من أهم المقولات الشهيرة لغروشو ماركس ، لن أنسى وجها أبدا و هي حقيقة فعلية ، أثبتها العلم و ذلك بسبب بعض العمليات في المخ .
تذكر الوجوه دون الأسماء
– يذكر ماركس أن ذاكرته الأسطورية يمكنها تذكر أي وجه قد قابله في حياته ، و حتى لو كان ذلك لمرة واحدة مما دعى البعض ليبحث في هذا الأمر .
– هذه القدرة لا تخص البشر فقط ، و لكن هناك بعض الحيوانات الاجتماعية يمكنه التعرف على غيرها من الحيوانات ، أو حتى على البشر من خلال وجوههم .
– و السبب في هذا الأمر يرجع إلى أن هناك آليات في دماغ الفرد ، تعمل على معالجة ملامح الوجوه و الاحتفاظ بنسخة منها بمجرد رؤيتها في يوم ما ، و هذه الألية من الممكن أن تسترجع الصور المحفوظة بسلاسة و سهولة فيما بعد ، و هذا يجعل تذكر الوجوه بدقة أمر سهل للغاية ، في حين أن تذكر الأسماء يتطلب جهد ذهني .
السبب وراء نسيان الأسماء
بعد العديد من الأبحاث التي قامت حول هذا الأمر استطاع ، كلا من العالم ليز أبرامز و دانيال ديفيس ، تم التوصل إلى السبب في النسيان للأسماء في حين تذكر الوجوه وهي كالاتي:
الأسماء الاعتباطية
و هذا يعني هناك العديد من الأسماء تشير إلى نفس الشئ في حين أن الأشخاص لا يحملن نفس الميزة بالمعنى الأدق أن الشخص يمكنه بمنتهي السهولة فور أن يسمع مثلا أن هناك تفاحة على المنضدة أن يتخيل شكل التفاحة في حين عند ذكر اسم شخص يصعب عليه تخيله .
الأسماء لا تحمل مرادفات
في الكثير من الأوقات عند حديثنا في أمر ما نجد أننا نود أن نقول كلمة معينة ، في حين عدم قدرتنا على تذكر هذه الكلمة التي كانت على ألسنتنا ، فنبدا بإحذار بدائل لغوية لتفي بالغرض ، و ذلك لأن تذكر هذا الأمر بشكل لحظي أمر غاية في الصعوبة ، أما بالنسبة لتذكر الأسماء ، فالصعوبة فيه تبدو أكثر بمراحل و ذلك لأن الأسماء لا يمكن استبداها ببدائل أخرى .
الأسماء المركبة
من أهم الأمور التي تجعل الأمر أصعب أن هناك بعض الأشخاص يحملون أكثر من اسم ، كلقب مثلا أو اسم شهرة فمثلا إن حاولنا تذكر اسم ممثل في فيلم ما ، فلا يمكننا أن نذكر اسم واحد فقط ليتذكره من يتحدث معنا .
أسباب نفسية في نسيان الأسماء
– من أهم الأسباب في نسيان الأسماء في حين تذكر الوجوه ، أننا في الكثير من الأوقات نشعر بالحرج أمام الغير ، في أننا لا يمكننا تذكر أسمائهم فنحاول جاهدين أن نعتصر ذاكرتنا ، لنتذكر الاسم مما يشكل ضغطا زائد على العمليات الدماغية ، و من ثم يصعب التذكر تماما و ربما بمجرد أن ينتهي الموقف ، تجد نفسك قد تذكرت الاسم بمنتهى السهولة .
– تعتبر فكرة نسيان أمر كان منذ ثواني على طرف ألسنتنا خطأ دماغي حسب ما يصفه أطباء النفس ، حيث يعتبرون أن هذا الأمر هو هفوات للذاكرة و لا يشكل أي ضرر على الإنسان .
– العمليات العقلية أمر معقد للغاية و يدخل في تفاصيله العديد من الأمور و التركيبات ، مما يجعل هذا التذكر أمر صعب ، فمثلا إذا تحدث أحد أصدقائك إليك عن خبر خطوبة زميلتكم خديجة التي تعمل في قسم المبيعات ، و في نفس اللحظة تذكر عقلك صورة فاطمة التي تعمل في قسم المشتريات ، فيننتهي المطاف بك إلى تركيب صورة فاطمة على اسم خديجة ، و مهما حاول البعض تصحيح هذا الخطأ فقد تهنئ فاطمة في نهاية اليوم .
اختلاط الأسماء و الأشخاص
في تجربة أجريت على بعض الأشخاص تم إلقاء عليهم سؤال كم حيوان كان في سفينة موسى ، و كان الرد اثنتين من كل حيوان ، و لم ينتبه البعض إلى أن صاحب السفينة هو سيدنا نوح و ليس سيدنا موسى ، و المغزى هنا هو أن كليهما أنبياء و كليهما اشتركا في العديد من الصفات ، مما سبب الاختلاط و هو أمر وارد جدا في عمليات الذاكرة .