أول من اكتشف الصقر الحر هم العرب عندما اصطادوه واستخدموه في صيد الحيوانات، والصقور الحرة تعتبر من أهم أنواع الصقور وتبلغ أسعارها أرقام باهظة جداً ، فهي تتحمل ظروف قاسية من الحرمان من الماء والطعام لفترات طويلة، كما أنها ذات صبر وجلد وقدرة على تحمل المرض والتعب لفترات طويلة، ويعتبر من أشهر الصقور الحرة على الإطلاق هو الصقر الأسود والأشقر .
فهو يتميز بـ (الطلعة) وهذا المصطلح يعني عند الصقارون سرعة الصقر فى الإنطلاق والتي تبلغ أكثر من 300 كم في الساعة، فالصقر الحر هو من أفضل الصقور في عملية الهجوم على الفرائس، فهو محترف في عملية اكتشاف نقاط ضعف الفرائس، ويبلغ طول الصقر الحر من 47 سم إلى 57 سم، ويبلغ طول الجناح عند فرده ما يقرب من متر ونصف المتر، ومن المتعارف عليه أن حجم أنثى الصقر الحر أكبر من حجم الذكر، وهي مؤهلة لوضع البيض بعدد يتراوح بين 3 إلى 6 بيضات بالموسم الواحد.
طريقة صيد الصقر الحر
يبدأ الموسم المتعارف عليه بموسم صيد الصقور بشهر تشرين الثاني ويستمر لمدة تقارب الشهرين وهي نفس المدة التي يهاجر بها الصقور الحرة، ويعتمد كل فرد من الصقارون على خبرته في تحديد النقاط الجغرافية التي سيمر بها الصقر، فهم يقطعون ألاف الأميال بحثاً عن نقاط تواجد الصقور الحرة وأماكن مرورها برحلة الهجرة، في هذه المهمة الشاقة يعتمد الصيادون في عملية صيد الصقر الحر على بعض الأنواع المختلفة من الطيور كالسمان والحمام والقماري وهي من أكثر الطيور المحببة والتي يشتهيها الصقر الحر.
ويقوم الصياد بصناعة فخ مشبك على الشبكة (ظهر الحمامة) وهي عبارة عن تجمع من أشكال دائرية لأنواع مختلفة من الخطاف وتربط بطريقة محكمة وتعمل بآلية الخانق على أصابع الصقر الحر عندما يأتي الصقر لينقض على الحمامة، فحينما يرصد الصقار الصقر الحر وهو طائر في السماء ، يقوم بإلقاء الفخ وهو الحمامة وهي تحمل الشبكة وتكون معلقة بحبل طويل يسمح للحمامة بالطيران لمسافة ما ويكون الصقار متحكم في الطرف الثاني من الحبل .
وعندما يرصد الصقر الحمامة يقوم بالإنقضاض عليها بسرعة فائقة ويبدأ في التهام الحمامة فتلتصق أصابعه بالشبكة بفعل الخطاف فلا يستطيع الهروب منها، وهنا يأتي دور الصياد في الإنقضاض سريعاً على الصقر، فيرمي على الصقر منديل بهدف أن يغطيه ويمسك به ليمنعه من الحركة كي لا يضطر إلى كسر أجنحته وريشه محاولاً الهروب منه، فالصقر ذو الريش المكسور يصبح سعره أقل من الصقر الحر السليم البنية وهذا يقلل أيضاً من إحتمالية بيعه ، فالريش المكسور بمثابة عيب جسيم لدي مقتني الصقور الحرة الذين يرغبون دائماً في إقتناء الصقور الحرة سليمة البنية دون أي ضرر بها.
أنواع الصقر الحر
يوجد العديد من الأنواع المختلفة بالصقور الحرة من أبرزها:
-الصقر الصافي: وهو صقر ذو وجه صافي من الدعوج وهو أيضاً صافي الظهر وخالى من الرقاط وذنابه من الدقوق ، وهذا يحمل معنى واحد وهو ذو لون موحد واحد ، ومن أبرز ألوانه الشائعة الأشقر والأحمر والأشعل.
-الصقر الشامي: وهو يحمل نفس الصفات الشائعة للصقر الصافي، ولكن يحمل إختلاف في صفة واحدة منهم فقط.
-الصقر الحر الفارسي: هو صقر يحمل دقوق دائرية فوق ريش جناحه وتكون ذات أشكال منتظمة وموزعة بشكل دقيق ومنظم على إمتداد ريش الجناحين، ويطلق على تلك الدقوق “شد فارس”، ومن أشهر ألوانه: الأشعل، الأحمر، الأشقر.
-الصقر الجرودي: وهو الصقر الذي يحمل لقب الأقراط أيضاً، ولكن بشكل منتظم بلونين من الذب وحتى الظهر.
–الصقر الأبيض: وهو من أكثر أنواع الصقور الحرة إرتفاعاً في أسعاره، ويرغب في اقتنائه كل الصقارين، وهو مشهور بلونه الأبيض يظهر به نقاط خفيفة على الظهر.
موسم صيد الصقور
قبل النية للتوجه لصيد الصقور الحرة بأنوعها علينا أولاً معرفة المكان والوقت المناسبين لصيد مثل تلك الطيور الجارحة الثمينة، حيث يبدأ موسم الصيد حين تبدأ الصقور بالهجرة الموسمية كل عام، مثال لتلك العملية صقر القرناس الذي يبدأ رحلة هجرته من تركمستان وروسيا وتركيا متجهاً إلى الأردن والمملكة وسوريا.
و تهاجر أيضاً من أوروبا متجهة إلى ليبيا ومصر والسودان، ومن الهند وباكستان وأفغانستان إلى منغوليا والصين، و يظل الصياد في عمليات الصيد طوال فترة هجرة الصقور حتى حلول موسم البرد، وبهذه التجربة المثيرة يكون الصياد مؤهلاً ومعد بشكل كامل بكل العتاد والمعدات المختلفة التي قد يحتاجها طيلة رحلته والتي قد تستغرق شهوراً حتى ينال هدفه ويستطيع صيد كل ما يحتاجه من طيور ثمينة وقيمة، تلك العملية تتطلب حنكة وخبرة بأنواع الصقور الحرة التي يسعي لصيدها، فتلك الطيور تتميز بالذكاء الذي لا يمكن الاستهانة به.
أدوات صيد الصقور
يسعى الصيادون دائماً لتنوع أدوات الصيد التي يستخدمونها بشكل دوري، من ضمن تلك الأدوات التي يستخدمونها:
-(النغل) شبكة الهواء: وهي طريقة مجدية وسهلة، حيث يسعى الصياد لوضع شبكة مصنوعة صغيرة من خيوط شفافة من النايلون ذات الفتحات الصغيرة، ويتم وضع الشبكة على جسد الحمامة التي تلعب دور الطعم ، فتغطي جسدها عدا الجناحين والقدمين حتى يسهل حركتها، وتكون تلك الشبكة متصلة بحبل طويل قوي طرفه في يد الصياد.