لفتت مقابلة ولي العهد السعودي مع جريدة نيويورك تايمز أنظار الجميع ، و ذلك لما كان لتلك المقابلة من أهداف و نتائج أذهلت الجميع .
نبذة عن المقابلة بين ولي العهد السعودي و مراسل نيويورك تايمز :
قام ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بمقابلة مراسل صحيفة نيويورك تايمز الكاتب الأمريكي توماس فريدمان ، حاصل على جائرة “بوليتزر” ثلاث مرات ، و قد تمت تلك المقابلة خلال شهر نوفمبر عام 2017م داخل قصر عائلته في حي “العوجا” شمال مدينة الرياض ، و قد أسفرت هذه المقابلة العديد من النتائج الهامة التي سوف نتوجه لشرحها فيما يلي .
نتائج مقابلة ولي العهد محمد بن سلمان و فريدمان :
1- فيما يتعلق بقضايا الفساد : عند توجه الصحفي فريدمان بالسؤال حول أسباب محاربته للفساد ، رد الأمير قائلًا ” أنه من المضحك التلميح إلى أن الحملة التي يتم شنها ضد الفساد تندرج في إطار مسعى لإحكام قبضتي على السلطة ” ، و قد أشار سمو الأمير إلى أن معظم المتهمين في قضايا الفساد قد قاموا مسبقًا بإعلان ولائهم للأمير .
– و أكد سمو الأمير على أن الحرب ضد الفساد كانت قائمة منذ سنوات عدة لكن جميع محاولاتها فشلت لأنها كانت تبدأ من الأسفل إلى الأعلى ، لكن في هذه المرة يتم التعامل بالعكس أي القضاء على الفساد من الأعلى للأسفل ، و أشار سموه إلى أن الفساد كان يبتلع نحو عشرة في المائة من إجمالي الإنفاق الحكومي كل عام ، و استمر هذا الحال لأعوام كثيرة .
– كما أشار سمو الأمير إلى أن بعد التوصل لقائمة تضم نحو 200 اسم من المخالفين و المفسدين ، تم التواصل معهم و تم إطلاعهم على الملفات التي تدل على فسادهم ، و بعد ذلك وافق 95% منهم على تسوية الأمر من خلال تسليم أموال نقدية أو حصص في شركاتهم إلى خزينة المملكة ، هذا و قد تمكن 1% منهم من إثبات براءته و تم إسقاط التهم الموجه إليه ، أما 4% من المتهمين يريدون التوجه للمحكمة على الفور .
– و أما عن حجم المبالغ التي يمكن استعادتها بعد حملة القضاء على الفساد فتصل إلى حوالي مئة مليار دولار ، و ذلك من خلال إجراء بعض التسويات ، و أشار سموه إلى أن الملاحقة تتم لهؤلاء الذين سحبوا الأموال من الحكومة من خلال تضخيم الفواتير و الحصول على عمولات ، و تلك الحملة سوف تساهم في تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب في مستقبل الاستثمار بالمملكة .
2- فيما يتعلق بالعملية التعليمية : قام سمو الأمير بالإشارة إلى أنه يتم العمل على تطوير العملية التعليمية في المملكة من خلال تعديل جميع الكتب الدراسية و تحويلها إلى الصيغة الرقمية ،هذا بالإضافة إلى إرسال 1700 معلم سعودي كل عام إلى مدارس عالمية في أماكن على غرار فنلندا من أجل رفع مهاراتهم ، و تطوير أدائهم للنهوض بالعملية التعليمية .
– و لم تقف إنجازات ولي العهد في مجال التعليم عند هذا الحد فقد أشار إلى أن الفتيات السعوديات سوف يحصلن للمرة الأولى على صفوف للتربية البدنية في المدارس الرسمية ، و سوف يتم إضافة ساعة واحدة إلى اليوم الدراسي للطلاب من أجل استكشاف شغفهم بالعلوم و المسائل الاجتماعية ، من خلال إشراف أحد المدرسين ، و سوف يتم الاهتمام بمشاريعهم الخاصة .
3- فيما يتعلق بالسياسة الخارجية : لم يتطرق سمو الأمير لمناقشة ما حدث للحريري أثناء تواجده في المملكة و أسباب تقديم استقالته ، و اكتفى فقط بقوله ” أن الحريري ، المسلم السني ، لن يستمر في تأمين غطاء سياسي لحكومة لبنانية تخضع في شكل أساسي لسيطرة ميليشيا “حزب الله” الشيعية اللبنانية “، و قام بالثناء على الرئيس ترامب و أشاء أنه الشخص المناسب في الوقت المناسب .
ختام اللقاء بين ولي العهد و فريدمان :
ختم ولي العهد لقائه مع الصحفي فريدمان قائلًا “إنني أخشى أنه عندما يحين موعد رحيلي عن هذه الدنيا ، قد أموت من دون أن أكون قد أنجزت ما يجول في بالي ، الحياة قصيرة جداً ، و يمكن أن تحدث أمور كثيرة ، و أنا حريص على أن أشهد عليها بأم عيني و لهذا أنا على عجلة من أمري” .