توجد العديد من المشاكل والصعوبات، والتي تعاني منها المرأة العاملة بشكل عام، وعلى الأخص في مجال التعليم، حيث نجد أنّ المرأة بالإضافة إلى كونها عاملة، هي مربية في منزلها، ولديها مهام ووظائف كثيرة، يجب عليها تأديتها، وفي حال إهمالها لمنزلها، سيؤثر ذلك سلباً على أسرتها وأطفالها. وهذه المشاكل نعاني منها بشكل كبير في المملكة.

ومع بداية كل سنة دراسية، تبدأ المعلمات بالإحساس بضغوط العمل الشديدة، وكم كبير من المهام الملقاة على عاتقها، ونجدهم يفكرن بالتقاعد المبكر أحياناً، أو حتى التقاعد النظامي أي بعد مرور عشرين سنة على الخدمة، والتفرغ لحياتهنّ الخاصة، وفي هذه المقالة سنتحدث عن شروط التقاعد، وحقوق المعلمة المتقاعدة، وذلك وفقاً للقوانين الموجودة.

شروط تقاعد المعلمين والمعلمات في المملكة
بشكل عام يكون التقاعد بحسب سنوات الخدمة، ولكن عند وصول المعلم لسن الستين، فيجب أن يتقاعد بشكل إجباري، ويُحتسب الراتب التقاعدي طبقاً لعدد سنوات الخدمة، وهذا يعني أنّ المعلم أو المعلمة، لن يحصل على راتبه كاملاً، إلا بعد إنهائه سنوات الخدمة، وهي أربعين سنة، ويحسب مبلغ التقاعد، بمعدل ضرب المبلغ الإجمالي بعدد سنوات الخدمة.

مثال ذلك: إذا كان المعلم أو المعلمة، يتقاضون راتباً بقيمة 16285 ريال، نأخذ هذا المبلغ ونضربه بعدد سنوات الخدمة، وليكن مثلاً 20 سنة، ويقسّم على عدد السنوات الإجمالي وهي 40 سنة، فيصبح الناتج 8142.5 ريال كراتب تقاعدي، وكلما زادت سنوات التعليم أو سنوات الخدمة، كلما زاد الراتب التقاعدي، ويصل الراتب التقاعدي إلى أعلى قيمة، وذلك عند بلوغ المعلم لعدد أربعين سنة خدمة.

وهناك شرط أساسي للتقاعد، وهو أنّه يجب ألا تقل سنوات الخدمة عن عشرين سنة، والوصول إلى عدد أربعين سنة خدمة، هو نادر الحدوث إلى حدّ ما، وليس شرطاً أن يكون العمر ستين، ولكن في حال كانت عدد سنوات الخدمة خمسة عشر سنة، والمعلم في سن الخامسة والأربعين، فلا يحق له التقاعد، وإنّما يقوم بالاستقالة، دون حصوله على أي مبالغ مالية إضافية.

وعند التقاعد بسنوات خدمة فوق العشرين، يُحتسب عن كل سنة ما مقداره ألفان ريال، وذلك كمكافأة لنهاية الخدمة، وفوق الثلاثين سنة، تكون المكافأة ثلاثة آلاف ريال، لذلك يفضل أغلب المعلمين التقاعد بعدد سنوات أكثر من ثلاثين، لأنّ ذلك يعتبر مريحاً لهم نفسياً، ويحصلون على مكافأة أعلى، ويتم أيضاً حساب المكافأة، من خلال ضرب مبلغ ثلاثة آلاف ريال، بعدد سنوات الخدمة، وليكن ثلاثين سنة، فيصبح المبلغ المستحق هو تسعون ألف ريال.

حقوق المعلمة المتقاعدة
كما نعلم أنّ مهنة التعليم، تعتبر من المهن الشاقة جداً، فالعطاء المهني له عمر افتراضي محدد، وبعد ذلك يصبح هناك استنزاف للجهد، والوقت والصحة، وكما ذكرنا عاليه، أنّ المعلمة تواجه صعوبات أكبر بكثير من المعلم، حيث يقع على عاتقها، مسؤولية تدبير المنزل وتربية الأطفال، بالإضافة إلى عملها كمعلمة في المدرسة، والقيام بتنشئة أجيال المستقبل. ومع شدة الضغوط التي تعاني منها، الأمر الذي يجعلها تفكر جدياً بموضوع التقاعد المبكر، ولكنّها تجد نفسها ستخسر الدخل المادي، والذي تحتاجه الأسرة بسبب مصاريف الحياة الباهظة. لذا غالباً ما نجد المعلمات، ينتظرن حتى وصولهنّ لعشرين سنة خدمة، بعدها يقدمن على التقاعد.

آراء حول نظام التقاعد للمعلمة
وتقول إحدى معلمات الابتدائي، أنّ النظام التقاعدي المطبق لدينا في المملكة، لم يخضع لدراسة موضوعية لوضع المرأة بشكل خاص، وهي تقترح تقليل سنوات الخدمة، تقديراً للمعلمة والتي من حقها، أن ترتاح بعد سنوات من التعب والعطاء، بالإضافة إلى توفير وظائف للخريجات الجدد، واللاتي يجلسن فترة طوباة من دون عمل، بعد تخرجهنّ من الجامعة.

هذا وتتفق معظم المعلمات، على أنّ التقاعد المبكر يعتبر طلباً ملحاً، من جهة توفير وظائف للخريجات الجدد، ومن جهة أخرى، أن طرائق التعليم قد تطورت، وأصبحت الكترونية مواكبة للتقنية الحديثة، وبالتالي الأمر الذي يستوجب، توفير كوادر مؤهلة لاستخدام هذه التكنولوجيا. وتوجد مشكلة كبيرة، وهي أنّه في ظل غياب الحوافز المادية، لا نستطيع إجبار المعلمات على التقاعد المبكر.

فكثيرات منهنّ قد التزمن بقروض لمساعدة أسرتهنّ، والقرض يحتاج إلى فترة طويلة لسداده، وبالتالي فالمعلمات الحديثات، أصبحن طاقات مهدرة، فبعد دراستهنّ في الكلية، ولمدة أربع سنوات، يفاجأن بالواقع المرير، وهو عدم الاستفادة من الشهادة الجامعية، والبحث عن وظائف، والتي ليس شرطاً أن تكون في نفس تخصصهنّ، وذلك خوفاً من جلوسهنّ من غير عمل، لمدة فترة طويلة من الزمن، وانتظارهنّ عدد من السنوات حتى يستطعن العمل في الحكومة.

وهناك مجموعة من معلمات المرحلة الثانوية، قد أبدين رأيهنّ بكل صراحة، حول عدم اقتناعهنّ بموضوع التقاعد المبكر، وذلك لأنّ المعلمة في سن الأربعين، لا تزال قادرة على العطاء، ولو حصلت على امتيازات ومكافآت، سيكون هذا ظلماً للواتي أمضين سنوات طويلة في الخدمة، وبالتالي لتحقيق ذلك، يجب إعطاء مكافآت مجزية، للمعلمات اللاتي أمضين أكثر من ثلاثين سنة في الخدمة، حتى يصبح هناك نوع من التوازن مع المعلمات المتقاعدات في سن الأربعين.

الوسوم
خدمات حكومية