مما لا يوجد فيه شك أن ميقات السيل هو قرن المنازل، وإن الاختلاف حدث في أنه ميقات لأهل الطائف أو لأهل المدينة، ولكن المقصود أن الميقات الذي كان في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم يطلق على المكان الخاص بالإحرام، وجاء في مجموعة من الكتب أن السيل هو ميقات أهل نجد أما وادي محرم هو ميقات أهل الطائف، كما أنه تم ذكر أن قرن المنازل هو الذي يطلق عليه في وقتنا هذا السيل الكبير ، كما يتم ايضا احرام المراة من الميقات.
في الحديث الصحيح عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: (الإحرام من مواقيت خمسة وقّتها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا ينبغي لحاج ولا لمعتمر أن يحرم قبلها ولا بعدها، وقّت لأهلّ المدينة ذا الحليفة، وهو مسجد الشجرة يصلِّي فيه ويفرض الحجّ، ووقّت لأهل الشام الجحفة، ووقّت لأهل النجد العقيق، ووقّت لأهل الطائف قرن المنازل، ووقّت لأهل اليمن يلملم، ولا ينبغي لأحد أن يرغب عن مواقيت رسول الله صلّى الله عليه وآله).
السيل الكبير
– يعتبر قرن المنازل هو قرية موجودة في أسفل وادي قرن المنازل والتي يوجد على الطريق بين مكة والطائف، ويتضح من البلادي في أودية مكة أن وادي قرن المنازل مكانه بين وادي قرن من الجنوب ووادي بعج من الشمال، كما أن وادي السيل يبعد عن مكة بمسافة قدرها 78 متر وذلك من بطن الوادي، ويبعد بمسافة 75 كيلو من المكان الذي يقوم المعتمرين بالإحرام منه.
– وذكر البلادي أن قرن المنازل والذي يطلق عليه في الوقت الحالي اسم السيل، هو عبارة عن بلد عامرة على الطريق بين كلا من مكة والطائف والذي يمر على النخلة اليمانية، ومر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف، وحتى الآن يطلق على واديها قرنا.
– وموقع النخلة اليمانية هو في غرب قرن، بينه وبين يدعان، حيث يصب يدعان فيها من ناحية الغرب، وهي تقوم بالصب في قرن، كما أن وادي دحنا يصب من الشرق، وطريق طائف الذي يمر بالسيل يمر على الشرايع، وبعد ذلك يدعان، ثم النخلة اليمانية، وأخيرا السيل.
وادي محرم
– يعتبر وداي محرم هو المكان الذي يقوم الحجاج المارين بالهدا بالإحرام منه، حيث يسيل من الجبال التي تقع بين جبال غفار من ناحية الغرب وجبل الغمير من ناحية الشرق، كما أنه يقع في جنوب وادي قرن في لحف جبل كرا، ويأتي بعده وادي قرن من ناحي الشمال، ومن ناحية الجنوب وادي الغدير، ويقع وادي مسرة في ناحية الجنوب الشرقي ثم بعده الطائف، كما تقع قرية الهدى من ناحية الغرب على الطريق إلى مكة.
– كما يظهر من البعض أن وادي محرم يعتبر أعلى وادي قرن، ويعتبر قرن المنازل أسفله، والطريق الخاص به يمر بجبل كرا وبعده وادي نعمان ثم بعد ذلك عرفات، كما سيتم معرفته في التحدث عن الطرق الطائف إلى مكة.
القرائن التي تحدد قرن المنازل
سنبدأ الآن في ذكر القرائن التي يتم الاستفادة منها في تحديد مكان قرن المنازل:
أقوال المحققين والعلماء في أن قرن المنازل هو نفسه السيل
– رشدي صالح ملحس: تقع قرن المنازل في الطريق الخاص بنجد واليمن من ناحية السراة ويطلق عليها اليوم السيل.
– ومما ذكر يتضح أن قرن المنازل هو الواقع قرب النخلة اليمانية أو فيها، ويستحيل أن يكون هو نفسه الواقع في وادي محرم، حيث أنه بعيد عن النخلة اليمانية التي تقع في شمال مكة المكرية شرق حنين على طريق العراق، والسيل الكبير هو الذي يقع في الطريق الخاص بالنخلة اليمانية والتي تقع بينه وبين شرق حنين.
النخلة الشامية
قال أبو زيد الكلابي: هي ذات عرق، وأما أعلى نخلة ذات عرق فهي لبني سعد بن بكر، الذين أرضعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي كثيرة النخل وأسفلها بستان ابن عامر، وأخرها أوطاس.
النخلة اليمانية
قال أبو زيد الكلابي: إحدى النخلتين يجتمع فيها حاج اليمن وأهل نجد، ومن جاء من قبل الخط وعمان وهجر ويبرين، فيجتمع حاجهم بالبوباءة وهي أعلى نخلة، ومنها الزيمة وسولة، قال محمد بن إبراهيم بن قرية: مرتعي من بلاد نخلة بالصيف باكناف سولة والزيمة.
حيث أن النخلة الشامية مكانها هو شمال شرق مكة المكرمة وشمال غرب مدينة الطائف، وهي تعد ملتقى وادي الزرقاء بوادي بعج، ويطلق عليها وادي المضيق، كما يطلق عليها أيضا وادي الليمون نظرا لكثرة الليمون بها، أما النخلة اليمانية فتلتقى بها من الجنوب الشرقي وتحديدا من أسفل جبل داءة، ويطلق عليها وادي الزبارة، كما تأخذ النخلة اليمانية المساقط الشمالي الخاصة بها من وادي الخر أعلاها من البهيتة بالقرب من السيل، ويمر عبرها الطريق القديم للطائف، فيأخذ حنين ثم يدعان، وهو طريق نجد أيضا ثم نخلة وبعد ذلك قرن المنازل، مع العلم أن المضيق يبعد عن مكة المكرمة ما يقرب من 54 كيلو متر من خلال طريق حاج العراق.