الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، فهو أقدم بيت وضع للمسلمين،وهو قبلة المسلمين، فقد عرف من قديم الأزل مدى قدسية وعظمة بيت الله الحرام، والذي يأتي إليه الحجاج والمعتمرين من كل بقاع الأرض، ليطوفوا حوله ويطهروا ما في قلوبهم ونفوسهم من معاصي، ويدعوا الله بأن يقوي إيمانهم ليتقربوا أكثر إلى الله عز وجل، ويقوموا بأداء فريضة الحج والعمرة لطلب الصلاح في الدنيا والمغفرة للآخرة، فكم من قلب يشتاق إلى زيارة البيت العتيق  والذي هو مقصد لكل الأجناس والأعراق من كل مكان في العالم فهو المكان المقدس للمسلمين، فالجميع يطوف بالبيت العتيق ويشعرون بعظمته ويتبادر إلى ذهنهم في نفس الوقت عن شكل البيت الحرام من الداخل، وما محتواه؟ ولقد جاوبت رئاسة الحرمين الشريفين عن هذه الأسئلة بالصور للتعرف أكثر عن الكعبة المشرفة من الداخل.

الكعبة من الداخل
تبلغ مساحة الكعبة المشرفة 180 مترا مربعا، وبداخلها ثلاثة أعمدة خشبية تحمل سقف الكعبة، وقد صنعت هذه الأعمدة من أقوى أنواع الأخشاب والتي وضعها الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، ويصل عمر هذه الأعمدة إلى أكثر من 1350 عاما، ولونها هو اللون البني الذي يميل إلى السواد، ويبلغ محيط كل عمود من الأعمدة الثلاثة إلى 150 سم، وبقطر 44 سم، ولكل عمود قاعدة خشبية مربعة الشكل منقوشة بالحفر على الخشب، كما يوجد بين هذه الأعمدة الثلاثة مداد معلق به بعض هدايا الكعبة المشرفة ويمتد عليها أيضا حامل يمتد طرفاه إلى داخل الجدارين الشمالي والجنوبي، ويوجد بداخل الكعبة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبر يستخدم بكميات كبيرة جدا ويستمر مفعوله طوال العام عند تنظيفها .

والركن الشامي الواقع على يمين الداخل إلى الكعبة المشرفة يوجد به بناء الدرج المؤدي إلى السطح، وهو عبارة عن بناء مستطيل يشبه الغرفة المسدودة بدون نوافذ، وبه باب عليه قفل خاص، وعليه ستارة حريرية جميلة مكتوب عليها ومنقوشة بالذهب والفضة أيضا .

أما أرض الكعبة من الداخل فهي مفروشة بالرخام من النوع الأبيض والبعض منه من النوع الملون، فالأطراف التي يحددها شريط من الرخام الأسود فهي من رخام باللون الوردي والذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة 4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي، والمسافة المتبقية من الجدار الرخامي حتى السقف والتي تقدر ب5 أمتار فيغطيها قماش الكعبة الأخضر المكتوب عليه بالفضة آيات قرآنية، وتوجد بلاطة رخامية واحدة باللون الغامق والتي تحدد موضع سجود الرسول عليه الصلاة والسلام، وتوجد علامة أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم والتي قد الصق الرسول عليه الصلاة والسلام بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكي لذلك سمي بالملتزم.

أما جدار الكعبة المشرفة فهو مؤزر برخام ملون ومزركش بنقوش لطيفة ومميزة، وتغطى الكعبة من الداخل بستارة من الحرير الأحمر الوردي مكتوب عليها بالنسيج الأبيض الشهادتان ” أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله” كما مكتوب عليها أسماء الله الحسنى على شكل ثمانية أو سبعة متكررة، وتكسي هذه الستارة سقف الكعبة المشرفة في نفس الوقت، ويتم تغيير الستائر الداخلية للكعبة كل ثلاثة أعوام وذلك لبعدها عن عوامل التلف والتعرية، ويوجد بداخل الكعبة صندوق ضخم به الهدايا التي تقدم من الملوك والرؤساء، كما يوجد عدد من القناديل المعلقة والمصنوعة من النحاس والفضة والزجاج منقوش عليها بآيات قرآنية تعود للعصر العثماني .

وبداخل الكعبة المشرفة تسعة أحجار من الرخام مكتوب عليها بخط الثلث بالحفر عليها، إلا حجرا واحدا مكتوبا بالخط الكوفي البارز، وحروف الكلمات على هذه اللوحة تتكون من قطع الرخام الملون الثمين، ملتصقة بجانب بعضها البعض على قاعدة الخط الكوفي المربع، وتعود كتابة هذه الأحجار إلى القرن السادس للهجرة.

وفي الجانب الشرقي بين باب الكعبة وباب التوبة فلقد وضعت وثيقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود محفورة على لوح رخام، والتي تشير إلى تاريخ ترميم الكعبة المشرفة الشامل، ومن ثم فقد صار عدد الأحجار المكتوبة في باطن الكعبة المشرفة عشرة أحجار كلها من الرخام الأبيض .

وإليكم بعض الصور التي تبرز الكعبة المشرفة من الداخل

الكعبة