هذا الذي تعرف البطحاء وطأته … و البيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم … هذا التقى النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهله … بجده أنبياء الله قد ختموا
و ليس قولك : من هذا ؟ بضائره … العرب تعرف من أنكرت و العجم
كلتا يديه غياثٌ عم نفعهما … يستوكفان و لا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا تخش بوادره … يزينه اثنان حسن الخلق و الشيم
حمال أثقال أقوامٍ إذا افتدحوا … حلو الشمائل تحلو عنده نعم
ما قال : لا ، قط إلا في تشهده … لولا التشهد كانت لاءه نعم
عم البرية بالإحسان فانقشعت … عنها الغياهب و الإملاق و العدم
إذا رأته قريشٌ قال قائلها … إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يغضي حياءً و يغضى من مهابته … فما يكلم إلا حين يبتسم
بكفه خيزرانٌ ريحه عبقٌ … من كف أروع في عرنينه شحم
يكاد يمسكه عرفان راحته … ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
الله شرفه قدماً و عظمه … جرى بذاك له في لوحه القلم
أي الخلائق ليست في رقابهم … لأولية هذا أو له نعم
من يشكر الله يشكر أولية ذا … فالدين من بيت هذا ناله الأمم
ينمى إلى ذروة الدين التي قصرت … عنها الأكف و عن إدراكها القدم
من جده دان فضل الأنبياء له … و فضل أمته دانت له الأمم
مشتقةٌ من رسول الله نبعته … طابت مغارسه و الخيم و الشيم
ينشق ثوب الدجى عن نور عزته … كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
من معشرٍ حبهم دينٌ و بغضهم … كفرٌ و قربهم منجىً و معتصم
مقدمٌ بعد ذكر الله ذكرهم … في كل بدءٍ و مختومٌ به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم … أو قيل : من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جوادٌ بعد جودهم … و لا يدانيهم قومٌ و إن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمةٌ أزمت … و الأسد أسد الشرى و البأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من أكفهم … سيان ذلك إن أثروا و إن عدموا
يستدفع الشر و البلوى بحبهم … و يسترب به الإحسان و النعم