كتاب “نار وغضب” للصحفي مايكل ولف أصاب واشنطن كالإعصار فهو يحتوي على العديد من القضايا السرية التي تخص الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ، ويُظهر الرئيس بصورة الشخص العنيد المحب لسمعته و لا يفضل قراءة الوثائق المهمة و لا يستمع للقضايا المعقدة.
رؤية الكاتب مايكل ولف:
مايكل ولف هو كاتب أمريكي قام بالعديد من اللقاءات الخاصة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب و قام بتدوين تلك اللقاءات في كتاب تحت مُسمى “نار و غضب” ، و قد رأى الكاتب أن ترمب غير مؤهل لرئاسة أمريكا و وصفه بأنه كالطفل الذي يحتاج إلى الإشباع الفوري ، و قد أشار مركز دراسة الرئاسة و الكونغرس “دان ماهيفي ” إلى أن الكثير من الحقائق حول البيت الأبيض تسربت سابقًا للإعلام ، و لكن هذا الكتاب جاء شاملاً كافة تلك الحقائق بطريقة منظمة و موثوقة.
القضايا المطروحة داخل كتاب “نار وغضب”:
-يكشف الكتاب عما يدور خلف الكواليس في البيت الأبيض في ظل إدارة تشوبها الفوضى ، كما يكشف الكتاب أن عائلة ترمب بأكملها لم تكن تريد فوزه بالانتخابات الرئاسية بل أرادوا استغلال حملة الانتخابات لكسب الشهرة و المال ، و يذكر أن كيليآن كونوي رئيسة حملة ترمب ؛ قامت بإجراء العديد من الاتصالات يوم الانتخابات نفسه لتحاول الحصول على وظيفة معلقة تلفزيونية.
-و من بين القضايا الأخرى المطروحة داخل الكتاب ؛ قضية فوز ترمب في الانتخابات و هي الأكثر جدلًا ، فقد توصل الكاتب إلى أن جميع مسؤولي البيت الأبيض يعتبرون أن ترمب غير مهيأ للرئاسة ، و أشار البعض إلى أنه يتخذ قراراته بناء على آراء آخر شخص تحدث معه ، كما ألقى الكتاب الضوء على المقابلة التي أجراها ابن الرئيس ترامب “دون جونيور” و عدد من مسؤولي حملة ترمب الانتخابية مع محامية روسية بهدف الحصول على معلومات مسيئة عن هيلاري كلنتون ، و قد تم استغلال تلك المعلومات لضمان خسارة هيلاري كلنتون و فوز ترمب.
-يشير الكتاب أيضًا إلى ثلاثة فرق مختلفة من مساعدي ترمب يتنافس كل منهم على السلطة و كسب ثقة ترمب ، الأول هو مساعده الخاص بانون ، و الثاني هو مدير موظفيه (السابق) راينس بريبس ، أما الفريق الثالث فيتمثل في ابنته إيفانكا و زوجها جاريد كوشنر اللذان يحاولان إسقاط ترمب و دفع ابنته إيفانكا مكانه لتكون أول امرأة ترأس الولايات المتحدة الأمريكية ، و قد سبق أن كتبت إيفانا ترامب -والدة إيفانكا- عن مستقبل ابنتها السياسي و أشارت إلى أن إيفانكا تستطيع أن تدير أمريكا حتى 15 عام.
-يحكي الكتاب عن بعض التفاصيل الشخصية للرئيس ترمب ، فيشير إلى أن ترمب ينام في غرفة بعيدة عن زوجته ، و يقضي ساعات ليله في الاتصال ببعض أصدقائه للتنفيس عن إحباطه بمساعديه ، كما يشير الكتاب إلى أن ترمب يفضل تناول الوجبات السريعة من مكدونالدز لأنه يحبها ، و يعتبرها أكثر أمنًا له لأن الطعام مجهز مسبقاً و لا خوف في أن يكون مسموم ، و يكشف الكتاب أيضًا عن أن ترمب ليس من هواة القراءة و لا يميل إلى تعلم القضايا المعقدة.
-أما عن القضايا الدولية ؛ فيسلط الكتاب الضوء على حوار لمساعد ترمب “ستيف بانون” خلال الفترة الانتقالية ، و هو يذكر أن السفارة الأميركية سيتم نقلها إلى إسرائيل في اليوم الأول ، كما ذكر أن نتنياهو و شيلدون يحظون بالدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ، شيلدون أدسون هو أحد أغنى و أكبر داعمي إسرائيل في الولايات المتحدة الامريكية ، أما عن التصريحات الخاصة بالإدارة المستقبلية لخطة السلام في الشرق الأوسط فقد صرح بانون قائلًا “لندع الأردن يأخذ الضفة الغربية و لمصر قطاع غزة ، و لندعهم هم يتعاملون مع الوضع ، أو يغرقون في محاولة التعامل معه”.
تعليق ترامب عما نُشر في كتاب “نار وغضب”:
هاجم الرئيس ترمب كتاب “نار وغضب” بشدة مشيرًا إلى أنه لم يقم بأي أحاديث صحفية مع الكاتب مايكل ولف و أن كافة المعلومات الموجودة داخل الكتاب هي أحاديث كاذبة من وحي خيال الكاتب ، كما أشار لكذب تصريحات مساعده ستيف بانون و أنها لم تخرج من البيت الأبيض ، كما توعد ترمب الكاتب بالمسائلة القانونية لتلك الأكاذيب.