تعتبر ساعة مكة المكرمة هي أكبر ساعة في العالم نظرا للمواصفات التي تنفرد بها، فهي على ارتفاع 400 متر عن مستوى الأرض وقطر واجهتها يزيد عن 40 مترا، ويمكن رؤيتها من كل مكان من مكة المكرمة ومن على بعد يزيد على ثمانية كيلو مترا، ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة حوالي 601 متر ويصل ارتفاع الساعة من قاعدتها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 250 مترا، وقد زينت ساعة مكة المكرمة بعبارات “الله أكبر” و”سبحان الله وبحمده” بأروع الخطوط العربية، ولكن من صاحب اليد التي قامت بكتابة لفظ الجلالة الذي يراه الملايين من الحجاج والمعتمرين؟ وما قصة إنشاء برج مكة المكرمة؟ هذا نا سوف نورده في المقال أدناه.
من الخطاط الذي قام بكتابة لفظ الجلالة على برج مكة ؟
إنه الخطاط المبدع شادي عيد وهو سوري الجنسية استطاع أن يقوم بتخطيط لفظ الجلالة على برج الساعة والذي قد انتهى من كتابته في عام 2009 عندما كان يعمل بإحدى الشركات المتعاقدة لإنجاز العمل في قسم الديكور الداخلي، وقد تم اختياره من قبل المسئولين بالشركة للتأكد من مهاراته المتميزة في فن الخط وهو الأمر الذي يجعله دائما يشعر بالفخر وقد عبر عن ذلك قائلا “رائع جداً أن يشاهد ملايين الحجاج مخطوطاتي كل عام، إنه شعور جميل لا أستطيع أن أصفه ويكفيني شرف كتابة لفظ الجلالة وآيات من القرآن الكريم بجوار المسجد الحرام، المكان المقدّس لجميع المسلمين” .
وقد بدأ فن الخط من خلال رسمه لصور لأفراد عائلته كما رسم جداريات في حلب ومن هنا بدأت موهبته في طور التطور والتقدم حيث استطاع أن يكتب الشعارات بخط جميل جذاب، حتى أنه يمكن أن يقلد كل خط جميل يقابله من خلال رسم الحروف ليتمكن من التخطيط بشكل محترف جدا، وقد روى عن بداياته مع هذا الفن وقال “بدأت كرسّام ولديّ القدرة على رسم جداريات ضخمة، قرأت الكثير عن أساليب الرسم الفني، ولكن بالفعل فن الخط العربي له الأثر الأكبر؛ لأنه فن يمثل هويتنا، حيث انبثق من رحم الإسلام، وهو الفن الذي حُفظ به القرآن الكريم بأجود صوره”.
وعن العبارات التي خططها ببرج الساعة وتحديدا أسفل وأعلى برج الساعة والذي يشع ضوءا تلك العبارات “سبحان الله وبحمده”، “الله أكبر”، لا إله إلا الله محمد رسول الله”، “ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة”، “ربّنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم”.
قصة تكليف شادي عيد بهذه المهمة
يروي السوري شادي عيد قصة تكليفه هو بالذات بكتابة هذه العبارات على برج الساعة وذلك أثناء بناء برج الساعة فيقول “عندما كان البرج قيد البناء، تم تكليفي وإعطائي المساحة المطلوبة للكتابة، حيث بلغ طول المخطوطة الواحدة لسطحين خارجيين لجهتين متقابلتين في البرج 43 متراً، أما الجهتان المتبقيتان فقد بلغ طول المخطوطة الواحدة منهما 35 متراً، حيث كتبت 6 لوحات على الورق، ثم تم تكبيرها بالحاسوب، ليقوم المسؤولون بحذف التشكيل الإعرابي من على المخطوطات لتسهيل قراءتها، كما أن المخطوطات يتم تبديلها على الشاشة بين الفينة والأخرى ثم يتم الاعتماد على شاشة إلكترونية مضيئة لتسهيل رؤية المخطوطات من مسافة بعيدة، واستبعد حفرها على الرخام أو النحاس، لأنها مرتفعة جداً، واستغرق عملي بها قرابة 3 أشهر”.
معلومات عن ساعة مكة
تتكون ساعة مكة من أربع واجهات يبلغ حجم الواجهتين الأمامية والخلفية 43 مترا في 43 مترا فيما يبلغ حجم الواجهتين الجانبيتين حوالي 43 متراً في 39 متراً ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة 000ر36 طن ، وغطيت واجهة الساعة المزخرفة بـ 98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة، فيما يبلغ طول عقارب الدقائق 22 متراً وطول عقارب الساعة 17 مترا يزن كل عقرب 6 أطنان صنعت من مادة الكاربون فايبر ، ويوجد فوق الساعة أكبر لفظ تكبير “الله أكبر ” والذي يصل طول حرف الألف إلى أكثر من 23 مترا ، وفوق الواجهتين الجانبيتين الشهادتين ” لا إله إلا الله محمد رسول الله” وقد صممت الساعة على الطراز الإسلامي وهو ما قام بتخطيطه شادي عيد.
تعمل ساعة مكة بالألواح الشمسية التي تقوم بتوليد الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة وترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة لمكة المكرمة لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية وتتناسق كل واجهات الساعة عبر إشارة وقتية واحدة هي إشارة توقيت مكة المكرمة .