قال تعالى في كتابه العزيز {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، فقد بشرنا الله عز و جل جميعا بالجنة و نعيمها جزاءً على أعمالنا في الدنيا، وقد وصفها لنا رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: في الجنة ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، والمشهور أن الله تعالى خص الرجال بالحور العين، فماذا أعد الله للنساء من نعيم في الجنة؟
ماذا أعد الله للنساء في الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا صلت المرأة فرضها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت »، فدخول الجنة أمر يسره الله للنساء، و حين نتساءل عن ما أعده الله للنساء في الجنة يجب أن نتذكر قول الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} فالرزق هنا بغير حساب للنساء والرجال بلا تفريق أو تمييز، و على عكس ما يعتقده الكثير بأن الله تعالى خص الحور العين للرجال في الجنة، فإن الحور العين نعيمًا مشتركًا لكلا من الرجال والنساء ، فهن وصيفات للنساء المؤمنات من أهل الدنيا في الجنة و أيضًا يقمن بخدمتهن و تهيأتهن إلى أزواجهن. و في الحقيقة أن الحور العين في الجنة لا يزدن جمالًا عن نساء أهل الدنيا حيث أن الله تعالى يزيد النساء جمالاً و شبابًا وتصبح الأنثى عذراء في الجنة. كما أن الله تعالى ينزع الغيرة من قلوب النساء ، فوجود الحور العين في الجنة أمر يسعد النساء ولا يضايقهن أبدًا.
ممن تتزوج النساء في الجنة
تتزوج المرأة في الجنة من زوجها في الدنيا إذا ماتت على ذمته أو لحقته بعد موته و دخل كليهما الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم: « المرأة لآخر أزواجها »، ولقول حذيفة رضي الله عنه لامرأته : إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة، أما المرأة المطلقة و التي مات عنها زوجها و لم يكن من أهل الجنة أو المرأة التي لم تتزوج في الدنيا، فإن الله يزوجهن رجالًا من أهل الجنة، لقوله صلى الله عليه وسلم : « ما في الجنة أعزب »
كيف نعيش في الجنة
قال تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس:55]، و المقصود بذلك هو التنعم بكل متع الجنة من طعام و شراب و حور عين مستمتعين بجمال الجنة التي وصفها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام، بأنها لبنة من ذهب و لبنة من فضة بلاطها مسك و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و ترابها الزعفران . لا يوجد بالجنة موت و لا تعب و لا حزن. كما أن أهل الجنة لا ينامون و لا يبولون و لا يتغوطون، إنما هم مكحلين تخرج منهم رائحة المسك الطيبة شبابًا في غاية الجمال و التألق.