خلال الأيام القليلة الماضية اهتزت المملكة لخبر مقتل رجل الأعمال أحمد العامودي، هذه الجريمة التي أودت بحياته في صمت، فلم يكن أحد يعلم تفاصيل ولا أطراف الجريمة قبل أن يقوم الرائد ” يزيد النفيعي ” بفك شفرة مقتل العامودي حيث تمكن من خلال مجهود كبير لم يتجاوز اليومين أن يصل إلى الجناة وكشف كل ملابسات الجريمة، وبالفعل تمكن من القبض على الجناة واعترفوا بتفاصيل جريمتهم، ولكن الرائد يزيد النفيعي لم يكن يعلم أن هذه القضية هي القضية الأخيرة في حياته، حيث توفي بعد أن كشف غموض جريمة مقتل العامودي وقد أصاب خبر وفاته صدمة كبيرة لأسرته وكل من يعرفه ولا يعرفه، وقد عرف عنه حسن الخلق والسمعة والتفاني في العمل، فمن هو يزيد النفيعي؟ وما هي أسباب وفاته؟
من هو يزيد النفيعي؟
يزيد النفيعي هو من فك غموض جريمة مقتل رجل الأعمال أحمد العامودي حيث كان هذا العمل هو آخر عمل قام به الفقيد، فقد تخرج يزيد النفيعي من كلية الملك فهد الأمنية برتبة ملازم، وعين في شرطة جدة في قسم إدارة البحث والتحريات وقد تدرج فيها حتى عام 1428هـ وقد استلم رئيس وحدة النفس وهي المختصة بقضايا النفس وله عشر سنوات بها، وقد تمكن من فك كل خيوط أي جريمة تقابله فلم يسجل أي قضية ضد مجهول بل استطاع أن يكشف كل القضايا المعقدة، وقد شهد زملاؤه بالتميز والجد والاجتهاد من أجل تحقيق العدالة.
تفاصيل آخر 48 ساعة في حياة النفيعي
تفاصيل ال 48 ساعة في حياة يزيد النفيعي كانت مليئة بالمغامرة، فقد استطاع أن يكشف عن هوية قاتل العمودي خلال أقل من ثلاثة أيام، كما تم الكشف عن تفاصيل الجريمة بالكامل، وقد روى شقيق المتوفى العقيد ” عادل النفيعي” تفاصيل آخر يومين في حياة الرائد يزيد وقال عنه في حديثه للعربية نت أن الرائد ركز تفكيره في قضاياه لدرجة أنه كان شارد الذهن حتى في جلوسه مع عائلته وقد حاول فك رموز الجرائم التي كان يتسلمها، وأوضح أيضا أن السعادة كانت حاضرة على محيا شقيقه بعد نجاحه في فك غموض القضية واعتراف الجاني بجريمته، وقد نشر الخبر عن طريق شرطة مكة، وعند سؤاله عن شعوره بما وصل إليه قال أنه سعيد بشكل كبير في تحقيق العدالة، وقد توجه وفد من شرطة مكة لتقديم العزاء لعائلة العامودي بعد كشف التفاصيل الخاصة بالجريمة وتسليم الجثة للعائلة، وكان من بين الوفد الرائد يزيد النفيعي رحمة الله عليه الذي حافظ على تقديم واجب العزاء، وبعدها نعت شرطة مكة يزيد النفيعي وكان هذا الخبر صدمة كبيرة على الجميع.
وعن أسباب وفاته قال العقيد عادل النفيعي أنه قبل وفاته بساعة واحدة كان يفكر في أخذ قسطا من الراحة بعد الإرهاق الجسدي والذهني الذي وصل إليه خلال الأيام السابقة، وبالفعل ذهب لغرفته واستلقى على ظهره ولكنه قد تعرض لأزمة قلبية انتقل على الفور إلى المستشفى ولكن أجل الله كان أسرع وتوفاه الله.
سرية العمل
من أكثر ما يشهد للرائد النفعيي هي سرسة العمل، فقد شهد أحد أقاربه بأنه لم يكن يتحدث عن تفاصيل أي قضايا يقوم بفك غموضها، وأن الأسرة لم تعرف تفاصيل مقتل العامودي إلا من خلال بيان الشرطة، وعند سؤاله عن القضية لم يجب عن أي تفاصيل وكانت إجابته واضحة أن القضايا كثيرة.
ويذكر أن الجريمة الغامضة كانت مقتل رجل الأعمال أحمد العمودي الذي قتل في منزله بحي الروضة بجدة حيث كان بمفرده، وقد تعرض القتيل إلى آثار خنق حول رقبته وكان مقيد اليدين وقد وجدت جثته في كيس كبير، وقد كشف النفيعي أن الدافع وراء القتل هي السرقة حيث تم سرقة مبلغ قدره 11 مليون ريال حيث تبين أن القاتل هو يمني الجنسية يبلغ من العمر 53 عاما وقد استغل بعلاقته المحدودة بالعامودي حيث كان يقرأ عليه الرقية الشرعية بين الحين والآخر، وفي هذا اليوم قام بتنفيذ جريمته وخنق العامودي بعد عودته من صلاة الفجر وقام بتقييد يديه ورجليه ووضعه في كيس نقل الأموال وغادر المنزل وبالفعل تم اعتراف الجاني بما قام به.