يجب أن نعرف , و نتعلم أن الإسلام دين متكامل , اي أنه ليس مجرد تعاليم للعبادات و قراءة القرآن , بل إنه ايضًا للمعاملات في حياتنا بمختلف نواحيها التجارة , و معاملة الجار , و الأهل و الأسرة , حيث يضع دائما الإسلام الإطار الذي نعمل من خلاله ايًا كان ما نبغيه في الحياه , و علمائنا في الفقه و الشريعة يقومون بإيضاح التفاصيل للعمل , و كيف يتم وفقًا للإطار الإسلامي الشرعي , و من أهم تلك الأمور , هي الطفل الذي يمثل النواة , و المستقبل لاي أمة , او مجتمع و يمثل جانب العقاب جزء مهم في تربية الطفل , و يجب أن يتم دون أن يترك أثرًا سلبيًا على الطفل , فبدلًا من إصلاح الطفل يتحول الى آداة لإفساده أكثر , لذلك يجب إتباع مجموعة من الخطوات في هذا العقاب.
قبل العقاب يجب ان يكون هناك نظام للثواب او التشجيع قبل ان يأتي هذا العقاب.
فالطفل يجب أن ينال الثواب , كما ينال العقاب حتى لا يتولد لديه إحساس بالإحباط , و عدم القيمة كما أن الطفل حينما ينال الثواب كما ينال العقاب , يساعد ذلك على إدراك الطفل أن الثواب , او العقاب يتعلق بالعمل الذي يقوم به لا بشخص الطفل .
العقاب .
عقاب الطفل يجب أن يأتي متدرجًا في الشدة , لذلك فإنه يتخذ مجموعة من الخطوات : –
1- التلميح .
في هذه الخطوة يقوم الأهل بالإيضاح للطفل , أن الفعل الذي قام به فعل سئ , و لكن بشكل غير مباشر عن طريق قص حكاية , او قصة عن شخص قام بهذا الفعل , حتى تصل للطفل الفكرة دون أن نخبره أنه قام بالخطاء , حيث يجب أن يدرك بمفرده ذلك .
2- النصح سرًا و الإلحاح في النصح و التكرار للنصح كلما تكرر الخطأ .
بعد التلميح بعض الأطفال يقومون بتكرار الخطأ , و في هذه الحالة يجب الانتقال الى الخطوة الثانية , و هي توجيه النصح بشكل مباشر للطفل , و لكن بشكل سري ايضًا , و بإسلوب لطيف لا يخلو من بعض المدح للطفل لبعض افعاله , او خصاله الجيدة , ثم توجيهه لما قام بالخطأ فيه , و عن عقاب الله لهذا الخطأ , كما يجب أن تشعر الطفل بالثقة , حتى لا يشعر بالجرح بسبب توجيه النقد له , فإن إستجاب الطفل أصبح الوضع آمنا , اما إن لم يستجب فيجب التكرار للنصح , ولكن مع أساليب مختلفة , حتى تشعر أنه لا أمل في استجابة الطفل للنصح .
3- المواجهة .
بعد فقد الأمل في أن أسلوب النصح لا يجدي مع الطفل , ننتقل الى المرحلة , او الخطوة الثالثة , و هي المواجهة , و تتم من خلال حرمان الطفل من شئ محبب له , و انت تستطيع تحديد ذلك من خلال معرفتك بالطفل , و ذلك حتى يشعر الطفل بالخطأ , و في أنه تسبب في خسارته .
4- الإعراض عن الطفل .
حينما لا تؤتي المواجهة مع الطفل نتيجة , ننتقل للخطوة التاليه , و هي الإعراض عن الطفل , او ما نقول عنه مخاصمة الطفل , كأن لا يحدثه الأب , و الأم , و الإخوه لفترة من الوقت , او أن يظهروا له مدى حزنهم منه سبب أفعاله السيئة .
5- الضرب .
آخر خطوة يمكن اتباعها في خطوات العقاب , و يفضل إستخدامها في أضيق الحدود , و وفقًا للتعاليم , و الآداب التي علمنا إياها الرسول الكريم صلي الله عليه و سلم و منها : –
* أن لا يزيد عدد الضربات عن ثلاث , و البعض يقول انها عشر .
* أن الضربات لا تكون متتالية , حتى لا تسبب الألم الشديد للطفل .
* أن لا تكون الضربات في مكان واحد .
* أن لا يكون الضرب على الوجه او السوءة .
* أن لا يكون الضرب من الشدة , بحيث يسبب جروح , او كسور للطفل .
* عدم السخرية من الطفل , و النفور منه , و معايرته , و المقارنة بينه و بين الغير حتى لا يشعر الطفل بالدونية , و الإحتقار , و بأن هناك من هو مفضل عنه , مما يولد إحساسا بالغيرة , او الحقد , او الكراهية .
و بشكل عام يجب العمل على محاولة تجنب هذا النوع من العقاب , و جعله في أضيق الحدود الممكنة .