المدح هو من الأغراض الشعرية الأساسية، التي تناولتها القصيدة العربية على مدى العصور، فقد اشتهر المدح في العصر الجاهلي والعصور التي تليه بمدح الملوك والأمراء، ولكن في العصر الإسلامي ارتبط المدح بمدح الرسول عليه أفضل السلام، وكذلك مدح الصحابة أجمعين، وقد برع الشعراء في مدح الصحابة حتى أبدعوا في تقديم الشعر بكل صدق، وهناك الكثير من الأشعار التي ذكرت في مدح الصحابة، نقدم أفضلها في هذا المقال
قصيدة للشيخ عائض القرني
دعْ عنـكَ لومـيَ يا حسودُ وأبعـدِ فأنـَا على نـهـجِ النَّبيّ محمَّــدِ
قضّيتُ في عـِلـمِ الرسولِ شبيبتي ونهلـتُ بالتوحيدِ أعـذبَ مَـْوردِ
تـابعتُ أصحابَ الحديـثِ كأحمـدٍ وكمالكٍ ومسـدَّدِ بـْنِ مُسَـرْهَـدِ
وبَرِئتُ من أهـلِ الضلالِ وحِزْبِهم أو رأيِ زنديـقٍ وآخـرَ مُلْـحـدِ
ونبـذتُ رأيَ الجَهْمِ نبـذَ مُسـافرٍ لِحـذائهِ والجعــدِ عصبةَ مَعْبَـدِ
لا للخـوارجِ لستُ مـن أتباعِهـم هلْ أرتضي نهـجَ الغويِّ المُفسـدِ
والمرجئون نفضْـتُ كفـّيَ منهمو والصـقرُ لا يأوي لبيتِ الهُـدْهـدِ
والسّــبَّ أخلعُهُ وأخلـعُ أهـلَـــه هـمْ أغضبوا بالسبِّ كـلَّ موحِّــــدِ
كُتـبُ ابن تيميةٍ حسـوْتُ علومَها ونسختُهـا في القلبِ فِعْـل الأمجدِ
ومع المجـدِّدِ قـدْ ركبـتُ مطيَّتي مـن نجدَ أشرقَ مثلَ نُورِ الفَرْقـدِ
لا تسمعـنَّ لحاسـدي في قــولِه واللهِ ما صَـدَقوا أيَصدُقُ حُسَّـدي؟
واللهِ لـو كرِهتْ يـدي أســلافَنا لقطعتُها ولقُلـتُ سُحـقاً يا يــدي
أو أن قلبــي لا يُحـبُّ محمــداً أحرقتُـهُ بالنَّـار لـم أتـــــــردّدِ
فأنا مـعَ الأسلافِ أقفـو نهجـَهـم وعلى الكِتـاب عَقِيـدتي وتَعبُّـدي
فعلى الرسولِ وآلِـه وصِحابــِـه منّي السـَّلام بكلِّ حُـبٍّ مسْعــدِ
هـم صفوة الأقوام فاعرف قدرهـم وعلى هـداهـم يا مـوفق فاهتـدِ
واحفظْ وصيةَ أحمدٍ في صَحْبــه واقطـعْ لأجْلِهم ُو لسـانَ المُفْســدِ
عِرضي لعِرضهمُ الفداءُ وإنَّهــم أزكى وأطْـهرُ منْ غَمامٍ أبـْــردِ
فالله زكّاهـمْ وشرّفَ قـدْرَهـــمْ وأحلّهـمْ بالدِّيـنِ أعـلى مقْعَـــــــــدِ
شهِدوا نزولَ الوحيِ بلْ كانوا لــهُ نِعْمَ الحُمـاةُ منَ البَغـيضِ المُلْحـدِ
بذلوا النفوسَ وأرْخصوا أمـوالَهـم في نُصـرةِ الإسـلامِ دون تـردُّدِ
ما سبـَّهم إلا حقيـرٌ تـافــــــــــــــهٌ نـذْلٌ يشـوِّهُهم بحقـدٍ أسْـــودِ
لَغبـارُ أقدامِ الصحابةِ في الـرَّدى أغْلى وأعْلى من جبـينِ الأبْعَــدِ
ما نالَ أصحابَ الرسولِ سوى امرئٍ تمّت خسارتـُه لسـوءِ المَقْصِـدِ
هـمْ كالعُيـونِ ومسُّـها إتلافـُهـا إيَّـاك أن تُدمـي العيـونَ بمـِرْودِ
مَنْ غيرُهم شـهِد المَشاهِدَ كلَّهــا؟ بـلْ مَنْ يُشابِهـُهم بحُـسنِ تعبُّـدِ
ويـلٌ لمنْ كانَ الصحابةُ خَصمـَه والحاكـمُ الجبـّارُ يـومَ المَوعِـدِ
كلُّ الصحابةِ عادلونَ وليسَ فــي أعراضِهم ثَـْلبٌ لكـلِّ مُعـرْبــدِ
أنَسيـتَ؟ قـدْ رضيَ الإلهُ عليـهـمو في تـوبةٍ وعلى الشهادةِ فاشْهــدِ
فإذا سمعتَ بأنَّ مخـذولاً غـــدا في ثلبـِهم فاقطعْ نِياطَ المُعتــدي
حـبُّ الصحابةِ واجبٌ في دينِنــا همْ خيرُ قرنٍ في الزّمانِ الأحمَــدِ
ونَكـفُّ عـن أخطائِـهم ونعدُّهـا أجراً لمجتـهدٍ أتى في المُسنـَــدِ
ونَصونُـهم منْ حاقـدٍ ونَحـوطُهم بثـنائِنا في كـلِّ جمـعٍ أحشــدِ
قدْ جاءَ في نَصِّ الحـديثِ مُصحَّحاً اللهَ في صَحبي وصيةَ أحمــــدِ
فبِحبِّـهم حـبُّ الرسـولِ محقـَّقٌ فاحـذرْ تَنَقُّصَهم وعنْهُ فأبْعـِـــدِ
هـمْ أعمـقُ الأقـوامِ علماً نافعـاً وأقلُّـهـمْ في كُلْفـةٍ وتَشَــــدُّدِ
وأبـرُّهمْ سعْيـاً وأعظمُـهم هُـدىً وأجلُّهـمْ قـدْراً بأمسٍ أو غـــدِ
وأسدُّهـم رأيـاً وأفضلُهـم تُقــىً طـولَ المَدى منْ مُنْتهٍ أو مُبتـدِ
قـولُ ابنِ مسعـودِ الصحابيّ ثابتٌ في فضلِهم وإذا رَويت فأسْنِـــدِ
وعلامـةُ السُّنّي كثـرةُ ذكْـِرهـمْ بالفضلِ إنّ الفضلَ تاجُ مُســـوَّد
ثـمَّ الـدعاءُ لهـم وبثُّ علومِهـم وسلـوكُ منهجِهم برغْم الحُســّدِ
وبـراءةٌ من مُبغضيهـم دائـمــاً والكـرهُ للضُلاّل والرأيِ الــرّديِ
ووجـوبُ نُصرتِهم على أعـدائِهم من حـاسـدٍ خاوي الضمير مفنِّدِ
يا لائمي في حُـبِّ صحبِ محمـدٍ تبّتْ يـداكَ وخِبـتَ يومَ المَوْعِـدِ
نحـنُ الفِـداءُ لهمْ وليتَ فـداؤُنـا أعداءَهـم خيـرَ البريـة نفتــدي
طهّـرْ لسانَـك من تنقُّصهــم ولا تسمـعْ لنـذْلٍ للغُـواةِ مقـلـــّدِ
واذهبْ مـع الأسلافِ في توقيرِهم لصحابةٍ والـزمْ هُداهـم تسعــدِ
واركبْ سفينةَ نوحَ تنجُ من الـردى فالسُّنّةُ الغرَّاءُ حصنُ مـوحــِّـدِ
هوَ مذهبُ الأخيارِ كابنِ مسيــّبٍ وكمـالـكٍ والشـافعيِّ وأحمــدِ
ولابـنِ تيـميـةٍ كـلامٌ صـادقٌ في سِفره المنهاجِ في حربِ الـردي
من سبَّهـم فالفيءُ عنهُ محـــرَّمٌ بـلْ ليسَ من أتباعِهم هوَ معتـدِ
واقـرأ كلاماً في الإصابةِ رائعــاً وكذا ابنُ عبدِ البَرِّ إذْ يَشفي الصّدي
أنصتْ إلى الذهبيِّ في أخبــارِه عن فضـلِهم وكذا المُحـبِّ وأوردِ
لابـنِ الكثيـرِ فـإنـّه ذو سُنّــة وعليـهِ مـن نـورٍ كـلامُ مسـدّدِ
في لمعةٍ والواسطيـةُ نهجُـنـــا فعلى قواعـدِها بنانَك فاعقــــدِ
رتـّبْ منازلَهم على ما جاءَ فــي تفضيـلِهم واحـذرْ كـلامَ مـردِّدِ
فالراشـدونَ أجلُّهم قـدْراً علــى ترتــيبِــهم بـخـلافـةٍ وتسيُّدِ
ومبشّـرونَ بجنـةٍ فضّلْهمـــو وكمنْ أتى بدرًا بحُسْنِ المَشْهـــدِ
ولِبيعـةُ الرِّضْـوانِ فضلٌ زائــد ولأهلِ بيتِ المصطفى خيرُ النـدي
يا ربِّ أنقـذْ صحبـَه من ظـالـمٍ من يُنجدِ المظلـومَ إنْ لـم تُنجـدِ
فاللهُ يجمعُـنا بـهـمْ في جـنَّــةٍ في مَقـعـدٍ عنـدَ المليـكِ مخلّـدِ
قصيدة لحسان بن ثابت
إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
قدْ بينــوا سنـة ً للنــاسِ تتبعُ
يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ
تقــوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا
قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ،
أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا
سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ،
إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ
لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ
عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا
إن كان في الناس سباقون بعدهمُ،
فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ
ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ،
وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ
لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ،
في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ
أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ،
لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ
كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ،
ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا
أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ،
فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا
إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ،
أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعة ً، رَبَعُوا
ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ
أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ
خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا،
ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا
فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ،
شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ
نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها،
إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا
لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ،
وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ
كأنهمْ في الوغى ، والموتُ مكتنعٌ،
أسدٌ ببيشة َ في أرساغها فدعُ
إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ،
كما يدبُّ إلى الوحشية ِ الذرعُ
أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ،
إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ
أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ
فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ
فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ،
إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا
قصيدة في مدح الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان
قل إن خير الأنبياء محمد وأجل= من يمشي على الكثبان
وأجل صحب الرسل صحب محمد =وكذاك أفضل صحبه العمران
رجلان قد خلقا لنصر محمد =بدمي ونفسي ذانك الرجلان
فهما اللذان تظاهرا لنبينا= في نصره وهما له صهران
بنتاهما أسنى نساء نبينا = وهما له بالوحي صاحبتان
أبواهما أسنى صحابة أحمد = يا حبذا الأبوان والبنتان
وهما وزيراه اللذان هما هما= لفضائل الأعمال مستبقان
وهما لأحمد ناظراه وسمعه = وبقربه في القبر مضطجعان
كانا على الإسلام أشفق أهله = وهما لدين محمد جبلان
أصفاهما أقواهما أخشاهما = أتقاهما في السر والإعلان
أسناهما أزكاهما أعلاهما = أوفاهما في الوزن والرجحان
صديق أحمد صاحب الغار الذي = هو في المغارة والنبي اثنان
أعني أبا بكر الذي لم يختلف = من شرعنا في فضله رجلان
هو شيخ أصحاب النبي وخيرهم= وإمامهم حقا بلا بطلان
وأبو المطهرة التي تنزيهها = قد جاءنا في النور والفرقان
أكرم بعائشة الرضى من حرة = بكر مطهرة الإزار حصان
هي زوج خير الأنبياء وبكره =وعروسه من جملة النسوان
هي عرسه هي أنسه هي إلفه = هي حبه صدقا بلا أدهان
أوليس والدها يصافي بعلها =وهما بروح الله مؤتلفان
لما قضى صديق أحمد نحبه = دفع الخلافة للإمام الثاني
أعني به الفاروق فرق عنوة = بالسيف بين الكفر والإيمان
هو أظهر الإسلام بعد خفائه = ومحا الظلام وباح بالكتمان
قصيدة في مدح الصحابة ومعاوية بن سفيان
جوُدِي حُروُفي بشعْرِي للصّنادِيدِ
وبالهجاءِ على وغْدٍ ورعْديدِ
أدِّي التحيَّة للأبطالِ قافِيـــةً
وافْري الدَّعَي بطعن الهجْوِ بالجيدِ
أيطْعنُ الصَّحبَ والإسلامُ صيَّرهمْ
أيامَنا البيضِ في أعْصارِنا السُّودِ
مَنْ أنْتَ حتّى تسيءَ القولَ في قِمَمٍ
بني الغطاريفِ من آبائِها الصِّيدِ
هُمُ الذينَ بنوْا للدِّينِ أصْرُحَهُ
حتّى استقامَ وما بَخلوُا بمجْهودِ
دَعاهُمُ الحقُّ فاستلُّوْا صوارَمَهمْ
حوْلَ الرَّسولِ وألقوْا بالمقاليدِ
قلْ نصرةُ الدِّين فالآسادُ خاضعةٌ
أمرٌ مطاعٌ ، وقولٌ غيرُ مرْدودِ
سبْحانكَ الله ما أعْلى مفاخَرَهُمْ
وعـزِّةِ الله فخـرٌ غيرُ محدودِ
وليسَ فيهِمْ سِوى عدْلٍ بصُحْبتِهِ
بنصِّ وحيٍ من الرحمنِ مشْهودِ
يامَنْ تهِمْتَ على جهْلٍ معاويةً
كأنها زفرةٌ من صَدْرٍ منْكودِ
إنَّ الذي خَلَقَ الأصْحابَ شيَّدَهمْ
للعزِّ ، والمجْدِ ، في مدْحٍ ،وتحميدِ
وكانَ فيهمْ لنا خالٌ معاويةٌ
فليْسَ فضلُ ابنِ سفيانٍ بمجحودِ
قدْ فازَ حقّا بعنوانِ الفتوحِ لهُ
يبْقَى على الدَّهرِ في بعْثٍ وتجْديدِ
أقامَ مُلْكاً من الإسلامِ مرتفعاً
بوارفٍ مـن ظلالِ الله ممْدودِ
وعزّةٍ بلغَتْ في أوْجِ ذرْوتهِا
على لواءٍ بحبلِ الله معْقـُودِ
حتَّى بدَتْ غُرَّةُ الإسلامِ في شمَمٍ
كأنَّ شيئاً سواها غيرُ موْجوُدِ
وأشْرقَ الدّينُ بالآفاقِ مُنْتشِراً
حضارةُ الخيرِ في عدْلٍ وترْشيدِ
علَتْ ولادتُهُ في بيتِ مكْرُمةٍ
فيها صحائفُ تشْريفٍ وتمجيدِ
وسارَ في سَنَنِ الأصْحابِ مجُتَهداً
يصيبُ حقَّا ويخُطي غيرَ مقصودِ
فليسَ إلاّ نبيُّ الله عصْمتُهُ
صَفَتْ مواردُها منْ كلِّ تفنيدِ
يا طاعناً بجنابِ الصَّحْبِ ضَلّلهُ *
دينُ الروافضِ في أحقادِها السُّودِ
إنَّ الصَّحابةَ كالأطْوادِ شامخةٌ
وأنتَ ذيـلٌ تردَّى بالأخـاديدِ
جاءَ الزمانُ الذي أضْحتْ خنافسُهُ
تظنُّ فسْوتهَا ضرْبَ ( البواريدِ)
سيكْتبُ الدَّهرُ، فليكتبْ بأنَّ بِهِ
كلبـاً ينابحُ في بيْدا بترديدِ
وهلْ نجومُ المعالي وهيَ في فَلَكٍ
تدْري كلاباً تعيدُ النَّبْحَ بالبِيدِ
قصيدة للشاعر بديع الزمان الهمذاني
طعَّانةٌ لعَّانةٌ سبَّابهْ
للسلفِ الصالحِ والصحابَهْ
أساءَ سمعًا فأساءَ جابهْ
تأملوا يا كبراءَ الشيعه
لعشرة الإسلام والشريعهْ
أَتُسْتَحَلُّ هذه الوقيعهْ
في بيَعِ الكُفْرِ وأهل البيعهْ
فكيف من صَدَّقَ بالرساله
وقام للدين بكلِّ آلهْ
وأحرز الله يد العقبى لَهْ
ذلكم الصديقُ لا محالهْ
إمامُ من أُجمع في السقيفه
قطعًا عليه أنه الخليفهْ
ناهيكَ من آثاره الشريفة
في ردّه كيدَ بني حنيفهْ
سل الجبال الشمَّ والبحارا
وسائل المنبرَ والمنارا
واستعلم الآفاقَ والأقطارا
من أظهر الدينَ بها شعارا
ثم سلِ الفرسَ وبيتَ النارِ
من الذي فلَّ شبا الكفارِ
هل هذه البيضُ من الآثار
إلا لثاني المصطفى في الغار
وسائلِ الإسلام من قَوَّاه
وقال إذ لم تقلِ الأفواهُ
واستنجزَ الوعد فأومى الله
من قام لما قعدوا إلا هو
ثاني النبيّ في سني الولاده
ثانيه في الغارةِ بعد العادهْ
ثانيه في الدعوة والشهاده
ثانيه في القبرِ بلا وسادهْ
ثانيه في منزلةِ الزعامه
نبو ة أفضتْ إلى إمامه
أتأمُلُ الجنةَ يا شتَّامهْ
لي ست بمأواكَ ولا كرامهْ
إن امرءًا أثنى عليه المصطفى
زثُمَّتَ والاه الوصيُّ المرتضى
واجتمعتْ على معاليه الورى
واختاره خليفةً ربُّ العلى
واتبعته أمةُ الأمّيِّ
وبايعته راحةُ الوصيِّ
وباسمه استسقى حيا الوسميِّ
ما ضرَّه هَجْوُ الخوارزميِّ
سبحان من لم يُلقِمِ الصخرَ فَمَهْ
ولم يُعِدْهُ حجرًا ما أحلمه
يا نذلُ يا مأبونُ أفطرتَ فمه
لشدَّ ما اشتاقت إليك الحُطَمَهْ
إن أمير المؤمنين المرتضى
وجعفر الصادق أو موسى الرضى
لو سمعوك بالخنا مُعَرِّضا
ما ادخروا عنك الحسامَ المنتضى
ويلك لِمْ تنبحُ يا كلبُ القَمَرْ
ما لك يا مأبونُ تغتاب عمر
سيدَ من صام وحجَّ واعتمر
صَرِّحْ بإلحادك لا تَمْشِ الخَمَر
يا مَنْ هجا الصديقَ والفاروقا
كيما يقيمَ عند قومٍ سوقا
نفخت يا طبلُ علينا بوقا
فما لكَ اليومَ كذا موهوقا
إنك في الطعن على الشيخين
والقَدْحِ في السيّد ذي النورين
لواهنُ الظهر سَخينُ العين
معترضٌ للحَيْنِ بعد الحين
هلا شُغِلْتَ ب…… المغلومَهْ
وهامةٍ تحملها مشؤومه
هلا نَهَتْكَ الوجنةُ الموشومهْ
وعن مشتري الخلدِ ببئرِ رومه
كفى من الغيبة أدنى شَمَّهْ
من استجاز القدحَ في الأئمه
ولم يعظمْ أُمناء الأمة
فلا تلوموه ولومُوا أمهْ
ما لك يا نذل وللزكيَّه
عائشةَ الراضيةِ المرضيّه
يا ساقطَ الغيرة والحميَّهْ
ألم تكن للمصطفى حظيه
من مبلغٌ عنّي الخوارزميّا
يخبره أن ابنه عليا
قد اشترينا منه لحما نيا
بشرطِ أن يفهمنا المعنيا
يا أسدَ الخلوةِ خنزيرَ الملا
مال ك في الحرَّى تقودُ الجملا
يا ذا الذي يثلبني إذا خلا
وفي الخلا ……………………….
وقلت لما احتفل المضمارُ
زواحتفَّتِ الأسماع والأبصار
سوفَ ترى إذا انجلى الغبار
أفرس تحتيَ أم حمار