ولد معالي الدكتور محمد عبده يماني في عام 1940 ميلاديا في حارة جياد بجبل السبع بنات بمكة المكرمة ،حيث بداية نشأته الأولى و تعلم على أيدي مدرسات فضليات يهتمنن بتعليم النشأ الصغار لوجه الله تعالى دون مقابل وهي من أهم السمات التي تميز ذلك العصر ، كذلك ترعرع على أيدي بعض مشايخ الحرم الشريف ثم إنتقل إلى حارة المسفلة ليدرس بمدرسة الفلاح متنقلا بين مراحلها المختلفة فحصل على الشهادة الثانوية عام 1959 ميلاديا .

كيف تشكلت شخصية الدكتور محمد يماني… تأثرت شخصية الدكتور محمد عبده اليماني بعدة ظروف إجتماعية و لعل أهمها : متاعب الفقر ، أحلامه و طموحاته ، الرغبة في التعلم لإكتشاف العالم من حوله ،خدمة ضيوف الرحمن ، مساعدة والده ، والوقوف في طوابير طويلة أمام البازان ليملأ زفته من الماء ليحملها الى منزله و بيع ماكان يزيد عن حاجة أهله ليحصل على بعض النقود البسيطة فيفرح بما كان يكسبه على ضآلته إلا أنه كان شديد الحرص على إنفاقه على إحتياجاته الأساسية من الكتب ليشبع روحه من التزود بالمعارف والعلوم  المتنوعة فقد كانت الكتب بالنسبة إليه المخرج الذي كان يخرج منه خارج حدود مدينته ، وكان لها عظيم الأثر في توسيع مداركه الفكرية و تعبئة ثقافته بشكل عام و شهدت هذه الفترة بداياته الأولى حيث  ألف روايته الأولى ( على ضفاف البريمي ) ثم ( اليد السفلى ) . الدكتور محمد عبده اليماني

دراسته بالجامعة… بعد إنهاء المرحلة الثانوية بتفاصيلها و إبداعاتها المختلفة إنتقل الشاب الواعد محمد عبده يماني من مكة المكرمة لإستكمال دراسته بجامعة الملك سعود بالرياض بقسم الجيولوجيا حيث نال درجة البكالريوس عام 1963 ميلاديا و نظرا لتفوقه البالغ تم تعيينه معيدا بالجامعة و كان له الفضل في إصدار أول مجلة للجامعة و عرفت بإسم مجلة العلوم ، و غير ذلك من إسهاماته الأدبية و الثقافية بالجامعة .

دراسته بالولايات المتحدة الأمريكية… حبا في العلم والتعلم بعث الشاب محمد عبده يماني في بعثة علمية بالولايات المتحدة الأمريكية حيث نال درجة الماجستير في عام 1966 ميلاديا بعد ثلاثة سنوات فقط من تخرجه وكان يعد ذلك إنجازا كبيرا في زمنه ، و بعد مرور عامين سجل الدكتوراه بمجال الجيولوجيا الإقتصادية و ذلك في عام 1968 ميلاديا ، و من الجدير بالذكر أنه أنجز دبلومة عالية في إدارة الجامعات تحت رعاية أستاذه الذي رأي فيه مميزات خاصة تؤهله من إدارة الصروح التعليمية .

العودة من البعثة و العمل بجامعة الرياض… بعد عودته من البعثة بالولايات المتحدة الأمريكية عمل بجامعة الرياض أستاذا مساعدا ثم أستاذا ، ثم عين وكيلا لوزارة المعارف و ذلك في عام 1972 ميلاديا ، و أولى إهتماما كبيرا لتطوير المكتبات المدرسية و توفير الكتب العلمية التي تتوافق مع إحتياجات الطلاب و قدراتهم و خاصة في المرحلة الثانوية .

تعينه مديرا لجامعة الملك عبدالعزيز… و كان نتيجة جده و إجتهاده و إهتمامه بالعلم و التعليم تم تعيينه وكيلا لجامعة الملك عبدالعزيز ثم تم تعيينه مديرا للجامعة و ذلك خلال الفترة من 1973 ميلاديا إلى 1975 ميلاديا ، و كان هذا متماشيا مع ميوله التعليمية فساهم خلال فترة إدارته للجامعة بربطها بالنشاطات الثقافية في المجتمع السعودي بأكمله. الدكتور محمد عبده

تعيينه وزيرا للإعلام… تم إختياره لمنصب وزير الإعلام  و كان ذلك في عام 1975 ميلاديا  ، حيث أنه لم يكن يتوقع أن يتم ترشيحه وزيرا للإعلام ، فهو رجل أكاديمي و كان موضع تركيزه على الجامعة التي كان يدرس بها ويديرها في نفس الوقت ، لذلك شعر بكبر حجم المسؤولية الملقاه على عاتقه من حيث أبعاد و خطورة المنصب ، و لقد شهد الجميع أن الإعلام في عهده كان من أفضل الفترات التي مر بها الإعلام فقد شهد العديد من الإنجازات مثل إفتتاح إذاعة القرآن الكريم و إذاعة قرارات مجلس الوزراء التي أصبحت عادة متبعة ، وتطوير التلفزيون و  إعطاء فرصة أكبر للمثقفين للمشاركة ، و أصدر قرارا بمنح حرية أكبر لمدراء الجامعة و أساتذتها بإستيراد الكتب وعدم مراقبتها ، ثم ألغى الرقابة على رؤساء التحرير و كان هذا من أهم قراراته بالنسبة للصحافة . د.محمد يماني

وفاة الدكتور محمد عبده اليماني… توفي الدكتور المعلم محمد عبده اليماني في شهر نوفمبر عام 2010 ميلاديا ، بعد أن وهب حياته للإنسانية للعلم و التدريس كان له فيها تأثيرا بالغا على العديد من النشأ و الطالبة حيث كان مثلا أعلى و قدوة يحتذى بها .