يعد الخليفة عبد الملك بن مروان، من أعظم خلفاء الدولة الأموية، نظرًا لما قدمه من اختلاف ملحوظ في أسلوب قيادته لزمام الحكم، ولذلك فقد اطلق عليه، اسم أبي الملوك، حيث ازدهرت في عهده الدولة الأموية، في شتى المجالات العلمية والاقتصادية، كما أن عهده كان من أكثر ها رفاهية ورخاء، على الرغم من تسلمه الحكم في وقت عصيب، كان يوجد به الكثير من الفتن والصراعات داخل الدولة الأموية.
من هو عبد الملك بن مروان
هو الخليفة الأموي، عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبو العاص بن أمية القرشي، ولد في عام 26 من الهجرة النبوية، بالمدينة المنورة، وعاش مع عائلته بها ، ثم غادرها في عام 683م، وذلك بسبب الحرب الأهلية الثانية، وقام بدراسة العلوم الإسلامية، وتعلم من فقهاء دمشق الفقه، وكان عابدًا وناسكًا، وقد تولى شؤون المدينة المنورة، بأمر من معاوية بن أبي سفيان، وهو مازال بن 16 عام، نظرا لما وجده به من فطنة وذكاء، وحضر مع والده وقعة يوم الدار، وهو يعد خامس خلفاء الدولة الأموية، وتوفى عبد الملك بن مروان عام86 من الهجرة النبوية، بمدينة دمشق، ووالده مروان بن الحكم، كان واليا في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
توليه للخلافة
بعد أن مات والده، في سنة 65 هجريا، انتقلت الولاية إليه، وحينها لم تكن الأمور السياسية داخل البلاد مستقرة، وكانت البلاد وقتها في أصعب أوقاتها، والسبب في ذلك، انقسام الدولة الأموية وقتها إلى خلافتين، ولكن عبد الملك بن مروان، قام بتعديل تلك الأوضاع عن طريق حماية حدود الدولة، وإمدادها بالمزيد من القوة، كما عمل أيضا على تعريف الناس بالإسلام وقيمه، ولم يكن هذا داخل حدود الدولة الأموية فقط، ولكن عندما فتحت بلاد المغرب، تمكن بن مروان من نشر الإسلام بصورة أكبر، حتى شهدت الدولة الأموية خلال حكمه، الذي امتد إلى حوالي عشرون عام، أكثر أوقاتها رخاء وأزدهار، فهو لم يعمل على خدمة الدولة فقط واستقرار أوضاعها السياسية، ولكنه عمل على رفع راية الإسلام في كل مكان.
وصف عبدالملك بن مروان
كان عبد الملك بن مروان، يمتاز بطول قامته، ولم يكن بالبدين ولا النحيل، وكان وجهه أبيض اللون، ويمتلك حاجبان أقرنان، وأنف مستدق، وشعر أبيض، وكان هادئ الوجه، ولديه لحية، ويملك أسنان ذهبية اللون، كما كان يرتدي خاتم نقشه، آمنت بالله.
https://www.youtube.com/watch?v=sx9k5F0zR3s
وصيته لأبنائه عند موته
عندما أحس عبد الملك بن مروان بدنو أجله أوصى أبنائه بتقوى الله، وحظرهم من الاختلاف والفرقة فيما بينهم، وأوصاهم بأن يكونوا وقت المعارك والحروب أحرار، ولا يهابون الموت، وأخبرهم أن الحروب ليست سبب في موت الإنسان، وأن الشخص لن يموت إلا عندما يحين أجله، وأوصى ابنه الوليد بتقوى الله في الخلافة التي تركها له.
إنجازات عبد الملك بن مروان
– عندما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة عمل على تقوية نظام الأمن داخل الدولة الأموية.
– عمل على ترابط جميع البلدان الإسلامية، وقام بنزع الخلاف بينهم.
-قام ببناء العديد من المساجد، داخل الكثير من البلدان العربية، كما أقام الكثير من المعالم الحضارية، وعلى الأخص بكلا من القدس والتي بنى بها قبة الصخرة، عام 72 هـ، ودمشق التي ترك بها العديد من المعالم التاريخية.
– في خلافته قام المسلمين بوضع النقط فوق أحرف كلمات المصحف الشريف، حتى يسهل القراءة فيه.
– قام في عهده بإرسال الحرير والديباج الذي تم تصنيعه بدمشق، إلى مكة من أجل تغطية الكعبة المشرفة بتلك الكسوة، وكان أول من قام بكسو الكعبة.
– فتحت بلاد شمال إفريقيا على يديه.
– جعل مال الدولة الأموية واقتصادها مستقل.
– أسس في تونس أول قاعدة بحرية تنتمي للدولة الإسلامية فقط.
– في عهده تشعبت الدولة الإسلامية واتسعت رقعتها، حتى بلغت الجزء الشرقي من حدود سيجستان.
– كان يهتم بالمفكرين بصفة خاصة، كما كان يوليهم رعايته على نحو كبير.
– قام بتعريب الدواوين بعد أن كانت باللغة الرومانية والفارسية.
– صدرت في عهده أول عملة إسلامية ذات وزن واحد، وكانت تلك العملة تسمى بالدينار الأموي، كما قام بوضع اسمه على تلك العملة، وهو أيضًا أول من قام بالنقش باللغة العربية على الدراهم.
– قام باعتماد اللغة العربية، على أنهاء اللغة الإدارية بجميع أنحاء خلافته.
– قام بإعطاء الطابع النهائي للبريد الحديث.