تعد نظريات التعلم من أكثر الموضوعات أهمية لجذب اهتمام الباحثين في مختلف التخصصات فمن خلالها يتمكن الفرد من اكتساب مهارات معرفية جديدة وأنماط سلوكية متعددة مما يساعده على مواجهة التحديات والصعوبات التي يواجهها في مختلف الأنشطة اليومية وقدرته على التكيف مع البيئة الاجتماعية المحيطة به وذلك عن طريق التوصل إلى قوانين منصوص عليها تتحكم بطبيعتها في ظاهرة الإنسان.
نظرية التعلم بالاكتشاف :
تعتمد نظريات التعلم بالاكتشاف على عرض النماذج السلوكية التطبيقية وعرضها في مواقف الإنسان الحياتية للتأكيد على أهمية المعايير الاجتماعية التي تهدف إلى تقديم مفاهيم ومعاني أعمق تفسر سلوكيات الإنسان بهدف توظيفها في مختلف أنشطة الحياة اليومية وفهم أفضل لسلوكيات الفرد وخاصة في المواقف التربوية والاجتماعية.
مفهوم إستراتيجية التعلم بالاكتشاف:
تعتمد نظرية التعلم بالاكتشاف على تزويد المتعلم بكافة المعلومات والبيانات الجاهزة لحفظها وتعد هذه النظرية بمثابة ثورة قائمة على نموذج التعليم الشرح المباشر، ومن ثم يتم اختبار المتعلم بمحتوى المعلومات التي قام بحفظها من خلال طرح أسئلة إنشائية بطريقة مباشرة بهدف قياس المعلومات المختزنة.
وتهدف إستراتيجية التعلم بالاكتشاف إلى تطوير قدراته الفكرية على ممارسة التصنيف البنًاء وتدريبه على ممارسة مهارات التفكير من خلال اختبار قدرته على التفكير في محتوى الأسئلة الإنشائية المطروحة أمامه والقيام باكتشاف محتوياتها وعناصرها بنفسه مما يسهل عليه فهم العناصر وإزالة تعقيداتها.
أهمية التعلم بالاكتشاف:
1- تكمن أهمية التعلم بالاكتشاف على تحويل التلميذ من مستقبل سلبي للبيانات والمعلومات إلى متلقي نشط يبحث عن المعرفة عن طريق اكتساب التلميذ مهارات التعامل مع المشاكل الجديدة وبناء شخصيته.
2- تساعده النظرية على مواجهة المشكلات وحلها بطريقة مجدية، وتنمية إبداعاته وابتكاراته من خلال تمكن المعلم مدى فهم الطلاب التي تساعده على تنمية مواهب الطالب والاعتماد على أنفسهم في مراحل الوصول إلى المعلومة وتحفيزهم وزيادة دوافعهم نحو التعلم.
3- إثارة الفضول لديهم حول اكتشاف المعلومات وكل ما هي جديد في نطاق التعلم والتعود على كيفية تحليل وتركيب وتقويم المعلومات.
أنواع التعلم بالاكتشاف:
ينقسم التعلم بالاكتشاف إلى ثلاثة أنواع رئيسية هم:
1- الاكتشاف المتقدم أو الحر:
يقصد به مواجهة المعلم مشكلة معينة يلزم عليه حلها من خلال صياغة الفرضيات وتنفيذ التجارب بدقة للتحقق منها ولكن يجب على المعلم أولا دراسة أنواع التعلم بالاكتشاف الأخرى لمعرفة كيفية التعامل مع مثل هذا النوع في مواجهة تحدياته.
2- الاكتشاف الموجه:
يتم هذا النوع مع متعلمي المراحل الأولى أو الابتدائية الذي يسمح لهم تطوير معرفتهم وإطلاعهم على تفاصيل العملية عن طريق توجيه المعلم للطلاب من خلال استخدام قدراتهم العقلية بهدف الوصول إلى المفاهيم المطلوبة والبيانات والمعلومات التي يجب اكتشافها، ويجب على المعلم توجيه المعلومات الكافية التي تضمن حصوله على الخبرات الجيدة من خلال أسلوبه التعليمي الجيد.
3- الاكتشاف شبه الموجه:
يقوم من خلاله المعلم على عرض المشكلة أمامه وتقديم أقص الحلول الممكنة من التوجيهات والمعلومات الكافية لمنح أكبر فرصة للمتعلمين للوصول إلى أفضل طريقة لحل المشكلة من خلال استخدام النشاط العقلي والعملي ولكن تختلف طبيعة كل فرد عن الآخر في حل المشكلة.
أهداف التعلم بالاكتشاف:
تقسيم أهداف التعلم بالاكتشاف إلى نوعين هما أهداف عامة وأهداف خاصة.
أهداف عامة للتعلم بالاكتشاف:
1- دراسة نمط الاكتشاف بالنسبة للطلاب الذي يساعد على زيادة قدراتهم التحليلية والتركيبية وتقويم كافة المعلومات بأسلوب عقلاني وفكري جيد وبطريقة موضوعية غير مرتجلة.
2- تنمية اتجاهات وإستراتيجيات الطلاب في الوصول إلى حل للمشاكل والبحث.
3- منح المتعلم فرصة تحقيق ذاته والمهام التعليمية وحب البحث والتعلم والشعور بالثقة والمتعة التي تدفعه إلى الوصول إلى اكتشافات جديدة ومتعددة.
4- اندماج الطلاب في دروس الاكتشاف بهدف تعلم طرق جديدة وتطبيقها على مختلف الأنشطة الضرورية بغرض الوصول إلى اكتشافات جديدة بأنفسهم وتعزيز ثقتهم بنفسهم.
الأهداف الخاصة للنظرية :
1- تمكن المتعلم من التدريب على صياغة إستراتيجية الأسئلة المطروحة والأسئلة غير الغامضة بهدف استخدامها للحصول على المعلومات الكافية والمفيدة.
2- تنمية طرق العمل الجماعي بين الطلاب ومشاركة المعلومات بينهم والتمكن من الاستماع إلى اقتراحات وآراء الآخرين.
3- تعلم الطلاب مهارات معرفية جديدة مما يسهل تطبيقها في مواقف الإنسان الحياتية والأنشطة المختلفة مما يجعله متعلم نشط ومفكر ومبادر.
4- إمكانية التوصل إلى أنماط متعددة في كافة المواقف المحسوسة والمجردة بهدف الحصول على الكثير من المعلومات ووضع الخطط المناسبة لتطبيق المعلومات المكتسبة.