بعد أيام قلائل يستقبل العالم العربي و الإسلامي الشهر المبارك شهر رمضان ، شهر اليمن و البركات ، و تنتشر العادات و التقاليد و تختلف من دولة لأخري إستعداد لإستقبال هذا الشهر الكريم ، و في هذه المقالة سوف نتعرف على أهم العادات و التقاليد بالمملكة لإستقبال هذا الشهر المبارك بأجوائه الروحانيه الرائعة التي تبعث في النفس الطمئنينة و الراحة و الأمان .
عادة الشعبنة… هذه العادة تختص بشهر شعبان و هو الشهر السابق لشهر رمضان الكريم ، حيث يبدأ السعوديين إستعداداتهم لإستقبال شهر رمضان الكريم في أواخر شهر شعبان ، و من الجدير بالذكر أنه يتم تحديد يوم للإحتقال بقدوم الشهر الكريم و يطلق على هذا اليوم شعبنة ، و من عاداتهم في هذا اليوم أن يجتمع الأهل و الأحباب و الجيران و الأصدقاء ، حيث يتم تقديم أشهر أنواع الأكلات الشعبية و كذلك أطباق من الحلويات الشرقية الشهية ، و يتم تزيين البيوت بدلالات رمضانية رائعة و فوانيس رمضان .
رؤية الهلال…مع التقدم العلمي و تطور وسائل إستطلاع الهلال و وسائل الإعلام أيضا فأصبح من السهل المكوث أمام الميديا لإنتظار إلان ثبوت الشهر الكريم ، و لكن هذه ليست من عادة السعوديين فهم يخرجون بأنفسهم لرؤيته في سماء المملكة كنوع من الإحتفاء و الإستقبال لهلال أول يوم صوم بالشهر المبارك ، ثم ينطلق الجميع لتنهنئة بعضهم البعض بحلول شهر رمضان الكريم بعبارات التهنئة التي أشهرها ( الشهر عليكم مبارك ) و ( رمضان مبارك ) ، ( كل عام و انتم بخير ) ، و غير ذلك من عبارات التهنئة الرائعة ، كما أن هناك بعض مناطق المملكة لديها طرقها الخاصة في إستقبال هذا الشهر كمنطقة عسير مثلا حيث يقوم سكانها بإشعال النيران فوق أسطح المنازل و فوق قمم الجبال بالمنطقة إعلانا منهم بفرحتهم بقدوم شهر رمضان الكريم ، حيث أنهم يعتبرونه ضيفا كريما نزل إليهم .
العادات اليومية خلال هذا الشهر الكريم… من عادات المجتمع السعودي عند الإفطار أن يتم تناول التمر و الماء و الرطب فيما يطلق عليه فكوك أو فك الريق ، و هذه التسمية نابعة من المنطقة الشرقية بالمملكة ، و من ثم يبدأ الجميع بتناول الإفطار ، و الذي يتألف من عدة أطباق لأكلات شعبية شهية كالشوربة و السمبوسك و بالإضافة إلى الكثير من العصائر ، و بعد أن يفرغوا من الإفطار الشهي يبدأون بتناول الحلويات الشرقية اللذيذة مع الشاي ، و هناك عائلات تذهب كاملة لأداء صلاة التراويح ، و تقوم النساء بتبخير المنزل و الإعداد لوجبات السحور لليوم التالي ، و يسهر أهل البيت في قراءة القرآن الكريم لختمه في هذا الشهر الكريم في جو روحانيا يملئ كافة بقاع المملكة ، حيث لايتوقف ذكر الله في هذا الشهر الكريم .
صلة الأرحام و الزيارات العائلية… من أبرز عادات المجتمع السعودي في هذا الشهر الكريم صلة الأرحام و الزيارات العائلية سواء بين الأهل أو الأصدقاء أو الجيران ، حيث أنه تقليد لدى بعض العائلات أن يكون الإفطار كل يوم عند أحد أفراد العائلة بالتناوب و بشكل دوري ، حيث يبدأ الإفطار منذ اليوم الأول عند كبير العائلة ثم ينتقل تلقائيا للتالي ثم التالي و هكذا حتي إنقضاء شهر رمضان الكريم ، و من الجدير بالذكر أن مواعيد العمل تتغير بالمملكة حيث تقل عدد ساعات العمل ساعتين عن الأيام العادية .
الأعمال الخيرية… هناك ثواب و أجر عظيم لمن أفطر صائم يسعى إليه الجميع بشغف راجيين الرحمة و الثواب من الله تعالى ، فتكثر موائد الإفطار و التي تقام بالجهود الشخصية لمتبرعين بجوار المساجد ، و هناك البعض يقوم بإعداد و جبات خفيفة و يقوم يتوزيعها على المارة بالشوارع اللذين أدركهم الفطار و هم في الطريق ، و في أواخر الشهر الكريم يقوم أهل المملكة يتوزيع الصدقات و منح الزكاة للفقراء و المحتاجين حتى صلاة عيد الفطر المبارك ، الأمر الذي يوضح لنا جميعا أن شهر رمضان الكريم بالمملكة هو شهر خير و حب و ألفة بينن الناس ، بما يبعثه في النفوس من روحانيات رائعة تجعل الجميع مستعد للبذل و العطاء .
و ختاما… هذه كانت أشهر عادات و تقاليد المجتمع السعودي المشتركة في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية بمختلف أنماطها ، و لكن كل منطقة لها عاداتها و تقاليدها الخاصة التي تميزها عن غيرها من المناطق الأخري .