منطقة تبوك هي من أهم المناطق في المملكة العربية السعودية لما تتميز به من مواقع آثرية تاريخية تعود إلى عصور مختلفة من قبل بداية الإسلام، كما تتميز أيضا بوجود الكثير من المعالم الآثرية التاريخية الإسلامية المتنوعة كالقلاع والحصون والقصور التاريخية والأماكن التاريخية التي تتميز بالكتابات والتقوش القديمة، وتميزت تبوك بنشاط الحركة التجارية والزراعية والتعدين أيضا ومن ثم اعتبرت تبوك من أفضل المناطق التي يمكن استغلالها سياحيا لاحتوائها على عدد من القلاع التاريخية كقلعة المويلح والازنم وتبوك ، وأيضا القصور التاريخية كقصر شواق الواقع إلى الضفة الجنوبية لوادي شواق، وقصر شغب الواقع التي تمتلئ بالنقوش والكتابات القديمة التاريخية المهمة .
ومن أهم الآثار الإسلامية في تبوك هي القرى الصغيرة المبنية من الحجر البازلتي المكونة من مجموعة من البيوت والتي يتوسطها مصلى كبير، كما توجد بتبوك عدة مستوطات مهمة مثل ام القريات وابو المرو وابو القزاز إضافة إلى مستوطنات الغال والبهيمة والريشة، ومن هنا نسلط الضوء على أبرز القلاع التاريخية في منطقة تبوك .
1- قلعة تبوك
هذه القلعة من أهم قلاع منطقة تبوك فهي من أهم محطات طريق الحج الشامي المتجه من الشام إلى المدينة المنورة، تم انشاء هذه القلعة في عهد السلطان سليمان القانوني في عام 1559م و967هـ ، ثم إعيد ترميمها في عهد السلطان محمد الرابع حيث أدخلت التجديدات الرائعة على بلاطات خزفية مازالت موجودة في مدخل القلعة، ثم أعيد ترميمها وتجديدها بالكامل مرة أخرى في عهد السلطان عبد المجيد بن محمد في عام 1844م، وقد وضع بمحراب المسجد نقش خاص بهذه الذكرى، ثم جددت القلعة في العهد السعودي الزاخر بأمر من قبل وزارة المعارف ممثلة بالوكالة العامة للآثار في عام 1413هـ .
وتمثل هذه القلعة قيمة تاريخية كبيرة جدا لذلك كانت من أروع القلاع في تبوك ومن خلال التجديدات التي طرأت عليها في العهد السعودي جعلتها تتميز بالطراز الفريد، وتتكون القلعة من دورين في الدور الأول فناء مكشوف وعدد من الحجرات، كما يوجد أيضا مسجد، ومن هذا الدور يوجد سلم للدور العلوي الذي يتكون من مسجد مكشوف وعدد من الغرف كما يحتوي على سلم يؤدي إلى أبراج القلعة والتي كانت تستخدم في وقت من الأوقات للحراسة والمراقبة في الماضي، وكانت القلعة أيضا من أهم القلاع التي تستقبل الحجاج الشام في طريقهم إلى مكة وأصبحت الآن من أهم المعالم الآثرية المهمة في تبوك .
2- قلعة المويلح
يرجع تاريخ بناء قلعة المويلح إلى عصر السلطان العثماني سليمان القانون وهو عام 968هـ وقد دون على مدخل القلعة التاريخ وهي من أهم المحطات الرئيسية للحجاج المصريين وهي قلعة تاريخية ضخمة تتبع محافظة ضباء بتبوك، كما اعتبرت من أكبر القلاع بالمملكة العربية السعودية، تقع على شاطئ الساحل الشرقي للبحر الأحمر في موقع هام جدا تكثر فيها الأشجار، وتبعد هذه القلعة عن مدينة تبوك بحوالي 45 كم، وقد رممت القلعة ثلاث مرات الأولى قام بها الشريف السيد مصطفى بن محمد المويلحي وهو وكيل هذه القلعة في عام 1185هـ ثم أعيد ترميمها مرة أخرى من قبل الحكومة الخديوية في عام 1236هـ، ثم رممت للمرة الثالثة في عهد الخديوي اسماعيل، وسلمت أخيرا القلعة للدولة السعودية ضمن إتفاقية تسليم الحجاز بين الملك عبد العزيز آل سعود والملك الشريف علي بن الحسين في عام 1344هـ .
تتكون قلعة المويلح من أربعة أبراج يبلغ نصف قطر كل برج خمسة أمتار، ويقع بين كل برج والآخر نوافذ صغيرة كانت تستخدم للبنادق، وقد جهزها سطح القلعة العلوي بسبع فتحات بحيث تستخدم للدفاع، أما عم عدد الغرف الداخلية للقلعة فهي حوالي 70 غرفة بالإضافة إلى المسجد والبئر .
3- قلعة الأزنم
تقع هذه القلعة إلى الجنوب من محافظة ضباء وتعتبر من أهم المحطات الرئيسية للحجاج المصريين وذلك في عهد العصر المملوكي، تم انشاء هذه القلعة في عهد السلطان محمد بن قلاوون، وفي عهد السلطان المملوكي فنصوة الغوري تم إعادة ترميم القلعة من جديد وذلك في عام 916هـ، وتقع هذه القلعة على بعد 45 كم من محافظة ضباء الواقعة في تبوك، وتتكون القلعة من فناء واسع ومجموعة من الوحدات الداخلية والحجرات والغرف المستطيلة والنصف دائرية، وبهذه القلعة أيضا ديوان كبير .
4- قلعة الزريب
هذه القلعة هي من أعظم قلاع تبوك وهي تعود إلى العصر العثماني وتقع في شرق محافظة الوجه على بعد 10 كم منها، وكانت تستخدم هذه القلعة في حفظ الآمن للحجاج، وقد بنيت تحديدا في عهد السلطان أحمد الأول عام 1026هـ ، وقد بنيت من الحجر الرملي ذو اللون الأصفر، وشكل القلعة النهائي يأخذ الشكل المائل للاستطالة ولها 4 أبراج ومدخلها يقع في الضلع الغربي، ويحيط بالقلعة من الخارج مصلي ووحدات سكنية، وقد زودت جدران القلعة بمزاغل ، وبالقلعة وتحديدا الركن الجنوبي الشرقي توجد غرفة كبيرة وواسعة كانت تستخدم كمجلسا لحكام القلعة .
5- قلعة المعظم
هذه القلعة هي من القلاع التراثية في منطقة تبوك والتي بنيت في عهد السلطان العثماني عثمان الثاني في عام 1031هـ وهي من أكبر قلاع العثمانيين وكان الغرض من انشاؤها هو مراقبة الحجاج وحمايتهم خلال فترة الحج ، وقد بنيت أيضا هذه القلعة لحماية بركة المعظم لذلك سميت بهذا الاسم، وقد كانت من قبل تسمى بالحاكة، وبركة المعظم عبارة عن حوض كبير كان يمتلئ بمياة السيول والأمطار ، وقد بنيت هذه القلعة بشكل محكم فهي مبنية من الحجر المنحوت الأصفر ليدل على متانتها، وتحتوي القلعة على خمس غرف سفلية وخمس غرف علوية، وبالقلعة ايوان محكم، وبالطابق الثاني من القلعة يوجد مجموعة من الغرف المبنية من الحجر المنحوت .