العلق الطبي هو نوع من المخلوقات الغروية الغير جذابة وقبيحة الشكل، جسمها أملس لا يحمل أشواكاً، وهي تعيش في مياه البرك والمستنقعات، وتتغذى على الضفادع والأسماك، لديه القدرة على امتصاص الدم من على جلد الحيوانات المختلفة، وهو موجود منذ العصور القديمة، وله العديد من الاستخدامات التي تفيد في العديد الأغراض الطبية.

مواصفات العلق الطبي

يبلغ طول النوع البالغ (20 سم) ويتركب جسمها من 34 حلقة متداخلة مع بعضها، ولونها بني مخضر أو أسود مائل للرمادي وهي أكثر قتامة عند منطقة الظهر كما يوجد خط أحمر رقيق على منطقة الظهر. تحتوي العلقة الطبية على ممصين في المقدمة والمؤخرة، الممص الخلفي يستخدم لتثبيت نفسها على جسم العائل والضغط وهو أصغر من الممص الأمامي الذي يستخدم للتغذية بثلاث فكوك قرنية مسننة والتي تتقابل مع بعضها مكونة مثلث صغير وتعمل هذه الفكوك على خدش جسم الإنسان أو أي حيوان فقاري متواجد في الماء وتحدث له جرح ذو ثلاث شعب بعد أن تثبت الممص الأمامي على جسم عائلها ثم تمتص دمه. يحمل مقدمة الجسم تركيب صغير يشبه الرأس يسمى الرؤيس وهو يضم الممص الأمامي، كما يحتوي على عين مركبة تتكون من العديد من العيون البسيطة ليبصر بها ولكن قوة الإبصار ضعيفة فهي تميز بها الضوء والظلام فقط ليتجنب الضوء ويبتعد عن مصدره ولكنها تعتمد على حاسة اللمس والاهتزازات داخل الماء لتشعر بالإنسان بمجرد نزوله الماء من خلال العديد من الخلايا الحسية المنتشرة على سطح الجسم كما أنه يستخدم الرؤيس في اكتشاف التغيرات الخفيفة في درجة حرارة الماء وكذلك اكتشاف أي تلوث في الماء فتبتعد عن مصدر التلوث.

تكوين العلق الطبي

. – يحتوي العلق الطبي على ممص في المقدمة وممص في المؤخرة.

– الممص الخلفي الصغير يستخدمه لتثبيت نفسه على جسم الكائن.

– الممص الأمامي تثبته على جسم الكائن ثم تستخدمه للتغذية من خلال ثلاث فكوك قرنية ومسننة تتقابل مع بعضها على شكل مثلث صغير.

– تعمل الفكوك الثلاثة على خدش جسم الإنسان أو أي حيوان متواجد في الماء فتحدث له جرح من ثلاث أماكن ثم تمتص دمه من خلالهم

–  قوة البصر لدى العلق ضعيفة فهو يميز الضوء والظلام فقط، حتى يتجنب الضوء ويبتعد عن مصدره.

–  يمتلك العلق العديد من الخلايا الحسية المنتشرة على سطح جسمه، فيعتمد من خلالهم على حاسة اللمس والاهتزازات داخل الماء حتى يشعر بالإنسان عند نزوله الماء.

تاريخ العلق الطبي

– يرجع تاريخ العلاج بالعلق إلى مصر القديمة، فقد كانوا يعتقدون أن إراقة الدماء تعالج جميع المشاكل الصحية.

– تقوم العلق بسحب الدم الفاسد من الجسم حتى يشفي تماماً.

– كان يستخدم العلق منذ بداية الحضارة الإنسانية، لعلاج العديد من الأمراض، منها الجهاز العصبي، والأسنان والأمراض الجلدية، والالتهابات.

– يعتبر العلاج بالعلق الطبي في الكثير من الأحيان أفضل بديل لعلاج الأمراض.

العلاج بالعلق الطبي

– يستخدم 15 نوع فقط من العلق في الأغراض الطبية.

– العلق الطبي مازال يستخدم لعلاج الكثير من الأمراض، فهو يعتبر من العلاج الفعال لالتهاب المفاصل والالتهابات الأخرى.

– علاج مثالي لمن يعاني من أمراض الأوعية الدموية، وأمراض القلب والأمراض الدماغية وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الجهاز الهضمي والمسالك.

– أحياناً يستخدم العلاج بالعلق الطبي لمن يعانون من التهاب في الكبد وقرحة المعدة، والتهاب البنكرياس.

– يستخدم العلق في علاج أمراض النساء واضطرابات الجهاز البولي التناسلي.

– مفيد في علاج الأمراض الجلدية مثل الصدفية والهربس والأكزيما ، بالإضافة إلى علاج مشاكل العيون مثل المياه الزرقاء وأمراض الدماغ .

وظائف العلق الطبي

– تعمل علي سحب تجمعات الدم الزائد من تحت الجلد.

– تقوم بتزويد الجسم بفيتامين B12 الذي لا يتوفر في وجبة الدم.

– تمنع دخول أي نوع آخر من البكتيريا الضارة داخل الجسم.

– تستخرج منه لعابه مادة العلقين Hirudin والتي تدخل في صناعة أدوية مانعة لتجلط الدم.

– تفرز العلق مضادات لتجلط الدم فتسبب توسيع في الأوعية الدموية وبذلك يسري الدم في الأجزاء الملتهبة منها إلى الجسم.

– تقوم بإزالة الضغط الذي يحدث عند حدوث التجمع الدموي تحت الرقع الجلدية التي يتم تركيبها مكان الجلد.

– تقوم بهضم البروتينات المعقدة الموجودة في الدم وتقوم بتحويلها إلى مركبات بسيطة يمتصها العلق ويستفيد منها.

– تفرز بعض الإنزيمات التي تمنع تلف الدم من خلال الحفاظ على تخزين الدم داخل الحوصلة خلال فترة الصيام ولمدة 6 أشهر دون أن يتلف أو تقل كفاءته.

فوائد العلق الطبي

– يقوم بتنشيط نخاع العظم في إفراز خلايا جديدة .

– تستخدم مادة العلقين الموجودة بالعلق في صناعة الأدوية التي تعالج التهاب الأذن الوسطى.

– تستخدم مادة Vasodilator التي يفرزها العلق في صناعة أدوية توسيع الأوعية الدموية.

– يعالج حالات الإصابة بجلطات المخ، ويسرع من شفاء المريض خلال أيام.

الأمراض التي يعالجها العلق الطبي

– يعالج آلام فقرات الرقبة المزمن.

– يفيد في علاج أمراض الغدة الدرقية.

– تقوم بعلاج الذبحة الصدرية الحادة والمزمنة .

– تعالج الأمراض الروماتزمية والروماتويد.

– تقوم بعلاج الطنين المزمن في الآذان.

– يقوم بعلاج الجيوب الأنفية المزمنة .

– يعالج كل أنواع الالتهابات المختلفة في الجسم .

– ينقي الدم من الملوثات، ويقوم بتجديد خلايا الدم.

– يعالج أمراض الجهاز الليمفاوي، والتهاب الغدد الليمفاوية .

– يعالج حالات الصداع المزمن سواء صداع كلي أو نصفي .

تكاثر العلق الطبي

هذه الديدان خناث بمعنى وجود الأعضاء التناسلية الأنثوية والذكرية في داخل جسم الدودة الواحدة فكل دودة بها زوج من المبايض و9 أزواج من الخصيات ومع ذلك لا يتم الإخصاب الذاتي داخل الدودة الواحدة وذلك لاختلاف الاوقات بين إنتاج البويضات وإنتاج الحيوانات المنوية ولذلك لايتم الاخصاب الذاتي ولكن يحدث الإخصاب الخلطي وهو يعنى تبادل الحيوانات المنوية من دودة إلى دودة أخرى ثم بعد ذلك تخزن كل دودة الحيوانات المنوية في تركيب يسمى المستودعات المنوية ثم يحدث إخصاب للبويضات وتضعها الدودة الأم داخل شرنقة تغلفها بمادة مغذية تتغذى منها الصغار بعد الفقس وتحمل الأم الشرنقة في مقدمة جسمها وتسبح بها في الماء لتحميها وبعض أنواع العلقة تقوم الأم بتحريك تيار ماء خفيف فوق سطح الشرنقة حتى يصل إلى البيض داخل الشرنقة الكمية المناسبة من الأكسجين التي يحتاجها الجنين داخل البيضة. ثم تترك الصغار الشرنقة لتبدأ في اخذ أول وجبة دم من أي حيوان برمائي ثم بعد ذلك تمتص دم الإنسان عند نزوله الماء. ومن المعروف علميا أن التكاثر الذاتي يساعد على انتقال جميع الصفات الوراثية من الأم إلى الأبناء فلو كانت الأم تحمل بعض الصفات الوراثية السيئة فإنها تنتقل للأبناء أما التكاثر الخلطى يساعد على تبادل العوامل الوراثية من دودة خنثي لدودة أخرى وبالتالي يتم تجنب بعض الصفات الوراثية السيئة وظهور نسل قوي.

نظام العلق الطبي الغذائي

إمتصاص دم الإنسان

تصنف هذه الحيوانات أنها دموية التغذية فبمجرد نزول الإنسان ماء البركة أو البحيرة فإذا بالعلقة تشعر به وتقترب من أي جزء في جسمه وتبدأ بتثبيت الممص الأمامي ثم إدخال الفكوك الثلاثة المسننة والتي تحدث خدش ذو ثلاث شعب، ثم تقوم العلقة بعد ذلك بإفراز اللعاب الذي يحتوى على ثلاث مركبات كيمائية وهي:

  1. مادة Vasodilator وهذه المادة تعمل على توسيع الأوعية الدموية ليتدفق فيها الدم بسرعة.
  2. مادة Hirudin وهي مادة العلقين المانعة لتجلط الدم ومخدرة للألم.
  3. إنزيم Hyaluronidase وهو إنزيم يعمل على زيادة نفاذية الجلد.

وبمجرد إفراز هذه المركبات الثلاثة ينطلق تيار من الدم عبر الخدش الذي أحدثه في جلد الإنسان، وتبدأ العلقة في امتصاص الدم بفضل جدران البلعوم العضلية التي تقوم بشفط الدم، ومنها إلى تركيب الحوصلة حيث يتم تخزينه وهضمه، ومنها إلى المعدة فالأمعاء ثم المستقيم.

وتمتص الدودة ما بين 3 إلى 6 غرامات دم أي حوالي قدر وزنها 5 مرات.

امتناع العلقة عن امتصاص الدم

تستطيع العلقة الامتناع عن التغذية لمدة تصل إلى 6 شهور، لأن العلقة تأخذ كمية كبيرة من الدم تفوق وزنها 5 مرات، فتقوم بتخزينها في الحوصلة حيث يتم هضم هذه الكمية ببطئ شديد للاستفادة منها خلال فترة الصيام، وذلك لأنه قد لا يتوفر للعلقة أخذ وجبة دم يومية.

هضم بروتينات الدم المعقدة داخل الحوصلة

تملك العلقة نوعاً من البكتيريا التي تتواجد داخل حوصلة العلقة ولا تسبب لها أية أضرار، فبالعكس هي تقوم بعدة وظائف مفيدة للعلقة. ومن هذه الوظائف:

  1. تقوم بهضم البروتينات المعقدة الموجودة في الدم وتحولها إلى مركبات بسيطة يسهل للعلقة امتصاصها والاستفادة منها.
  2. تزود العلقة بفيتامين بي 12 الذي لا يتوفر في وجبة الدم.
  3. تمنع دخول أي نوع آخر من البكتيريا الضارة داخل جسم العلقة.
  4. تحافظ على تخزين الدم داخل الحوصلة خلال فترة الصيام لمدة 6 أشهر دون أن يتلف وذلك لإفرازها بعض الإنزيمات التي تمنع تلف الدم ويظل بكفاءته.