يعرف التحقيق الأدبي على أنه هو القيام بنقل مجموعة من النصوص ، و ذلك بشكلها الصحيح مع الحرص الشديد على بيان الصواب منها ، و العمل دون تغييرها أو تبديلها أو تعديلها هذا بالمفهوم العام لها أما بالنسبة لتعريفها الأدبي الدقيق فهو تعني القيام بإخراج النص أو الكتاب بأسلوب دقيق للغاية مع بيان عنوانه و أسم من قام بكتابته أو تأليفه ، و أي معلومات أخرى هذا علاوة على المحافظة على كافة مكوناته مع الابتعاد عن الاجتهاد فيه سواء بالقيام بتغيير نصه الأصلي أو إضافة جملاً جديدة إلى جمله الأصلية أو أي عبارات من الممكن أن تعمل على إحداث أي تغيير في معناه الأصلي أو قد تؤدي إلى جعل النص الأدبي غير مطابق لما قد ورد عن مؤلفه أو حتى بعيداً عن رؤيته الأدبية له ، و يسمى الشخص الذي يقوم بعملية التحقيق الأدبي ( المحقق الأدبي ) ، و هو يحق له وذلك ضمن شروط معينة أن يقوم بتحقيق الكتاب أو النص الأدبي الذي أمامه مع مراعاة المحافظة على حقوق الملكية الفكرية والخاصة بالكتاب أو النص الأدبي هذا فمن ضمن هذه المهام التي يقوم بها المحقق الأدبي هي التعديل على اقتباس قام به الكاتب ، و لكنه أخطأ فيه بكلمة ما أو أنه لم يقم بكتابة ذلك المصدر الذي قد استعان به علاوة على اهتمام المحقق الأدبي بمتابعة تلك الأخطاء اللغوية إن وردت في النصوص ، و القيام بتعديلها بما يتناسب مع السياق الخاص بالنص حتى يصبح المعنى المقصود منه من الأساس بالنص صحيحاً ، و مفهوماً ، و واضحاً .

أهم الشروط الواجب توافرها في المحقق الأدبي :- يوجد عدداً من الشروط والصفات الواجب توافرها في ذلك الكاتب أو الفرد الذي يعمل كمحققاً أدبياً ، حيث ستساعده تلك الصفات بشكل عالي للغاية في قيامه بعمله ، و تجعله تتوافر لديه القدرة على القيام به بشكلاً سليماً ،  و صحيحاً ، و من بين تلك الصفات و الشروط  :-

أولاً :- توافر الخبرة الأدبية :– وهي تعني أن يكون المحقق الأدبي يمتلك المعرفة والمعلومات الأدبية واللغوية ، و التي تساعده بشكل عالي على معرفة أصول الكلمات وطبيعة المصطلحات التي يتم استخدامها في النصوص الأدبية بل وكيفية الصياغة الصحيحة والسليمة لها .

ثانياً :- صفة الأمانة :– و هي تعني أن يكون المحقق الأدبي شخصاً أميناً في عمله ، و يستطيع القيام به بشكل دقيق وصحيح دون أن يقوم بتغيير أي شيء فيه إلا في حالة وجود الضرورة الأدبية ، و اللغوية على القيام بذلك التغيير ، و الذي يراعي المحافظة على أصالة الكتاب أو النص الأدبي بل أنه يجب عليه في حالة قيامه بالتغيير أن يشير إلى ذلك التغيير الذي قام به .

ثالثاً :- صفة الصبر :- يستلزم في الأساس الاشتغال بمهنة المحقق الأدبي أن يتوافر فيه من يقوم بها صفة الصبر الشديد ، و ذلك راجعاً إلى طبيعة العمل ، و الذي يحتاج إلى صبر من جانب المحقق الأدبي ، و الذي سيكون عليه العمل على المخطوطات ذات الصفحات الكثيرة أو النصوص الأدبية العديدة ، و التأكد من صحتها من خلال قراءاتها بشكل جيد .

رابعاً :- أن يكون المحقق الأدبي هو ذلك الشخص الدارس والملم لكافة القواعد الخاصة بالتحقيق الأدبي ، و أن يقوم بالحرص على تطبيقها بأسلوبها السليم والصحيح .

مراحل التحقيق الأدبي :- يعتمد التحقيق الأدبي في الأساس على مجموعة من المراحل التي يعمل المحقق الأدبي على تحقيقها وتطبيقها في أثناء عمله و هي  :-

أولاً :- المرحلة النظرية :- وهي تعني تلك المرحلة التي تعمل على جمع النصوص الخاصة بالكتاب أو بالعمل الأدبي ، و عقد المقارنة بينها من أجل التأكد من صحتها و سلامتها ، حيث يجب في تلك المرحلة أن يعود المحقق الأدبي إلى الفهارس الخاصة بالكتاب من أجل القيام بمراجعتها و معرفة عدد الصفحات الخاصة بكل نسخة ، و القيام بمطابقتها مع لنسخة الأصلية .

ثانياً :- المرحلة العملية :– و هي تلك المرحلة التي يكون اعتمادها قائماً على التأكد من كافة المعلومات المتعلقة بالمؤلف ، و عنوان الكاتب ، و لذلك يجب أن يتأكد المحقق الأدبي من أن النسخ الأخرى من الكتاب أو العمل الأدبي هي مطابقة للنسخة الأصلية ، و ذلك بإسم المؤلف أو عنوان الكتاب و أي معلومات أخرى والتي يجب أن تكون موجودة في كل النسخ المطبوعة من العمل الأدبي .

ثالثاً :- مرحلة النشر :- و هي تلك المرحلة الأخيرة ، و التي يقوم فيها المحقق الأدبي بكتابة كل الإجراءات التي قام بها في أثناء قيامه بعمله الأدبي ، و هي مرحلة تشتمل على خلاصة المرحلتان السابقتان علاوة على إضافة مجموعة من الجداول التي تكون محتوية على الاقتباسات ، و المصادر ، و المراجع التي كان قد أعتمد عليها من جانب الكاتب أو المؤلف في أثناء القيام بتأليف العمل الأدبي ، و بعد انتهاء عمل المحقق الأدبي من كل تلك الخطوات يرسل نسخة الكتاب أو العمل الأدبي إلى المطبعة المسئولة من أجل القيام بتجهيزه للطبع ، و للنشر.