إن حظر استيراد الفراولة من بعض الدول انتشر لاسيما في الفترة الأخيرة، حيث منعت بعض الدول مثل المملكة استيراد الفراولة، بسبب بعض المشاكل التي اكتشفتها في الشحنة، وكان ذلك في يوليو 2017، حيث اكتشفت المملكة أن شحنة الفراولة المستوردة بها بقايا مبيدات وآفات زراعية، مما منعت دخولها للبلاد .
الفراولة في قفص الاتهام
تعد الفراولة من أكثر الفاكهة التي يمنع استيرادها، نتيجة لعدة أسباب، حيث أن الفراولة من أكثر الفواكه التي يتم استخدام مبيدات ومواد كيميائية عليها، وبالتالي فإذا كانت هذه المبيدات فوق الحد المسموح به فإن استيرادها يعد خطرا كبيرا، ولهذا السبب نجد المملكة قد حظرت استيراد الفراولة المصرية في يوليو 2017، إلا أن الحظر قد رفع بعد مرور 9 أشهر تحديدا في أبريل الماضي لهذا العام، بعد أن قامت المملكة بالعديد من الفحوصات والاختبارات، التي أكدت لها أن الفراولة مطابقة للمواصفات المطلوبة، وأنه لا توجد رواسب ومخلفات متبقية من من المبيدات والآفات الزراعية .
المفوضية الأوروبية وفحوصات الفراولة
منذ يوليو للعام الجاري 2018، وقد قررت المفوضية الأوروبية إلغاء الفحوصات الإضافية التي كانت تطبقها على الفراولة المصرية، بناءا على التوصية التي صدرت من قبل مجموعة العمل الخاصة بمراجعة قوائم الحاصلات التي تخضع لفحوصات إضافية، حيث تم التصويت على رفع الفحص الإضافي على الفراولة، بعد أن تم التأكد من الإجراءات الحجرية والمعملية الجديدة، التي قامت مصر باتباعها لكي تحافظ على منتجاتها الزراعية، وترفع قابليتها للاستهلاك المحلي والتصدير للدول الأجنبية والعربية، وأكدت المفوضية الأوروبية أن الصادرات الزراعية المصرية لها سمعة طيبة في كل دول العالم .
الفراولة متهمة بنقل التهاب الكبد الوبائي
دائما ما يتم وضع الفراولة في موضع اتهام، ففي عام 2016، صدرت بعض التقارير الأمريكية الغير رسمية، التي تفيد بإصابة عدد من المواطنين في ولاية فيرجينيا، بالتهاب الكبد الوبائي A، مدعية أن السبب هو تناولهم للفراولة المستوردة، وقد أفادت هذه التقارير بأن السلطات الأمريكية قد قامت بسحب الفراولة من الأسواق، وطلبت ممن تناولها ضرورة أخذ المصل المضاد لفيروس الكبد، وقال الناطق الرسمي لوزارة الزراعة حينها : ” الولايات المتحدة لم تخطر أي جهة رسمية بإصابة أي أشخاص نتيجة تناولهم فراولة مجمدة مصدرة من مصر، وقد قام وزير الزراعة عصام فايد بتشكيل لجنة لبحث الموضوع برئاسة رئيس اتحاد المصدرين، والعينات التي تم تحليلها بالنسبة للفراولة المجمدة خالية من جميع الأمراض، وهذا التحليل اختياري وليس إجبارياً إلا في حالة طلب المصدر إجراء التحاليل على الشحنة المصدرة ” .
بينما صرح رئيس غرفة الصناعات الغذائية في اتحاد الصناعات محمد شكري قائلا : ” لم نتلق حتى الآن إخطاراً من أميركا أو غيرها، أو حتى الحكومة المصرية، بالشركة التي قامت بتصدير الفراولة المجمدة إليها، لكن من الممكن أن تصل شكوى من الجهات الأميركية خلال الأيام المقبلة، وما يعطلها حالياً الإجراءات الرسمية الحكومية هناك “، وقد نفى رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي في وزارة الزراعة إبراهيم إمبابي، وصول أي إخطار من الحجر الزراعي الأميركي تجاه الفراولة المصرية، وقال : ” الفاكهة التي يتم تصديرها لا تخرج من الموانئ المصرية إلا بعد موافقة معمل تحليل متبقيات المبيدات بصلاحيتها، وبشرط أن يتم التوافق مع شروط البلد المستورد للمنتج الزراعي المصري، أما وزارة الصحة فتتحمل المسؤولية في حالة انتقال أي أمراض عبر الخضار أو الفاكهة المصدرة للخارج، بينما يكون دور وزارة الزراعة سلامة المنتج زراعياً ” .
الفراولة أكثر الحاصلات التي يمنع استيرادها
هناك ثلاث حاصلات لابد من الوقوف لفحصها وتحليلها في كلا من أوروبا وإنجلترا وغيرها من الدول، وهذه الحاصلات هي الفلفل والعنب والفراولة، وذلك حتى قبل أزمة المملكة العام الماضي، بسبب أن هذه الحاصلات الزراعية يسهل إصابتها بالأمراض، ويتم رشها بالمبيدات أكثر من مرة، وبالتالي يتسبب هذا الأمر زيادة في وجود متبقيات من المبيدات، وهذا هو السبب الذي أدى لرفض الشحنات المصدرة للمملكة، والنسبة المسموح بها من المبيدات تختلف من مادة إلى أخرى، حيث أن هناك أكثر من 100 مادة كيماوية لمحاربة الأمراض، ورش هذه المواد بنسب معينة يمكن ألا تأتي بالنتائج المطلوبة من المرة الأولى، فيتم زيادة التركيز على المواد لقتل الأمراض، ومن هنا يبقى بعض المبيد على الحاصلات .