تتميز لغتنا العربية في الأصل بذلك التنوع الغير محدود في علومها علاوة على اتساع مجالاتها ، و من ضمن أهم مميزاتها الأساسية أنها لغة بليغة هذا بالإضافة إلى تفردها بالكثير من العلوم مثال علم البيان ، و علم النحو ، و علم القوافي إلى جانب علم التصريف ، وعلم العروض ، و علم القوانين سواء في الكتابة أو بالنسبة للقراءة .

و يعد علم البلاغة من أحد أهم تلك العلوم الخاصة باللغة العربية ، و الذي يعد التشبيه من إحدى فروعه ، و التي تندرج تحت علم البيان المندرج تحت علم البلاغة .

تعريف التشبيه :- يعرف التشبيه بأنه هو المماثلة بين شيئين أو بين مستويين من الجملة ، و هما المشبه ، و المشبه به ، و اللذان يتم قرنهما أو تمثيلهما بصفة معينة أو أكثر فيما يطلق عليه مسمى وجه الشبه بأداة تسمى أداة التشبيه ، و علم التشبيه من فروع علم البيان الذي يندرج تحت أقسام البلاغة العربية .

و بالإمكان تعريفه أيضاً من ناحية اللغة بأنه عبارة عن المصدر الخاص بالفعل شبه ، و هو يعني المماقلة لشيء أخر بينما يعرف اصطلاحياً بأنه عبارة عن القيام بإشراك شيئين أو شخصين في صفة واحدة تقربهما من بعضهما إذ يكون الأول أفضل مرتبة من الثاني فيها ، و يأتي استخدام أداة التشبيه فيه إذ يكون الهدف الرئيسي من ايراده ، و استعماله جمالياً أو توضيحياً أو لتقريب الصورة إلى السامع.

و ليس شرطاً أن ينتمي الطرفان اللذان جرى تشبيهما لنفس الجنس أو الفصيلة ذاتها فقد يجرى فيه تشبيه الرجل بالأسد على الرغم من كون الرجل إنساناً بينما الأسد ينتمي إلى الحيوانات .

أدوات التشبيه :- تعد أدوات التشبيه عبارة عن تلك الأدوات التي يجرى استعمالها في الربط فيما بين المشبه ، و المشبه ب ، و لا يتم التشبيه إلا بها ، و هي لها أهمية كبيرة في استعمال التشبيه ، و بالإمكان حذفها ، و من المتداول في اللغة بأن حذف الأداة أبلغ من ذكرها ، و يتم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام ، و هي :-
1- أن تكون الأداة أسماً :- مثال شبه كالقول المرأة مثل الزهرة .

2- أن تأتي حرفاً :- و مثال عليها حرف الكاف (ك) ، و كأن كالقول محمد كالغيث ، و هذا للدلالة على كرمه ، و عند قيامنا باستعمال أداة التشبيه (كأن) فإنه يتوجب قيامنا بتقديم أداة التشبيه في الجملة مثال كأن أسمة أسداً .

3- أن تأتي أداة التشبيه على هيئة الفعل :- مثال يشبه أو يماثل ، و من أمثلتها (كأن على رؤوسهم الطير) ، و ذلك يكون كناية عن الصمت أو الهدوء الشديد .

أداة التشبيه كأن :- تعتبر تلك الأداة من أكثر الأدوات استخداماً في أساليب التشبيه ، و هي تأتي في العادة قبل المشبه به ، و من أمثلتها قوله تعالى (كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة) ، و عملية التشبيه ب:ان لها عدة خصائص متعددة ، و منها :-
1- المبالغة ، و التأكيد :- عند استعمالها في التشبيه يكون الاهتمام الأكبر في الجملة منصباً على المشبه .
2- تتميز (كأن) في التشبيه بأن المشبه به قد يكون غير محقق الوقوع أو حتى مستحيلاً مثال قوله تعالى (يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنهم يساقون إلى الموت و هو ينظرون) .

أنواع التشبيه :- بالنسبة لأنواع التشبيه فهي عدة أنواع ، و تختلف استعمالاتها على حسب هذه الأنواع ، و هذا دليلاً على بلاغة لغتنا العربية ، و شموليتها ، و من ضمن أنواع التشبيه في اللغة :-
1- التشبيه المرسل :- و هو عبارة عن ذلك النوع من التشبيه الذي ذكرت في أداة التشبيه .
2- التشبيه المؤكد :- و هو يكون التشبيه الذي تمت عملية حذف الأداة منه .
3- التشبيه المجمل :- و هو عبارة عن التشبيه الذي حذف منه وجه الشبه فيما بين المشبه ، و المشبه به .
4- التشبيه المفصل :- و هو ذلك التشبيه الذي حذفت منه الأداة ، ووجه الشبه .
5- التشبيه البليغ :- و هو ذلك التشبيه الذي حذفت منه الأداء ، ووجه التشبيه .

أركان التشبيه الأساسية :- يوجد للتشبيه أربعة أركان ، و أجزاء رئيسية توجد في كل جملة محتوية على تشبيه ، و هي :-
1- المشبه :- و هو الطرف الذي يشبه المتحدث بشيء ما .
2- المشبه به :- و هو يكون الطرف الذي يجرى تشبيه الطرف الأخر به .
3- أداة التشبيه :- و هي تكون ذلك الحرف أو الكلمة التي يجرى استعمالها من جانب المتكلم لتشبيه المشبه بالمشبه به فتربط بينهما بعد أن كانا متباعدين في الجملة الواحدة ، و قد يتم ذكرها أو حذفها تبعاً لنوع التشبيه المستعمل .
4- وجه الشبه :- و هي تلك الصفة المشتركة ، و التي تجمع فيما بين المشبه ، و المشبه به ، و تكون هذه الصفة أقوى من المشبه به عنها في المشبه ، و قد يحذف وجه الشبه أو يذكر على حسب نوع التشبيه المستخدم .