التواصل :
منذ إعلان خبر طعن الشاب لوالدته ، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وانهالت التغريدات المستهجنة والغاضبة لهذا الفعل المشين ، وانتشرت صور متنوعة حول مكانة الأم في الدين الإسلامي ، كما انتشرت دعوات على هذا الشاب مع المطالبة بالقصاص له بأشد العقوبات ، وقد انطلق هاشتاق ” شاب_يطعن_والدته ” ووصل إلى أعلى التريندات تداولا لساعات متواصلة ، تنديدا بهذه الجريمة .