التعليم في المملكة شهد تطور ونهضة كبيرة خلال السنوات الماضية، حيث حظى برعاية خاصة من الملك عبد العزيز رحمه الله عليه، ومن بعده أبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، والملك عبد الله رحمة الله عليهم، وأخيرًا في عهد صاحب السمو الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه، الذي في عهده تطور التعليم بشكل ملحوظ، وفي السطور التالية نعرض لكم أهم الإنجازات والمعالم التي تحققت في التعليم ومراحل تطوره خلال عهد ملوك المملكة.
التعليم في المملكة العربية السعودية قديما
عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب
كانت الحياة العلمية والتعليمية قبل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ضعيفة للغاية، فكان التعليم يقتصر فقط على المدن الكبيرة، وكان العلماء والقضاة منفصلون عن حياة الناس مما زاد من انتشار البدع والخرفات، لذلك اتفق الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عام 1157هـ مع الإمام محمد بن سعود على بداية فتح ديني وسياسي، وإلزام تعليمي لأساسيات الدين، واستمر هذا الاتفاق حتى حدثت بعض النكسات في الحياة السياسية بالمملكة، والتي انتهت بسقوط الدرعية عام 1234هـ، ثم في عام 1319هـ استعاد الملك عبد العزيز مدينة الرياض وكانت هذه هي بداية انطلاق العملية التعليمية الأقوى، فعمل على إنشاء مدينة المعارف في عام 1344هـ.
التعليم في عهد الملك عبد العزيز
قام الملك عبد العزيز بأعمال كثيرة في محاولة نشر العلم والمعرفة بين الناس ومن تلك الجهود المبذولة التالي:
– نظام الهجر: وذلك في عام 1330هـ ويهدف هذا النظام إلى توطين البدو، من أجل تعليمهم، وجمعهم على التعاون في الخير، فأعتبر مشروعا تعليميا فريدا.
– إنشاء مديرية المعارف: تم إنشاء مديرية المعارف في عام 11344هـ والتي اعتبرت حجر الأساس للنظام التعليمي الحديث، وتم إنشاءها من أجل الإشراف على كافة المدارس الموجودة بالمملكة، ومتابعة سير العملية التعليمية فيها.
– تغيير نمط التعليم في المسجد الحرام: في عام 1345هـ صدر أمر ملكي بإنشاء لجنة للإشراف على الدروس التعليمية التي تتواجد في الحرم المكي من أجل انتقاء الكتب النافعة، واختيار الأساتذة.
– تأسيس المعهد العلمي السعودي: في عام 1345هـ تأسس المعهد العلمي، وكانت أهدافه تخريج معلمين للمدارس الابتدائية واستمر حتى عام 1345هـ، ثم أحل محله معاهد إعداد المعلمين.
– تشكيل مجلس المعارف: تم أنشاءه في عام 1346هـ وكان الهدف منه وضع نظام تعليمي في الحجاز.
– إنشاء مدرسة الأمراء: تم إنشاءها في عام 1345هـ وتعتبر من أفضل التجارب المميزة حيث خصصت لتعليم الملك وأحفاده، وتم اختيار لهم معلمين أكفاء.
– إنشاء مدرسة تحضير البعثات: تم إنشاءها في عام 1356هـ وهي أول مدرسة ثانوية بالمفهوم الحديث، وعملت على تحضير الطلاب للبعثات التي تذهب إلى خارج المملكة.
– إنشاء دار التوحيد: تم إنشاءها في عام 1364هـ وهي خاصة بتخريج قضاة للمحاكم الشرعية، وقامت الدولة بإعاشة الطلاب.
– كلية الشريعة: في عام 1396هـ تم افتتاح كلية الشريعة في مكة المكرمة، وكان الهدف منها هو تخريج معلمين للمدارس الثانوية، وفي عام 1373هـ تم افتتاح كلية مماثلة بالرياض.
– المعاهد العلمية: تم افتتاح العديد من المعاهد العلمية في مكة، والرياض، وكان الهدف منها التوسع في العلوم الدينية لتكون بديلا عن الكتاتيب.
التعليم في عهد الملك سعود
شهدت فترة الملك سعود نهضة كبيرة في التعليم، حيث تم خلالها تطوير وإنشاء العديد من المراكز التعليمية مثل:
– إنشاء وزارة المعارف: تم إنشاءها في عام 1373هـ وكانت تطويرا لمديرية المعارف، وقد تم السند إليها التخطيط والإشراف على التعليم العام للبنين في مراحلة الثلاث.
– إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات: وذلك في عام 1380هـ وتم اختيار الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مشرفا على تعليم البنات في جميع أنحاء المملكة.
– إنشاء جامعة الملك سعود: تم إنشاءها في عام 1377هـ، وتعتبر هي التاريخ الحقيقي لبداية التعليم الجامعي بالمملكة.
– إنشاء الجامعة الإسلامية: تم إنشاءها في عام 1381هـ في المدينة المنورة، واحتوت على كلية الشريعة، ثم تم التوسع بها لتحتوي على تخصصات اللغة العربية.
– جامعة الإمام محمد بن سعود: تم افتتاحها في عام 1373هـ في مدينة الرياض، ثم أنشأ بها كلية اللغة العربية، ثم المعهد العالي للقضاء.
– إنشاء معهد الإدارة: في عام 1380هـ من أجل تخريج شباب قادر على إدارة الأجهزة الحكومية والإسهام في التطوير الإداري.
– إنشاء معاهد المعلمين الثانوية: تم إنشاءها في عام 1381هـ من أجل تثقيف الخرجين واعددهم بشكل أقوى.
– إنشاء كلية البترول والمعادن: تم ذلك في عام 1383هـ ثم في عام 1395هـ تحولت إلى جامعة ثم في عام 1407هـ تم تعديل أسمها إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
– إنشاء كلية الملك عبد العزيز الحربية: تم ذلك في عام 1374هـ في مدينة الرياض، وقام بالإشراف عليها وزارة الدفاع والطيران.
– إنشاء كلية القيادة والأركان: في عام 1388هـ تم تحويل معهد الضباط العظام إلى كلية الإدارة الأركان.
التعليم في المملكة العربية السعودية حديثا
التعليم في عهد الملك عبد الله
تطور التعليم في عهد الملك عبد الله بشكل كبير، فحصل على جائزة اليونسكو عام 1999م لتميزه في تعليم الكبار، وعمل على إنشاء ثلاث جامعات هما جامعة جازان، وجامعة حائل، وجامعة الجوف، وقام بإصدار أمر ملكي بتخصيص 30 مليار ريال من أجل تنفيذ المرحلة الثانية من عملية تطوير وتحسين التعليم على مدي خمس أعوام، وخصص للاتي:
– تخصيص مبلغ أربعة مليارات ريال لمباني مدارس وزارة التربية والتعليم.
– تخصيص مبلغ أربعة مليارات ريال لمباني الجامعات والكليات الجديدة بوزارة التعليم العالي.
– تخصيص مبلغ ملياري ريال ونصف المليار لمشاريع مباني التعليم الفني والتدريب المهني.
– إنشاء جامعتين في تبوك والباحة عام 1427هـ.
التعليم في عهد الملك سلمان
شهد التعليم في عهد الملك سليمان تطورا عصريا ليلائم متطلبات السوق والتطور التكنولوجي الهائل، لذلك نجده قد قام بالعديد من الإصلاحات التعليمية التي نذكرها في التالي:
– عمل على دمج التعليم الجامعي مع التعليم العام في وزارة واحدة.
– إنشاء مشروع تنمية الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس.
– دعم إنشاء مراكز للتميز العلمي والبحثي في الجامعات.
– الإسهام مع الجامعات في دعم الجمعيات العلمية.
– إنشاء برنامج “وظيفتك وبعثتك” للابتعاث للجامعات المرموقة في الدول الغربية.
– تطوير مراكز البحث العلمي حيث قام بإنشاء وادي الظهران للتقنية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومشروع كسب بجامعة الملك سعود، ومشروع الحديقة العلمية بجامعة الملك عبد العزيز.
– تنفيذ 1422 مشروع من المشاريع التعليمية خلال عامين فقط، تزيد قدرتهم الاستيعابية للطلاب عن 700 ألف طالب وطالبة.