تدوال نشطاء يوم الخميس الموافق 17 مِن شهر مارس الجاري على موقع التغريدات المُصغرة “تويتر” وسم أُطلق عليه # الإخبارية_تستضيف_نصير_العمري، وكان مِن الوسوم الأكثر تداولاً في هذا اليوم. حيث اشتعل ذلك الوسم غضباً عارماً مِن المُغردين السعودين بسبب مُداخلة لقناة الإخبارية السعودية للمحلل السياسي، والباحث، والكاتب الأردني نصير العُمري، المُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية صبيحة يوم الخميس في أحد التقارير الإخبارية، مُعللين ذلك بقولهم أنه مِن الأشخاص الذين تطاولوا كثيراً على المملكة عبر وسائل إعلامية مُختلفة مِن ندوات ومحاضرات تحريضية، وغيرها طارحين الكثير مِن علامات الاستفهام والتعجب حول تِلك المُداخلة..
“الإخبارية تستضيف نصير العمري”
هذا الوسم الذي أطلقه المغردون اعتراضاً على استضافة العمري في مداخلة عابرة لم تتجاوز الـ12 ثانية بقناة الإخبارية السعودية حيث ظهر العمري مُعلقاً على الانتخابات، وحظوظ المتنافسين في سباق الانتخابات الأمريكية. امتلأ ذلك الوسم بالمعترضين الكُثر على تِلك المُداخلة، وقام الكثير مِنهم بإعادة لبعض التغريدات التي قام العمري بنشرها عبر حسابه الخاص والتي اعتبارها الكثير أنها اساءة كبيرة، وثقيلة وواضحة في حق المملكة حكومة وشعباً، مُبدين غضبهم وحنقهم، واستغرابهم على المحلل السياسي، ومن القناة التي سمحت له بالظهور على شاشتها.
هناك من غرد عبر ذلك الوسم قائلاً: “هذه ليست غلطة هذا اختراق عسكري استخباراتي الإعلام ساحة حرب طاحنة ولا بد أن نؤمن حدودنا الإعلامية جيدا” ، وعلق آخر موجهاً كلامه لوزارة الإعلام حيث قال أن الوضع الراهن يحتاج مزيداً مِن التركيز والاستعانة بمتخصصين في الإعلام السياسي. كما نادى الكثير بمحاسبة المسئول عن ظهور العمري على شاشة سعودية تابعة للدولة.
كما قام عدد كبير مِن الكتاب والمحللين السعوديين، بشن هجوم شديد على قناة الإخبارية عُقب استضافة مُراسلها للمحلل الأردني الدكتور العمري، فقد غرد الأكاديمي السعودي عبدا لعزيز الزهراني عبر حسابه بموقع تويتر قائلاً: هل تحولت قناة الإخبارية إلى قناة تحت إدارة العربية أم أنها جزء مِن قنوات وزارة الإعلام؟ الجمهور يرغب في معرفة ذلك”. كذلك قام الدكتور كساب العتيبي سياسي سعودي بنشر تغريدة أخرى كتب فيها: “مافعلته الإخبارية إهانة لكل سعودي، ويجب عليه الاعتذار ومحاسبة المسئول كُلنا نشعر بالغبن والغضب”. كما غرد الأمير السعودي خالد آل سعود مُعلقاً على الاستضافة لذلك الشخص بقوله:”استفزاز حقير لمشاعر كُل مواطن سعودي ووقاحة لا يمكن بأي حال السكوت عليها”.
كذلك أضاف الكاتب السعودي المعروف، عبدالله الملحم قوله:” ناشطوا وسائل التواصل الاجتماعي أكثر وعياً ومتابعة وإدراكاً مِن مسئولي القناة لمعرفة أصدقاءنا مِن أعدائنا”. كما تحسر د. محمد الخرعان على حالة المنافذ الإعلامية والتي يرى تقصيرها حين قال: ” عفواً يا إعلامنا الرسمي، فقد بالغت في شتمنا أكثر من خصومنا”.
ومن الأمور التي أثارت حفيظة المتابعين، وجعلهم أكثر غضباً، أن العمري قام بعد تِلك المُداخلة بنشر عِدة تغريدات أخرى، مِن بينها مقاطع فيديو تضمن لقاءات له عبر قنوات إيرانية يهاجم مِن خلالها المملكة وبالأخص الحكومة والتحالف العربي في اليمن.
رد فعل القناة
عُقب ذلك الهجوم الشديد، والغضب التي تلقته إدارة قناة الإخبارية السعودية، قامت القناة بالاعتذار للمشاهدين عن ظهور العمري على شاشتها، كما قررت الاستغناء عن مُراسل القناة الذي قام بإجراء التقرير في نيويورك (حيث تم إجراء المُداخلة)، كما تم إيقاف مُدير قِسم الأخبار عن مهامه، وفتح باب التحقيق في هذا الموضوع بأكمله.
هذا وقد قام مدير إدارة الأخبار في قناة الإخبارية سعدون الشمري بالتوضيح لموقع “عين اليوم” في وقت سابق أن استضافة الأردني نصير العمري على القناة، كان خطئاً فادحاً مِن مُراسل مدينة نييورك الذي كان مِن المفترض عليه قبل اللقاء أن يبحث عن السيرة الشخصية التي سيستضيفها في تحقيقه أو تقريره التلفزيوني. كما أنه قام بتأكيد أن التحقيق مازال مُستمراً، وبعد انتهائها سيتم اتخاذ إجراءات إضافية.
كما أنه أضاف:” نصير العمري شخصية نكره من الوجوه الغير معروفة إعلاميا فهو مجرد شخص يعبر عن احقاده على حسابه الشخصي في “تويتر” وكان من المفترض على المراسل البحث عنه أكثر”.