علم التاريخ هو ذلك العلم المختص بالأساس على دراسة وتسجيل وقائع الزمان من حيث التوقيت والموضوع ويعتمد ذلك العلم على الوقت والإنسان لما لهذان المكونان من مادة خاصة وهامة لأساس علم التاريخ ، حيث كان العرب قديماً لديهم شغف لمعرفة الأنساب و التاريخ ، حيث ظهر ذلك جلياً في تناولهم لموضوع الأنساب و التاريخ عن طريق الشعر و التغني به .
تعريف علم التاريخ :- هو أحد العلوم الإنسانية وهو في تعريفه يعني الرؤيا أو الرؤى القديمة الخاصة بالوقت الماضي أو هو سجل الأحداث التي قد دارت منذ أزمان بعيدة وحتى يومنا هذا أي أن شكلاً من أشكال الخبر ولكن بعد أن تطور تدريجياً على مدار الزمن ، و هو مثله كمثل باقي العلوم الإنسانية الأخرى فهو يستند على مجموعة من الحقائق العلمية الثابتة ، و ذلك من خلال الأدلة المرورية عن المكان أو الإنسان وهو علم مهمته الأساسية تأجيل الأحداث أو الوقائع الهامة التي جرت على الأرض سواء قبل الحياة البشرية أو بعد قدومها أي تلك الأحداث التي كان الإنسان طرفاً أساسياً فيها .
حيث يعتبر العلامة عبد الرحمن بن محمد بن خلدون هو أول من قام باستخدام تعبير التاريخ وكان يقصد به السرد و التسجيل لتلك الأحداث دون وجود رابط بينهما و أيضاً كان العالم الفرنسي فولتير أول من قام بصياغة مصطلح فلسفة التاريخ ، وذلك كان في الفترة الزمنية في القرن الثامن عشر أي أن العلماء المسلمون كانوا أول من قام بوضع النواة الأساسية لهذا العلم بل أنهم يعتبرون هم أول من قام بدعوة العالم الغربي الأوروبي بطرق عير مباشرة إلى أهمية الالتفات إلى التاريخ و فلسفته .
و علم التاريخ هو ذلك العلم الذي لا غنى عنه لهؤلاء الأشخاص متخذي القرار واضعي النهضة ، حيث أن التاريخ يصنع تلك القاعدة الصلبة التي يقومون بالانطلاق منها حيث شاؤوا ، أي أن تلك القاعدة ليست قاعدة خاصة بالماضي بل هي قاعدة خاصة بالحاضر هامة و أساسية لفهم الحراك النهوضي القائم ، و الذي سيأتي في المستقبل .
أهمية علم التاريخ :-
أولاً :- يقوم علم التاريخ بعمل التصور الدقيق ، و الواضح عن العالم القديم ، و تجاربه التي مر بها الإنسان و بالتالي تعد تلك الدراسة التي يقدمها علم التاريخ هي من أحد أهم أبواب تجنب الأخطاء التي وقع بها الإنسان قديماً ، و التي كانت سبباً في جر الويلات و الدمار و الهلاك له .
ثانياً :- علم التاريخ هو عبارة عن تلك الدروس و العبر الماضية التي هي تفيد الإنسان في عملية تخطيطه للمستقبل ، حيث أن يكون عند معرفته سيرة الحضارات السابقة ودراسته لعوامل قيامها و ازدهارها ، و ماهي أسباب دمارها وزوالها يتمكن من اختصار العديد من التجارب والأخطاء التي وقع بها الإنسان في الماضي .
ثالثاً :- علم التاريخ هو أحد تلك العلوم الإنسانية الهامة في جعل الإنسان مرتبطاً بأجداده و بأصوله التي هو عبارة عن امتداد لها و التاريخ الإسلامي هو خير مثال على ذلك فعند الوقوف لدراسة السيرة الكريمة نستطيع استخلاص العبر و الدروس من حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، ومعرفة الأحداث و الوقائع و الغزوات التي وقعت في الزمن الإسلامي الأول ، و ما لذلك من مصادر أساسية من مصادر التشريع في الدين الإسلامي ، و هي الحديث النبوي الشريف ، و الذي هو عبارة عن تلك الأقوال و الأفعال التي قد أقر فعلها الرسول صلى الله عليه و سلم .
رابعاً :- علم التاريخ هو ذلك العلم القائم على حفظ التراث الخاص بالأمم و الحضارات ، حيث أن كثيراً من مظاهر التراث ، والمفاهيم الخاصة بحفظه و إبرازه بالشكل الذي ميز تلك الدولة أو المجتمع .
خامساً :- يعد علم التاريخ هو أساس للقيام بتحليل الوثائق التاريخية ، و ذلك من أجل الوصول إلى نتائج سليمة وصحيحة تعمل على مساعدة العلماء ، و الباحثين إلى الوصول إلى العديد من من الاكتشافات التاريخية القديمة ، حيث تعد دراسة علم التاريخ من أحد أهم تلك الأساليب الموثوق بها و التي يعتمد عليها بالأخص من الآثار الخاصة بالحضارات في علوم الآثار و المستكشفون في الوصول اكشف الكثير من الآثار الخاصة بالحضارات الإنسانية القديمة وفك طلاسمها و ألغازها .