منذ فترة ليست بالبعيدة ، ونحن نسلط الضوء على حالات شاذة أساءت إلى السلك التعليمي وقيمة المعلم والمعلمة في المجتمع كأداة نواة بها يرتقي جيل بأكمله وبها يصل إلى المستنقع ، ولكن كما قلنا فهي حالات شاذة ، ربما أصبحت بشكل كبير ولكن لكل مجتمع كما نجد أيادي بشرية مخربة ، يمكننا رؤية الكأس المملوء في هذا المجتمع ونرى الجانب الآخر الذي يشع نورا بأعمال إنسانية ومواقف مشرفة ننحني لها شكرا وعرفانا بما تقدمه من فائدة لمجتمعها ووطنها .

واليوم ، سنسرد قصة وفاة ، ربما تكون عادية كقصص الوفاة الأخرى ، ولكنها تحمل في طياتها معان كبيرة وسامية ، تأثر بها جميع من سمعها ، لما فيها من نموذج مشرف للمعلم المخلص الذي يعمل بكل جوارحه لارتقاء مجتمعه بجيل هو مسئول عن تربيته وتعليمه أولا وليس آخرا ، هذا النموذج المشرف لآخر نفس في حياته ظل يؤدي واجبه كما هو مطلوب مراعيا لمرضاة الله ومخلصا في عمله .. نحن نتحدث اليوم عن معلمة تتوفى أثناء تأدية واجبها في الفصل أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي ، فإليكم التفاصيل .

وفاة معلمة أثناء تأدية واجبها :
أصيبت معلمة في إحدى المدارس التابعة إلى إدارة تعليم الرياض ، تدعى ” سارة ضيف الله ” ، بنوبة سكر حادة أثناء تأديتها لواجبها في تعليم الطالبات داخل الفصل ، وقد توفيت على الفور إثر إصابتها بالنوبة عن عمر يناهز الخامسة والسبعين عاما ، صباح يوم الأحد الموافق 15/11/2015 .

ردود الأفعال :
إدارة تعليم الرياض :
نشرت إدارة تعليم الرياض عبارة نعي في حق المعلمة التي أدت واجبها إلى آخر رمق في نفسها ، عبر حسابها على تويتر في تغريدة تقول فيها ” تنعي أسرة تعليم الرياض المعلمة سارة ضيف الله ابتدئية75 والتي توفيت اليوم إثر إصابتها بنوبة سكر وهي تؤدي واجبها داخل الفصل، رحمها الله وغفر لها. ” .

المعلمات والطالبات :
تفاجأت الطالبات في الفصل إثر تعرض المعلمة لنوبة السكر ووفاتها أمام أعينهن ، معربين عن حزنهن الشديد لفراقها ، حيث كان يشهد لها بالمعلمة المجدة والمجتهدة في تعليم الطالبات ، ولديها شعبية كبيرة بينهن ، وقد أدى رحيلها إلى صدمة بين الطالبات وزميلاتها المعلمات ، خاصة بعد أن كانت قبل لحظات معدودة بينهن وتشرح الدروس بطريقة اعتيادية ، ولكن قدر الله وما شاء فعل ولا يسعهن إلا أن يطلبن الرحمة والمغفرة لها ولجميع موتى المسلمين .

مواقع التواصل الاجتماعي :
فور إعلان إدارة تعليم الرياض عن خبر وفاة المعلمة ، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ، وانهالت التغريدات الداعية بالرحمة والمغفرة للمعلمة ، وذلك عبر هاشتاق ” #وفاه_معلمه_اثناء_ادايها_واجبها ” وقد وصل إلى أعلى التريندات للوسوم الأكثر تداولا في السعودية ، حيث نشرت العديد من التعليقات عبر الهاشتاق ثناءً وشكرا للمعلمة التي استمرت في تأدية واجبها في تعليم بنات فصلها حتى آخر لحظة في حياتها ، واعتبرها الكثيرين من النشطاء شهيدة واجب ، راجين من الله عز وجل أن يكتب لها في ميزان حسناتها ويتغمدها برحمته الواسعة ويلهم ذويها بالصبر والسلوان .