الملك فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود رحمه الله، هو ملك المملكة الثالث والابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، من زوجته الأميرة طرفة بنت عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، شهد عصره عدد من أهم الأحداث مثل قراره بقطع النفط عن الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تدعم إسرائيل، وإيمانه بالقضية الفلسطينية ورفضه بإقامة اليهود في فلسطين، كما أن عصره شهد العديد من الإنجازات لاسيما في مجال التعليم، وقد ولد سمو الملك فيصل في الرابع عشر من أبريل عام 1906، وتوفى الخامس والعشرين من مارس عام 1975، وقد تولى الحكم في الثاني من نوفمبر عام 1964 .
خطوات تطوير التعليم في عهد الملك فيصل رحمه الله
أولا إنجازاته في تطوير الجامعات
قام الراحل سمو الملك فيصل بن عبد العزيز، بزيادة عدد الكليات والجامعات وتطويرها، إيمانا منه بأن النهضمة التعليمية لن تتحقق إلى بزيادة واستحداث كليات جديدة، وقد سار على خطى الملك سعود رحمه الله، الذي لقب بأنه رائد التعليم الجامعي بالمملكة، حيث شهد عهده افتتاح أكبر عدد من الجامعات، إلا أن هذه الجامعات كانت لا تشمل كل المجالات والفروع، وهو الأمر الذي حققه وأكمله سمو المك فيصل، فقام بافتتاح كلية الزراعة في 1385هـ، وكلية التربية عام 1386هـ، كما تم افتتاح أول كلية للطب بالمملكة في عام 1390هـ، كما أصدر سموه قراراً بإنشاء جامعة علمية في عام 1387هـ، أطلق عليها ” جامعة الملك عبد العزيز “، وتم إنشائها في جدة، وضمت عدد كبير من الكليات النظرية والعلمية، مثل كليات التربية والآداب والشريعة، وكلية العلوم والعلوم الإنسانية وكلية الاقتصاد والإدارة .
ثانيا اهتمام الملك فيصل باللغة العربية
كان الملك فيصل رحمه الله من المهتمين كثيرا باللغة العربية، ليس لأنها لغتنا الأم فقط، ولكن لأنها لغتنا الدينية ولغة القرآن، الذي لن تصح دراسته إلا بإتقان اللغة العربية، لذا فقد قام الملك فيصل بإصدار أمر بإنشاء معهد اللغة العربية في 1394هـ، وهو معهد متخصص في تدريس علوم اللغة، وهذا المعهد يحتوي على قسم لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها .
ثالثا تطوير التعليم الفني والتدريب المهني
لم يقتصر اهتمام الملك فيصل رحمه الله على التعليم العالي فقط، فلم يكتفي سموه بإقامة كليات جديدة واستحداثها، بل اهتم أيضا بصورة كبيرة بالتعليم الفني والتدريب المهني، لأنه كان يرغب في تربية أيدي عاملة ماهرة ومدربة يحتاج لها سوق العمل بالمملكة، وقد قام سموه في عام 1386هـ بإقامة ثلاثة مراكز للتدريب المهني، في ثلاث مدن بالمملكة في : جدة والدمام والقصيم، وبعد نجاح الأمر قرر المسئولون زيادة عدد المعاهد، فتم إنشاء أربعة معاهد مهنية في 4 مناطق مختلفة، هم : الجوف وأبها وحائل والإحساء، وذلك في الفترة بين 1391هـ إلى 1394هـ، وبعد حدوث طفرة في هذا المجال من التعليم، تم إنشاء المعاهد الفنية والمدارس الصناعية، التي انتشرت في الرياض وجدة والهفوف والمدينة المنورة .
أشهر أقوال سمو الملك فيصل رحمه الله
1- ” عشنا، وعاش أجدادنا على التمر واللبن، وسنعود لهما “، وهي جملة قالها عندما قطع النفط على أمريكا .
2- ” إن أي قطرة بترول ستذهب إلى إسرائيل، ستجعلني أقطع البترول عنكم “، وهي جملة قالها لرئيس شركة التابلاين الأمريكية .
3- وقال جملته القوية لمحطة البي بي سي البريطانية، في مقابلة أجرتها معه، حيث سأله المذيع قائلا : ” أود ان أسأل جلالة الملك ما هو الحدث الذي يرغب في أن يراه يحدث الآن في الشرق الأوسط “، فقال سموه : ” أول كل شيء زوال إسرائيل ” .
4- ليست القومية العربية مذهبا و ليست عقيدة إنما هي حس و دم ولغة .
5- الوحدة العربية هي غاية كل عربي، والهدف الأسمى لجميع الشعوب العربية، لذلك يجب أن تبقى فوق أهواء الأشخاص وفوق الشعارات والأحزاب .
6- نحن ليس لنا أية مطامع أو أية أغراض في أي بلد من بلاد إخواننا المجاورين، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، وكل ما نهدف إليه أن نتعاون مع إخواننا في سبيل مصلحة أمتنا ووطننا، أما سياستنا تجاه الدول الأخرى فهي سياسة التعاون في سبيل الخير والسلام للعالم أجمع .
7- إن الأكباد لتنفطر، وإن الجوانح لتتمزق حينما نسمع أو نرى إخوة لنا في الدين، وفي الوطن، وفي الدم، تنتهك حرماتهم، يشردون وينكل بهم يوميا لا لشيء ارتكبوه، ولا لاعتداء اعتدوه، وإنما لحب السيطرة والعدوان ولارتكاب الظلم .