الملك قمبيز من أشهر ملوك بلاد فارس ، و هو ابن قورش عظيم الفرس ، و قد حكم مصر في عام 525 ق.م ، هذا و قد لقبه المصريون بعدد من الألقاب ، و قد كان من بينها حورس و موحد الأرضين و ابن رع و غيرها ، من الألقاب التي جرت العادة في مصر على أن يسمى بها الملك .
زحف قمبيز الثاني إلى مصر
هناك روايتين في التاريخ تحكي عن أسباب هذا الغزو ، و هذه القصص هي كالتالي :
– السبب الأول هو أن الملك قمبيز قد أرسل لحاكم مصر وقتها أحمس الثاني ، يطلب منه أن يرسل له طبيبا للعيون ، و قد كان هذا الطبيب يكره الملك ، و حين وصل إلى قمبيز ، أقنعه على أن يتزوج ابنة أحمس ، في الوقت الذي كان يعرف أنه لن يقبل بهذه الزيجة ، و قد طلب بالفعل قمبيز الزواج من ابنة الملك ، في الحين الذي قرر أحمس أن يرسل له ابنة الملك السابق ، و حينها غضب قمبيز و قرر غزو مصر .
– في رواية أخرى يذكر أن مستشار الملك أحمس ، الذي كان يعرف باسم فانيس ، كان يعرف كافة التفاصيل عن أحمس و مصر ، و قد هرب المستشار في حين أرسل أحمس العديدين لقتله ، فقرر هو الاختباء عند الفرس ، و في هذا الوقت كان داعما لقمبيز بالمعلومات ، التي يحتاجها لغزو مصر .
حكم قمبير و سياسته في مصر
– حين وصل الملك قمبيز إلى منف ، قام بقتل عدد كبير جدا من سكانها ، و قد كان ذلك انتقاما منه ، على رجاله الذين قد أرسلهم إلى مصر بغرض طلب الهدنة وقد قاموا بقتلهم ، و لكنه حين قام بذلك أدرك أن شعب مثل مصر ، لا يمكن حكمه بالعنف و لكنه عليه أن يعمل على استخدام اللين ، مع هذا الشعب ، فلجأ إلى احترامهم و احترام ديانتهم ، و ابتعد تماما عن استخدام العنف معهم ، فتميز حكمه بالهوادة و احترام المصريين ، فقد كان يعزف احتراما للآلهة المصرية ، بغرض كسب ود المصريين بعد مذبحة منف .
– أما عند إنتقاله لمدينة سايس ، فقد قام بفعل مشين و هو احراقه لجثة أحمس الثاني ، بعد أن قام بضربها بالعصى ، و لذا فهذا الجسد لم يتمكن علماء الآثار في التوصل إليه ، و قد كان هذا الفعل مهين للمصريين ، و مرفوض للفارسيين لأنهم كانوا يعتقدون أن النار آله ، و لا يصح إطعامها بالبشر .
أشهر أعمال قمبيز الثاني
قام الملك قمبيز الثاني بعمل العديد من الحملات ، من أجل التوسع و مد حدود دولته ، و كان من أشهر هذه الحملات ، حملة قرطاجة و حملة نبتة ، و واحة سيوة و مقر آمون .
حملة قرطاجة
استطاع قمبيز إعداد أسطول بحري عظيم ، و قام بتجهيزه بأفضل التجهيزات لعلمه ، بمهارة الفينيقين البحرية و قد قام بمهاجمة الفينيقين ، و لكنه لم يتمكن من الصمود أمامهم ، كثيرا و ذلك لقوتهم البحرية .
حملة نبتة
– كان هدفه من غزو نبتة ، هو فتح النوبة ، و قد كانت نبتة في ذاك الوقت ، يعمل الفينيقين على إغراقها بالذهب ، و الهدايا و قد حاول قمبيز إرسال الهدايا ، لهم بغرض استقطابهم بالحب لا بالحرب .
– و قد اشتهرت نبتة هذه ببعض العادات الغريبة و منها الاغتسال بالبنفسج ، و استخدام الجلود و الزيوت ذات الرائحة الطيبة ، فضلا عن إستخدامهم للقيود النحاسية ، في السجون و الذي كان من أغلى المعادن وقتها ، فضلا عن بعض العادات الغريبة ، في الطعام و في العبادة أيضا .