الكعبة هي بيت الله الحرام ، في قلب مكة المكرمة ، وهي القبلة التي يحج إليها الناس والملائكة والأنبياء منذ أقدم العهود التاريخية ، فهي أقدم بيت وضعه الله عز وجل للناس ، وقد كان أهل مكة يعظمون هذا البيت حتى أنهم لم يكونوا يستطيلون عليه في البناء ، كما كانوا يبنون بيوتهم على الشكل الدائري تعظيما لرباعية الكعبة ، وأول من بنى بيت مربع في مكة هو حميد بن زهير ، فخافت قريس وقالت ربع حميد بن زهير بيتا فإما حياة وإما موتا .

بنيت الكعبة المشرفة على سبعة وعشرين مدماكا من الصخور الجبلية ويقال أن ابراهيم عليه السلام بني الكعبة من صخور من خمسة جبال هي حراء ، ثبير ، الخير ولبنان وهي من جبال مكة وجبل الطور بصحراء سيناء شرق مصر ، وتعددت أسماء الكعبة المشرفة سواء التي وردت في القرآن الكريم أو غيرها مثل قادس ، ناذر والقرية القديمة .

شعر في مدح الكعبة المشرفة

لعز الدين عبد السلام بن غانم المقدسي المتوفى سنة 678 هجرية

فَـوَلِّ بِـوْجْهِـكَ الْحَسَنِ الْمُفَــدَّى *** إِلَـيْـهَـا حَـيْـثُ وَجَّهْـتَ اتِّجَاهَــا

فَـإِنَّ أَبَاكَ إِبْرَاهِـيـمَ قِـدْمــــاً *** لِأَجْــلِ رِضَــاكَ عَنَّـا  قَدْ بَنَاهَــا

وَإِسْـمَـاعِـيلَ طَافَ بِهَا، ولَبَّــى، *** وَطَـهَّــرَهَـا لِمُشْتَـــاقٍ أَتَاهَـــا

هُوَ الْبَـلَـدُ الْأَمِيـنُ وأَنْـتَ حِــلٌّ *** فَـطَـأْهَـا يَـا أَمِـينُ ! فَأَنْتَ طَـــهَ

وَ لَــوْلَا أَنْــتَ حَلَّ فِي ذُرَاهَـا  *** لَـمَـا شَرُفَـتْ ولَا حُمِيـَتْ حِمَاهَـــا

تَوَجَّـهْ حَـيْـثُ كُنْتَ لَهَا وكَبِّــرْ  *** وَ لَا تَـعْـدِلْ إِلَــى شَيْءٍ سِـوَاهَــا

وَ وَجْــهُ اللهِ قِـبْلَـةُ كُلِّ قَلْــبٍ  *** لِـمَـنْ شَـهِـدَ الْحَقِيقَةَ واجْتَـلَاهَـــا

وَ هَـذَا الْبَـيْتُ بَيْتُ اللهِ بُشْـــرَى *** لِـنَـفْـسٍ فِـيهِ قَــدْ بَلَغَتْ مُنَاهَــا

وَ هَـذَا الْحِجْرُ والْحَجَـرُ الْمُفَـدـَّى *** وَزَمْــزَمُ والْحَطِيـمُ ومَا زَهَاهَــــا

فَهَلِّـلْ عِنْـدَ مَشْهَـدِهَا  كِفَاحـــاً *** وَ زَمْـزِمْ عِنْـدَ زَمْزَمِــهِ شِفَاهَــا

فَهَذَا الْفَخْرُ إِنْ حَاوَلْتَ فَخْـــــراً *** وَ هَذَا الْجَاهُ إِنْ حَاوَلْــتَ جَـاهَـــا

فَـيَـا حُجَّـاجَ بَيْتِ اللهِ طُوفُـــوا *** بِكَعْبَتِـهَـا ولَبُّــوا فِــي ذُرَاهَـــا

فَطُـوبَـى  ثُمَّ طُوبَى ثُمَّ طُوبَــى *** لِـنَـفْسٍ فِـي مِنـىً بَلَغَـتْ مُنَاهَـــا

فَـقُـلْ لِلسَّـالِكِيـنَ  بِكُلِّ فَــجٍّ *** لَكُــمْ ثَــجٌّ وعَـجٌّ قَـدْ تَنَـاهَـــا

فَـلَـيْـسَ الْحَـجَّ إِدْلَاجٌ ومَسِيــرٌ *** وَ لَا قَطْـعُ الْمَـرَاحِـلِ فِي سُرَاهَـــا

وَلَيْــسَ النُّسْكَ تَقْصِيرٌ وحَلْـــقٌ *** وَسَعْــيٌ ثُــمَّ بِـالتَّجْرِيدِ بَـاهَـى

وَلَا يُجْدِي سِوَى الْإِخْلَاصِ حَقّـــاً *** وَنِيَّـتِـهِ الَّـتِــي فِيــهِ نَوَاهَــا

وَإِقْـلَاعٍ عَـنِ الْعِصْيَانِ جَمْعاً *** وَتَـجْـرِيــدٍ لِنَفْـسِكَ عَنْ هَوَاهَــا

وَإِرْفَـاقٍ وإِنْـفَـاقٍ وبَـــــذْلٍ *** لِـذِي الْحَـاجَــاتِ مِمَّا قَدْ عَرَاهَــا

وَتَـقْـوَى اللهِ أَفْضَـــلُ كُلِّ زَادٍ *** لِـنَـفْـسٍ بِالتُّـقَى عَرَفَتْ هُدَاهَــا

فَقُلْ بِلِسَانِ عَزْمِكَ فِي رُبَاهَــــا *** إِذَا شَاهَــدْتَ فِي الْمَعْنَـى سَنَاهَـــا:

إِلَيْكَ شَـدَدْتُ يَـا مَوْلَايَ رَحْــلِي *** وَجِئْـتُ ومُهْجَتِـي تَشْكُو ظَمَاهَــا

وَهَا أَنَـا جَـارُ بَيْتِكَ يَا رَجَــائِي *** وَبِالْأَسْـتَـارِ مُمْتَسِــكٌ عُـرَاهَـــا

وَلِلْجِيـرَانِ والضِّيفَـانِ حَــــقٌّ *** عَلَـى الْجَـارِ الْكَــرِيمِ إِذَا دَعَاهَــا

وَهَـا ضِيفَـانُ بَيْتِكَ يَـــا حَبِيبِي *** وَتَــرْجُو أَنَّ فَضْلَـكَ مِـنْ قِرَاهَــا

عَلَى أَبْوَابِ جُـودِكَ يَــا إِلَـهِي17 *** رِجَالُ الْوَصْلِ قَـدْ أَلْقَــتْ عَصَاهَــا

تَمُـدُّ أَكُفَّــهَـا بِالذِّكْرِ فَقْــــراً *** إِلَيْكَ وأَنْتَ تَعْلَـمُ مَـا دَهَـاهَـــا

بِهَــا دَاءٌ ولَيْـسَ لَــــهُ دَوَاءٌ *** سِـوَى مَــا فِـي وِصَالِكَ مِنْ شِفَاهَـا

إِلَيْكَ شَفِيعُنَا الْهَادِي الْمُفَـــــدَّى *** وَمَــنْ قـَــدْ حَلَّ جَهْراً فِي حِمَاهَـا

شَفِيعُ الْخَلْقِ يَـوْمَ الْحَشْرِ حَقـــّاً *** رَسُولُ اللهِ أَقْــوَى النَّـــاسِ جَاهـَـا

عَلَيْهِ مِنَ الْمُهَيْمِــــنِ كُلَّ وَقْـتٍ *** صَلَاةٌ غَيـْــرُ مُنْحَصِرٍ مَــدَاهَـــا

كلمات في حب مكة

أحبك يا مكة حينما أكون في حالة بها أتطهر من ذنوب لا يغفرها إلا رب العباد وبين جنباتك تقرب مسافات الغفران.

أحبك يا مكة حينما أهم بمعصية فأذكر أنني بمكان طاهر لا ينبغي فيه أن يعصي العبد ربه أشد من غيره من الأمكنة حينها أكف عن معصيتي.

أحبك يا مكة حينما تفتح لي مسافات الحب والتآلف بيني وبين إخواني، حينما أكون في طاعة وأنتهي من أدائها فأجد المهنئين والمباركين، والفرحين وكأنهم هم من قاموا بتلك الطاعة أحب تلك الفرحة وذلك الإحساس.

أحبك يا مكة حينما أجد نفسي مشتاقا لفرج هم فاذكر أنني بمكان يسهل فيه أن يفرج عن العبد المهموم فيناجي المهموم مولاه، فاذهب إلى تلك البقاع الطاهرة بيسر وسهولة فيالها من نعمة عظيمة.

أحبك يا مكة حينما أشتاق إلى الري، حينما أكون ظمئانا فلا أجد ري أناملي إلا بزمزمك بين جنباتك فأذهب وأرتشف أجمل رشفات تروي ظمأ المحب.

أحبك يا مكة حينما أكون محتاجاً لنيل أمر ما لكنني أحتاج لسبب قوي يعينني على ذلك مع يقين برب العباد فأذهب إلى أطهر ما فيك إلى أحب البقاع إلى رب البقاع إلى البيت الحرام فأرفع يدي إلى رب رحيم رؤوف فلا ترجع خائبة مكسورة.

أحبك يا مكة حينما يجتمع معك وأنت المكان الطاهر زمان طاهر بل أزمنة طاهرة فيها صيام وصلاة وقيام وتلاوة واعتمار وحج وصدقة وزكاة وذبح لرب العباد فأي نعم تضاهي تلك النعم.

أحبك يا مكة حينما أنام وأصحو وأنا أعلم يقينا أنني نمت في مكان طاهر وصحوت في مكان طاهر حينما آكل وأشرب وأتنفس حول ذلك الطعام والشراب أجمل أنفاس تكون إنّها رياحين البيت الحرام.

أحبك يا مكة أحب تلك الأماكن التي لطالما رتعت فيها جريت لعبت ضحكت تبسمت، آهٍ ما أقساها الغربة لكنها فيك يا مكة قربة وليست كربة.

أحبك يا مكة حينما أدخل أي مسجد بين جنباتك فأجد تلك الوجوه النيرة، تلك العيون الطاهرة تلك الوجوه البريئة تحمل ذلك الكتاب الطاهر الصادق يلتفون حول معلم حريص ناصح أمين يعلمهم كتاب ربهم.

نعم نحب بلادنا لكننا عشقناك بحب بدين بشوق بلهفة كأشد ما يكون الحب والشوق واللهفة للمحبوب.

أحبك يا مكة ولا أرضى بك بدلا منك إلى الجنان بإذن الله الكريم المنان.

عبارات في مكة

أهوى أرضك وسماءك زائريك وأبناءك أحب نجوم سمائك وهي تزهو على كل نجوم الدنيا بأنّها في سماك.

شوارعك، حواريك، آآآهٍ منك أحب الحياة فيك ،نغيب نغيب ونلتقي فيك.

نشتاق لبلادنا، فنبحث عنها في القرى، فنجدها تأتم بك يا أم القرى.

كم ألهمتني جبالك كم ألهبني جلالك كم هان عندي حالي من سروري بحالك.

أحب فيك زمزم وإن سألوني عن حبها، قلت لهم : الحب عندي زمزم بل زمزم هي الحب ،ولست بغيرها أطعم حبيبتي زمزم فحسب.

أحب فيك المَقام والرُّكن وفي ساحاتك يحلو الجلوس والرَّكن.

الشوق لمكة المكرمة وبيت الله الحرام لا يعادله شوق ولا توازيه محبة، فمن استنشق هواءها، يظل ريحها معلقاً به، لا يمكن نسيان جمالها وكلما حل مساء معلنا انقضاء نهار يوم ودخول ليله، وبزوغ فجر وشروق شمس، توجهت الأبصار، ولهثت الألسن داعية، لبيك يا مكة الخير.

مكّة قبلة المسلمين شمس الدين الحصن الحصين

عشق العاشقين طمأنينة وسكينة حفظ الله البلد الحرام أم القرى.

قالوا متى أمّ القرى نلقاكِ الشوقُ يعصرنا لطيبِ ثراكِ.

شُدّتْ إلى البيت العتيقِ رحالُهم الروحُ قبل الأضحياتِ فداك.ِ

وأمُّ القُرى نُورٌ وبكةُ بهجةٌ ومَكَّةُ خَيْرٌ شَامِلٌ ومُعَمَّم.ُ

وهذا الحبّ اغرقني اشتياقا فمن في حب مكّة قد يُلامَ.

فيآ من رآح مشتاقاً إليهآ تذكرني وآقرئها السلامَ.

أعزّ بلادِ الله في الأرض موطناً ومولدُ خيرِ الأنبياءِ محمد.

لمكةَ يشتاقُ الفؤادُ المتيَّمُ وتهفُو إليها الرُّوحُ والقلبُ والدَّم.

غنّيتُ مكة أهلها الصيدَ والعيد يملأ أضلعي عيداً.

يا قارئ القرآن  صلِّ له أهلي هناك وطيب البيداً.

دار التُّقى وَمحمدٌ مِنها أَتى وَالمنبعُ القُدسيُّ مِنها يطلعُ وكتابُ ربِّي أَشرقت آياتهُ في مكةِ الأَمجادِ نورٌ يلمع.

كم أنت جميلة يا مكة، بوجود بيت الله الحرام على ترابك، وكم أنت جاذبة بجبالك: النور، والثور والرحمة وغيرها، وكم أقول، وكم أروي، فالكلمات تعجر، واللسان يصمت.

أقوال في مكة

أنا الجار جار الله مكة مركزي

ومضرب أوتادي ومعقد أطنابي

وما كان إلا زورة نهضتني

إلي بلاد بها أوطان أهلي وأحبابي

كررت إلى بطحاء مكة راجعا

كأني أبو شبلين كر إلى الغاب

فقل لملوك الأرض يلهوا ويلعبوا

فذلك لهوي ما حييت وتلعابي

تجلى لنا الميلاد نورا مجسما

واضحى اسم طه يملأ الأرض والسما

سرى نوره في الكائنات فأشرقت

واسفر في وجه الدجى فتبسما

وشرف ارضا كان مولده بها

وناهيك بيت الله بيتا محرما

وكرمها اذ كان مبعثه بها

يُطلُّ على الآفاق دِينا مُعظما

بلادٌ حباها الله أمنا وكعبةً

يُصلّيِ إليها الناس فرضا مُحَتما

وآياتها ما دام للناس قِبلةٌ

بها بيناتٌ تَنثُرُ الأفق أَنجما

مقام خليل الله فيها محجبا

ومشربُ اسماعيل من بئر زمزما

ومَنْ أَمها مِنْ اي قُطرٍ وبلدةٍ

ومرَّ على ميقات لبَّى وأحرما

وفيها نزول الوحي أولُ سورةٍ

بها اقرأْ ويا مدثرُ اصدع لِيُعلما

الوسوم
الكعبة