غزال دوركاس، والذي يُعرف أيضا باسم العفري وغزال الأريل، هو أحد أصغر أنواع الغزلان وأكثرها شيوعا حيث يتراوح علوّه بين 53 و 65 سنتيمترا (21 إلى 25.5 إنشات)، وطوله بين 80 و 110 سنتيمترات (2.7 إلى 3.6 إنشات)، ويزن ما بين 12 إلى 25 كيلوغراما (27 إلى 55 رطلا).

مواصفات غزال دوركاس

يتشابه غزال دوركاس في مظهره مع غزال الجبل، إلا أنه أصغر منه حجما ويمتلك أذنا أطول وقرون أكثر تقوسا، تنحني نحو الخارج ثم تعود لتتجه نحو الداخل، فالأمام عند طرفها العلويّ. تختلف ألوان السلالات المختلفة من هذه الغزلان بحسب اختلاف موطنها، فسلالة الصحراء الكبرى (G. d. osiris) تكون باهتة اللون بشكل كبير وتمتلك بطنا أبيض اللون يحده من الجهتين خطا بنيا وتكون الجبهة والوجه أدكن من باقي الجسد. وتكون السلالات من شمال الصحراء الكبرى أدكن بقليل وتمتلك خطوطا على الوجه، أما الجمهرات من فلسطين وحوض البحر الأحمر فتميل إلى كونها أقتم لونا من غيرها وأشدها ضربا إلى الحمرة. وقد تمت إبادة غزال دوركاس عبر معظم موطنه خلال القرن العشرين، إلا أنه استمر بالوجود في فلسطين حيث تعيش الآن جمهرة كبيرة يتراوح عدد أفرادها بين 1000 و 1500 رأسا في صحراء النقب ووادي عربة وتعتبر إسرائيل (فلسطين المحتلة) حاليا الأمل الأخير لبقاء هذه الغزلان بفضل العناية التي تحظى بها هناك. تعيش جمهرات كبيرة أخرى من هذه الحيوانات في السودان والقسم الجنوبي من الصحراء الشرقية بمصر.

موطن غزال دوركاس

تستوطن السلالات المتعددة لغزال دوركاس معظم شمال أفريقيا، شبه الجزيرة العربية، العراق، بعض أنحاء بلاد الشام، إيران، وصولا إلى شمالي الهند، لكن الدول التي تقطنها بالتحديد غير معروفة بالضبط، لذا فإن الموطن المفترض لهذه الحيوانات يشمل: الجزائر، بوركينا فاسو، تشاد، دجيبوتي، مصر، إريتريا، الحبشة، ليبيا، مالي، المغرب، النيجر، الصومال، السودان، تونس، الأردن، فلسطين، السعودية، سوريا، العراق، ولبنان.

تسكن هذه الغزلان الأراضي العشبية والسهوب في المغرب و جنوب لبنان و سوريا، الوديان في كل من فلسطين، ليبيا، شمال مصر، والأردن، بالإضافة إلى المناطق الجبليّة الصحراويّة وشبه الصحراويّة في الجزائر حيث تميل لتتفادى المناطق الرملية. يُقدّر عدد الغزلان الباقية في البرية من هذا النوع بما بين 35,000 إلى 40,000 غزالا.

سلوك غزال دوركاس

تعتبر غزلان دوركاس متأقلمة بشكل كبير للعيش في الصحراء فهي قد تمضي كل حياتها بدون أن تشرب وبدلا عن ذلك تحصل على كل العصارات التي تحتاجها من النباتات التي تقتات عليها، إلا أنها قد تشرب بحال توافر المياه كما وتستطيع هذه الغزلان احتمال درجات الحرارة العالية وبحال اشتداد الحرارة بشكل كبير جدا فإنها تنشط فقط في ساعات الفجر والغسق وخلال الليل، وفي المناطق التي تتعرض فيها إلى الصيد من قبل الإنسان فإنها تنشط فقط في الليل لتفادي الخطر بأكبر قدر ممكن. تقتات غزلان دوركاس على أوراق الأشجار والأزهار وبذور عدّة أصناف من شجر السنط بالإضافة إلى أوراق وغصينات وفاكهة العديد من الشجيرات، وغالبا ما تقف على قوائمها الخلفيّة للاقتيات على الأوراق المرتفعة وقد شوهدت بعد هطول الأمطار وهي تحفر في الأرض بحثا عن البصلات، وتقوى هذه الغزلان على العدو بسرعة 80 كيلومتر في الساعة وعندما تشعر بالخطر تقوم بهزّ ذيلها ومن ثم تقفز ورأسها مرتفع لتعلن للمفترس أنها قد شاهدته.

تكاثر غزال دوركاس

تعيش غزلان دوركاس في أزواج عندما تكون الظروف البيئيّة حولها قاسية، وعندما تكون الظرف أكثر ملائمة فهي تعيش في مجموعات تتألف من ذكر بالغ وعدّة إناث بالإضافة إلى بضعة صغار. وخلال موسم التزاوج تصبح الذكور مناطقيّة أي أن كل منها يستأثر بمنطقة محددة له يدافع عنها ضد غيره من الذكور ويقوم بتحديدها بعلامات من البراز، وفي معظم موطنها يحصل التناسل من شهر سبتمبر إلى نوفمبر وتمتد مدّة الحمل لفترة 6 أشهر يولد من بعدها خشفا واحدا إلا أن ولادة التوائم أمر يمكن حصوله بحسب أحد تقارير المراقبة من الجزائر. يكون الخشف كامل التكوين عند ولادته، حيث تكون عيناه مفتوحتين وفرائه مكتمل النمو، ويبدأ بمحاولة الوقوف بعد ساعة من الولادة قبل أن يبدأ بالرضاعة فورا، وخلال الأسبوعين الأولين من حياته يبقى الخشف قابعا في الأعشاب بلا حراك على مقربة من والدته ومن ثم يصبح قادرا على اللحاق بها ويبدأ بتناول الطعام الصلب، وخلال ثلاثة شهور يفطم الصغير بالكامل.

غزال دوركاس مهدد بالانقراض

تُصنف غزلان دوركاس على أنها مهددة بالانقراض بدرجة دنيا وفقا للقائمة الحمراء للإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة لعام 2003، كما تضعها الاتفاقية الدولية لحظر الإتجار بالأنواع المهددة بالمرتبة الثالثة بين الأنواع المهددة، أي أنها ليست مهددة بالانقراض على المستوى العالمي، ويُسمح للدول الأعضاء في هذه الاتفاقية بالإتجار بها ولكن بشرط توافؤ الأذن المناسب وتقديم شهادة منشأ مع أي من منتجاتها. تُصنف السلالة الماسيليّة على أنها مهددة بدرجة متوسطة وفقا لتصنيف الاتحاد العالمي. تمّ وصف ثلاثة سلالات من هذه الغزلان، ولكن مصداقية هذا التصنيف وانتشار هذه الحيوانات غير مؤكدة.

تناقصت أعداد غزلان دوركاس بشكل كبير عبر موطنه بشكل عام وفي الدول العربية بشكل خاص وذلك عائد بشكل رئيسيّ إلى الصيد الجائر والتمدن الذي يقلّص مساحة مسكنه على الدوام عبر استحداث الأراضي الزراعيّة ورعي الخراف والماعز المستأنس في موائله الطبيعيّة مما يعرّضه للتنافس معها، ويؤدي بالرعاة في بعض الأحيان إلى قتل الغزلان للتقليل من عدد الحيوانات المنافسة لمواشيهم. بالإضافة لذلك، يُشكل القنص لغرض الحصول على اللحم للغذاء، كما افتراس الكلاب الوحشية مشكلة كبيرة، إلا أن أكبر المخاطر التي تواجهها هو الصيد غير الشرعي وغير منضبط.

اعداء غزال دوركاس

تعتبر الفهود والنمور الا انها استاصلت من قسم كبير من موطنها، ومن المفترسات الأخرى: البج، عناق الأرض، الذئاب، والضباع المخططة. تفترس السنوريات الأصغر حجما، بالإضافة لبنات آوى، الثعالب، والعقبان، الأخشاف الصغيرة. يُعرف عن بعض غزلان دوركاس أنها تصبح خطيرة للغاية بحال حوصرت، فقد وردت عدّة تقارير تفيد بعدد من حالات الوفاة التي تسببت بها هذه الغزلان بعد أن حاصرها الصياد أو الحيوان المفترس.