لقد واجه الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من المشاكل أثناء نشره للدين الإسلامي، مما جعله يدخل في العديد من المعارك والغزوات لمواجهة أعداء الله تعالى، ومن هذه المعارك معركة شهيرة رمى فيها الرسول عليه الصلاة والسلام الكفار بالمنجنيق وسوف نستعرض هذه المعركة لكم.

ما هي الغزوة

الغزوة هي القتال الذي كان يتم بين المسلمون والكفار في العديد من الحروب، والحروب التي حضر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه الحرب فيها تسمى غزوة، ومن المعروف أن كل من قتل في أي غزوة من الغزوات التي كانت مع الرسول صلى الله عليه وسلم فهو شهيد في الجنة إن شاء الله، وذلك لقول الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[ البقرة: ٢١٨ ].

معركة الطائف

معركة الطائف أحد المعارك التي دخل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، وهي أحد الغزوات التي قام بها الرسول بنفسه في هام الثامن للهجرة، وكان الهدف منها فتح مدينة الطائف، وقد كان عدد المسلمون في هذه المعركة يصل إلى 1200 مسلم بقيادة النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت هذه المعركة ضد قبيلة ثقيف، وبعض الأشخاص الهاربين من هوزان في معركة حنين.

مدينة الطائف التي كان الرسول يحارب من أجل افتتاحها هي أحد المدن الموجودة في المملكة، وهي من المدن القريبة جدًا من مكة المكرمة، فهي تبعد عنها بنحو 68 كيلو متر فقط.

تتميز مدينة الطائف على أنها تربط العديد من الطرق مع بعضها البعض، فهي ملتقى القادمين من شرق وغرب وشمال وجنوب المملكة.

حصار مدينة الطائف وضرب حصار الطائف بالمنجنيق

بعد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم هو المسلمون إلى مدينة الطائف، قاموا بحصار هذه المدينة واستمرا لمدة بضع أيام حول المدينة، وقد دخلوا في عراك مع أهل حصار مدينة الطائف، مما أدى إلى فقدان حوالي 12 شخص من المسلمون.

فقد في هذه المعركة الصحابي الحباب بن المنذر المشورة، ، وقبل أن يتوفى طلب من المسلمون الابتعاد عن أسوار الحصن حتى لا تصيبهم السهام أهل الحصن، وبالفعل أخذ الرسول المسلمون وعسكروا في مكان أبعد عن الحصن.

وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يريد فك الحصار عن الطائف، فأشار عليه الصحابي سلمان الفارسي أن يصنع المنجنيق حتى يقذف به الحصون التي تحاوط مدينة الطائف.

بالفعل بدأ المسلمون في صناعة المنجنيق، وساروا به وبالدبابات ناحية البلد، وبالفعل أستطاع المنجنيق من هدم الكثير من الأسوار من خلاله، لكن أهل الحصن فاجئوا المسلمون ورموا عليهم الحسك الشائك والمحمي بالنار.

تم في هذه المعركة حرق النخيل حتى يتم إضعاف معنوية أهل الطائف ثم  نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لكم ((أيما عبد خرج من الحصن ودخل إلينا فهو حر)).

فك الحصار عن الطائف

استمر المسلمون في حصارهم لمدينة الطائف لمدة وصلت إلى 40 يوم، مما جعل أهل الطائف يعدون ما يكفيهم من الطعام لمدة سنة، حتى تم رفع الحصار من الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم بعدما أشار عليه ذلك الصحابي الجليل نوفل بن معاوية، وذلك بعدما وافق على ذلك عمر بن الخطاب وأقنع الرسول بهذا حتى لا يتضرر جيش المسلمون، وعاد المسلمون بعدها إلى مكة المكرمة هم يرددون ((آبون تائبون عابدون لربنا حامدون)).

قال عبد الله بن عمر ((حاصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الطائف فلم ينل منهم شيئًا فقال: إنا قافلون إن شاء الله، فقال أصحابه: نرجع ولم نفتتحه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اغدوا على القتال، فغدوا فأصابهم جراح، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : إنا قافلون غدًا، فأعجبهم ذلك فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)) [رواه بخاري ومسلم].

الوسوم