عبد الرحمن الغافقي هو أحد التابعين من قبيلة عكة في اليمن، تعلم القرآن الكريم والحديث الشريف في سن صغير على يد مجموعة من الصحابة، وقد كان معروف عنه الورع والتقوى، وهو قائد المعركة الشهيرة بلاط الشهداء، وسوف نتناول تفاصيل أكثر عنه.
نبذة عن شخصية عبد الرحمن الغافقي
اسمه بالكامل (ابو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي) ،كان عبد الرحمن الغافقي عاشق للجهاد والاستشهاد في سبيل الله ، وهو قائد بارع ، وظهرت قدرته العسكرية عندما انسحب بجيش المسلمين المهزوم من طولوشة، وله قدرة رهيبة في المجال الحربي، بالإضافة إلى مهاراته الأدبية؛ حيث أنه نجح في إعادة الوئام بين العرب المضرية واليمانية، وقد صنفه المؤرخون أنه أعظم ولاة الأندلس.
انجازات عبد الرحمن الغافقي
– رحل عبد الرحمن الغافقي إلى أفريقيا خلال الخلافة الأموية، وبعدها رحل إلى المغرب وانضم إلى جيش القائد الأندلسي، وفي هذا الوقت قاموا باختراق فرنسا من جهة بلاد الأندلس، وبالفعل انطلق قائد الأندلس إلى طولوشة وقاتل فيها قتال عظيم حتى طعن بضربة شديدة، واختاروا بعد ذلك عبد الرحمن الغافقي قائد للجيش لإكمال المسيرة من بعده إلى الجنوب، وبالفعل ثبت براعته ، و سرعان ما انتخبه المسلمون بعد ذلك أميرًا على أربونة.
– ولما نشب خلاف بينه وبين عنبسة بن سحيم عزل من الإمارة، وعاد بعدها يغزو مع المجاهدين، حتى ولي مرة أخرى على إمارة الأندلس عن طريق هشام بن عبد الملك الذي ولاه ، وبدأ عبد الرحمن الغافقي بعد تولي إمارة الأندلس الطواف في البلدان للوصول لفتح فرنسا، وقام بإصلاح نظام الضرائب، ورد المظالم، وتنظيم الجيوش، وأخمد دعوات الفتن، وفتح باب الجهاد من كل الأقطار والبلدان حتى جاء له أعداد كبيرة من مختلف البلدان.
استشهاد عبد الرحمن الغافقي
– بعد أن فتح عبد الرحمن الغافقي باب الجهاد، وتدفق إليه جموع من المسلمين من جميع أنحاء الأندلس، في أوائل عام 732 خرج هذا القائد إلى الغزو ، وعبر جبال البرث الذي يسميه العرب (باب الشرزي)، وقاد أكبر جيش للمسلمين صار إلى بلاد الغال منذ فتح الأندلس.
– وكان عدد الجيش في ذلك الوقت يتراوح ما بين 15 ألف إلى 25 ألف كما قال المؤرخ الفرنسي (فيليب سناك)، وبعض المؤرخون زعموا أن عدد الجيش كان 8 آلاف رجل ، وبعد عبور جبال البرث بسلام، اخترق الجيش الإسلامي مقاطعة غسقونسا، وعبروا نهر الجارون وصولًا إلى أقطانية، واستطاع وقتها الأمير عبد الرحمن أن يلحق بالدوق وهو وجيشه وهزمهم هزيمة ساحقة.
– وفتح بعدها عبد الرحمن الغافقي معظم قواعد المقاطعة، وعلى رأسها (برديل القريبة من ساحل المحيط الأطلسي، واكتسح النصف الجنوبي بالكامل من فرنسا في بضع أشهر قليلة ، وفي ذلك الوقت فزع الفرنجة وهبت قبائل الجرمانية من جميع أنحاء أوروبا، تحت قيادة شارل الذي استشعر الخطر الإسلامي وأعد نفسه لمواجهة عبد الرحمن الغافقي.
– ودارت معركة قوية في أكتوبر من عام 732م بين المسلمين والفرنجة، وأثبتوا المسلمون فيها براعتهم بالرغم من قلتهم ، واستمرت هذه المعركة لعدة أيام، وانتهت باستشهاد عبد الرحمن الغافقي، وعدد كبير من المسلمين الشجعان.
– وقد أطلق على هذه المعركة (بلاط الشهداء) بسبب عدد الشهداء الواقعين في تلك المعركة ، والذين نجوا من الموت انسحبوا تحت جنح الظلام، وعادوا إلى قواعدهم في الجنوب، وقد اكتفى شارل بهذا الانتصار ولم يتتبع المسلمون المنسحبون خوفًا من الخديعة والكمين ، ولاتزال هذه المعركة يقال عنها في البلاد الأوربية أنها المعركة التي أنقذت أوروبا والعالم المسيحي من المسلمين، وحفظت جلاله روما وباقي الحضارات القديمة.